ط
هنا العراق

التنمر الإلكتروني… وتأثيره على القيم المجتمعية!!! بقلم / مريم القره غولي

كتبت / مريم القره غولي
ــــــــــــــــــــــــــــ

التنمر الإلكتروني : هو استغلال الآخرين والتقنيات المتعلقة به بهدف ايذاء أشخاص اخرين او تخويفهم او شتمه واجباره على فعل مالايريد، بطريقه معتمدة ومتكررة وعدائية سواء اكان هذا العدوان جسديا ام نفسيا عن طريق إستخدام الإنترنيت(الإيميل، الألعاب الألكترونية، الرسائل النصية، ووسائل التواصل الاجتماعي مثل اليوتيوب، انستغرام، تويتر…..)وكذالك هو سلوك سئ ومقصود ومستمر يراد به ايذاء الطرف الاخر، مما يسبب اثارا نفسية سلبية.

واطلق عليه (بالتنمر) لتشبيهه بالنمر في طبعه وشراسته ،ويقال له لبس له جلد النمر اي اظهر له العداوة والبغضاء وكشفها له.

أسباب التنمر الإلكتروني :

لقد قام العلماء حديثا باجراء العديد من الدراسات النفسية لتفسير وتحليل اسباب التنمر الأساسية المنتشرة بين الأطفال، والأفراد بشكل عام ويمكن تلخيص هذه الأسباب:

*حب السيطرة: وهو السيطرة ع المتنمر و تدمير معنوياته عقليا ونفسيا ،ويكون هذا التنمر اخطر الانواع لانه احد أشكال الإرهاب النفسي ، الذي يؤدي الى تراجع الحالة النفسية للشخص الذي تعرض للتنمر لدرجة التفكير الجاد بالانتحار وتنفيذه وذلك نتيحة المضايقات الكثيرة التي يتعرضون لها، والتي لا يستطيعون تحملها على الإطلاق ، مما يؤدي الى اهمال الشخص لمظهرة الخارجي وعدم الإهتمام بشكله العام، ولا حتى بالقيام بواجباته اليومية والمنزلية .

*التربية الخاطئة: هناك الكثير من الاهالي يعتمدون على طريقة التربية القاسية بإستخدام اسلوب النهي والأمر مع أولادهم، ويبتعدون عن اسلوب الحوار والمناقشة، ولايهتموا بتطوير مهاراتهم وقدراتهم على التواصل والتعبير عن ما بداخلهم ورفض كل امر يرونه غير مناسب وهذا يخلق طفلا مهزوز الشخصية، حيث يكون

فاقد الثقة بذاته ، ومضطرب الهوية و الشخصية، وعنيف ولايؤمن بالعلاقات التكاملية. بالإضافه الى التفكك الاسري، وانشغال الاب والام عن القيام بدورهم في تربية أبنائهم ، وتقويم سلوكهم، واهتمامهم فقط بالجانب المادي وجني الأموال .

*عدم الوعي: فبدلا من التعامل مع الاخرين برأفة ورحمة ومحبة وطيبة ، تحول البشر الى شخصيات شرسة تتنافس فيما بينها على ايذاء بعضها البعض،حيث يعد المتنمر شخصا مريضا نفسيا، ويعمل على تفريغ اضطراباتة النفسية في سلوكاته. مما يلجأ الشخص الذي تعرض لتنمر الى إستخدام اسلوب العنف، مع تحوله من شخص ودود الى شخص عدواني ومكروه

*غياب دور المدرسة : على المدرسة توعية الطلاب الى ضرورة التعامل بمحبة ورحمة بينهم، ومعاقبة كل طالب متنمر لتكون العقوبة رادعا يمنع بقية الطلاب من التنمر، وتبيان مساوئ التنمر، وشرح مجموعة من الأخلاق والقيم التي يجب أن يتحلى بها الفرد.

* المفهوم الخاطئ عن الايمان: يعتقد البعض ان على عاتقهم رفع راية الاسلام حتى لو لم يكونوا على حق ويقوموا بالتصرف المشين والمعيب والمحرج تجاه الافراد ،وان الدين الإسلامي نهى تماما عن السخرية ، وعدم الايماءات التي توحي للاخرين بالاستهزاء بهم ، سواء كانت بالنظر او الحركة او بالكلام.

وقال تعالى (ولاتنابزوا بالالقاب) اي لاتقوموا بإطلاق أسماء على البعض يستاؤون منها عندما يستمعون إليها.

*الاعلام: مع التطور الهائل في التكنولوجيا وخاصة مواقع التواصل الإجتماعي وانتشارها السريع بين المجتمعات ازدادت نسبة التنمر الإلكتروني خاصة في ضل ظهور التطبيقات المتنوعة بشكل متواصل وسريع جدا ، الأمر الذي ادى الى نشر ثقافة المتنمر من خلال تركيزه علي الامور السلبية والمشكلات وتضخيمها، دون العمل على تقديم بدائل منطقية وصريحة.

