التوغل في مسام التلاشي.. مسابقة الشعر الحر والنثر والتفعيلى بقلم / مالكة عسال
مالكة عسال
مسابقة قصيدة النثر
التوغل في مسام التلاشي
بغصن اللوز فلقتَ الصبح
فقُلنا أهلا
أهلا بمَن في راحتيه نبتَ الزهر
وعلى كتفيه
سيحمل الوزر
افترّت آفاقنا عن الابتسام
وبالوداد أشرعنا باحات للنور
والدفاتر القديمة
في ترعة الماضي أحرقناها
وقلنا للمُقبل تَفَتّحْ
تَفَتّحْ في أحضاننا فرحا
ودعِ الجرح في المحرقة
ينهضْ عشبا
بين الرَّمشَتين
انقلب البصر خاسئا
فتمدد سرطان الرياء
بشعائر وهمية
فثار البياض
وأنشد اليراع يقول :
كفاك
يامَن تلبّس بُرد المساء
الملطخَ بجوع المشرد ين
ونقرس المقهورين
وأنة الفقراء
ماأظنك إلا انفلاتةً وباء
على ظلال العابرين سقطتْ
تتضخم بالمزريات
تفجّرت على غفلة منا َ سُحقا
على خدّ المذبوحين
مع الرضاب تقطّرَ
أيها المغلول بمتاهات الفراغ
مندوب التخوم المزعجة
مُدمن الشعودات الطقوسية
يتوسد الإعصار تحت كروم الليل
يامَن على لسانك
زناد الدم والخراب مِن مقلتيك
سوطُ الدّمار يتدلى
لاندري كيف
خَدَرا نضحت من فم أفعى
و تسَرّبت في الحشا ترياقا
بالمثالب استوطنت المحاجر
فحوّلت الشرفات مقابر
وفي البساتين
نثرتَ خيبة المسعى
تُوسّع حقول