ونحن نعيش في وسط اجواء تغيرت فيها المفاهيم، ورمت بظلالها على المعايير الاخلاقية، واصبحت القوة والمظاهر تكمن في تجريح الشخص المتنمر علية لفظيا ومعنويا والتقليل من كرامتة بدل من الوقوف معه ومساندتة، حيث اندثرت قيم المشاركة واحترام حقوق حرية الأخرين وتحول الواقع الى غابة تنعدم فيها ثقافة الحوار والاقناع وقيم التواصل الحقيقية والنية الحسنة.

اشكال وانواع التنمر الإلكتروني:

*المضايقة: وهي مضايقة الفرد من خلال ارسال رسائل نصية او تهديدات مؤذية غير مهذبة ومهينة له او لعائلته .

*التعليقات الجارحة:وذلك من خلال كتابة تعليق سلبي مخدش للحياء وتمس كرامة الفرد، ونشر الاكاذيب عن الشخص او نشر صور محرجة له على وسائل التواصل الاجتماعي.

*تشويه السمعة: وهي انزال منشور او صور للفرد المتنمر عليه غير صحيحة محاولا الاستهزاء بالضحية ويضرب بكرامته وينتقده بأسلوب غير محترم ،ويؤلف روايات مسيئة عنه.

*انتحال صفة:وهي إختراق حساب الشخص على مواقع التواصل الاجتماعي وانتحال هويته باعتباره صاحب الحساب المقصود والتكلم مع الناس بلسانه وسب وشتم الاخرين وعدم احترام مشاعرهم .

*دعم الأشخاص المتنمرين: وهو دعم المتنمرين بمعلومات مثل صور او مقاطع فيديو لايذاء الاخرين وتهديدهم وافشاء أسرارها وتلفيق التهم لهم بقصد تشويه السمعه. وابتزازهم وهي اما ان ترضخ لشروط او يتم فضحك امام الناس.

*الازعاج: وهي إزعاج الضحية بإرسال صور او مقاطع فيديو اباحية وغير لائقه، او من خلال سرقة الهاتف واحتواء المعلومات التي بداخله واستعمالها ضده

نتائج التنمر الإلكتروني :

*عدم ثقه المتنمر بالآخرين وعدم مخالطتهم.

*شعوره دائمآ بالخوف والضيق والحرج وحتى الغضب.

*امال مخيبة ومحبطة وفقدان الإهتمام بالاشياء التي يحبها.

*شعوره الدائم بالاكتئاب وخاصه عندما لم يتلقى اي مساعدة بخصوص التنمر، الامر الذي يؤدي به الى الاعتزال عن العالم المحيط به

*تشتت ذهنه وتفكيره: الأمر الذي يؤدي به الى عدم ممارسة اعمالة اليوميه، وكذلك دون أن ينتبه لما يعمله او يتكلم عنه وكأنه انسان بدون عقل.

*ضعف المستوى الدراسي لشخص المتنمر.

*شعوره الدائم بالخجل وعدم خروجه للعالم الخارجي وكأنه شخص منبوذ.

*ميله الدائم للعدوانية، واستخدامه الألفاظ الجارحة ،و ممارسة العنف الجسدي.

*الاصابة باضطرابات النوم (الارق) او معاناة مثل المعدة والصداع او زيادة او نقصان في الوزن.

دراسة وحوار:

*دراسة فرايسن وبيرسون Frisen,Jonsson&Prs son

هدفت الدراسة الى معرفة لماذا يقوم الفرد بالتنمر؟ وكيف يمكن إيقافه؟.

حيث تكونت الدراسة من 119 طالبا في المدرسة الثانوية في غوتنبرغ في السويد،، بلغ اعمارهم

17.1 وبينت النتائج ان نسبة 39% منهم قد تعرضوا لتنمر خلال سنوات الدراسة، وانهم يقومون بالتنمر عندما يجدون ضحاياهم منخفضة عندهم مستوى تقدير الذات، كما ذكرت عينة الدراسة انه من الممكن وقف التنمر بحدوث تغيرات في سلوكيات الضحية، وان تقف الضحية في وجه المتنمر بقوة وعزيمة واصرار.

وهناك دراسة نرويجية تؤكد ان زعيم عصابة المتنمرين يمتلك قدرات عقلية ممتازة، تجعله على وعي تام وفاهم بتفكير الآخرين واللعب على نقاط ضعفهم. أضافه الى ان الفتيات اكثر مشاركة في التنمر الإلكتروني من الفتيان.

ومن خلال حوارنا بالاستاذ مرتضى الموسوي اختصاص علم الاجتماع في جامعة واسط اكد؛

(التنمر)

التنمر هو عدم الرضا على خلق الله وهو الميزة الاضعف في شخصية المتنمر او شخصية حامل التنمر وان التنمر صفة دنيئة جدا لايتقنها الا الضعيف لاتدل الا على ضعف شخصية المتنمر

وان المتنمر يقوم بفعله المشين نتيجة عقد النقص لديه فتجده يقلل من شأن الاخرين

واننا كباحثين نجد ان التنمر ينتشر في المدارس بشكل كبير بسبب التنشئة الاجتماعية الغير صحيحة

وانا حسب رأيي الشخصي بان اطفال متلازمة داون هم الأكثر عرضة للتنمر

وان هذه الفئة تمثل صورة المجتمع وقوع تراكمات المجتمع عليه فنجد في مجتمعنا يتعرضون للتنمر والسخرية بشكل كبير هذا يعني اننا في مجتمع متنمر بشكل كبير

وان هذه الضاهرة انتشرت في الاونة الاخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وبرزت عن طريق استغلال الانترنت والتقنيات المتعلقة به من اجل إيذاء الشخص بطريقة متعمدة يسودها السخرية اللاذعة العدائية في رغبته المريضة.

وقد نوه الاستاذ محمد عريبي مشرف تربوي؛من الممكن ان يكون رغبة من الشخص المتنمر وشعوره الزائد بحب السيطرة والرغبة في التحكم في الآخرين، الغيرة من نجاحات الآخرين ويرغم في إثبات نفسه انه المسيطر والقوي ومنها يريد تجربة أشياء جديدة بحياته، يؤثر التنمر على الفرد بشكل كبير مثل؛ الدخول في حالة اكتئاب ام اضطرابات نفسية إذا لم يتلق المساعدة ، الشعور بالخوف والقلق الزائد دائمآ، يمكن الوصول الى ان يفكر الشخص في الانتحار وانهاء حياته.واكد هناك نوعين من التنمر؛التنمر الشرس مثل التهديد بالايذاء والتهديد بالسمعة.

والتنمر الالكتروني العادي: مثل الشتم والتحطيم وقذف الكلمات الجارحة.

واشتدت(س.ح)متصفحة مواقع،

ترجع اسباب التنمر الإلكتروني بسبب الاسماء المستعارة و الهاتف الذكي اصبح الان في متناول الأطفال من دون رقابة ولي الأمر الامر الذي ادى بكثرة في القترة الأخيرة للتنمر الألكتروني وضهور المشاكل التي لعبت دورا أساسيا في ضعف الافراد وانهزامهم من الحياة عن طريق الانتحار او الهرب.

وذكرت (ش. ي) متصفحة مواقع

تكون أسباب التنمر هي رغبة الشخص المتنمر وشعوره الزائد بالسيطرة على الآخرين وجعلهم تحت امرته وكأنه قائد جيش يسيرون تحت تصرفه فيما يقول ويفعل، الأمر الذي يؤدي الشخص المتنمر الى ترك دراستة وعدم قدرتة على مواصلة مسيرة التعليم ويصبح اكثر عزلة وانطوائية والابتعاد عن تكوين الصداقات او حضور التجمعات العائلية ويكون الشخص ضعيف الشخصية لايثق في نفسه ويكون اكثر عرضه للانتحار من غيره.

ومن وجه نظري:

تعود أسباب التنمر الى الغيرة الزائدة فمن الممكن بان يكون الطرف الاول يتمنى ماهو موجود في الطرف الأخر ويتمنى ان يصبح مثلة ويكون في نضره بأنه الحل الوحيد هو التنمر والتطاول عليه دون موقف محدد ودون وعي والتقليل من عزيمته بشتى الطرق ،ورغبة باثبات نفسه أمام الاخرين ،هذه التصرفات المغلوطة والموتورة التي تتسبب في ايذاء الناس بطريقة مقصودة ومتعمدة تؤدي بالتالي الى ايذاء الطرفين معنويا ونفسيا.

حل مشكلة التنمر الإلكتروني؛

*معرفه التنمر الإلكتروني وسلبياته، ومدى تأثيره على الفرد.

*في حال تعرض شخص ما لتنمر يحب عليه ان يخبر أهله دون خجل .

*جعل اولياء الامور مسؤولين عن ردود اطفالهم. وكيف يتصرفون.

*المراقبة الجيدة للاطفال. وتحذيرهم من ان لايتنمروا على شخص اخر وفي حال فعل ذلك يجب معاقبته.

*عدم التفرقه بين البشر، وتقبل الرأي والرأي الأخر.

*فرض عقوبة قضائية وغرامه مالية على المتنمرين مما يجبرهم على عدم التنمر على غيرهم.وفي حال رفعه دعوة قضائية على المتنمر يحب عدم التنازل عنها لكي يكون عبرة للاخرين.

*الاحتفاظ بالصور الشخصية بسرية تامة بعيدا عن متناول الجميع.

*القيام بتصوير كل الاعمال التي قام بها المتنمر لكي يكون عنده دليل قاطع وبالتالي إرسالها الى مركز الامن لكي يتم مقاضاة المتنمر واخذ الإجراءات القانونية بحقه.

وختاما فالتعرض للتنمر الإلكتروني شي من الصعب تجاوزه ويؤدي بصاحبه الى الانتحار والدخول في ازمة نفسية حادة، وباتباعكم النصائح المذكورة أعلاه سوف تتمكنون من حماية انفسكم.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى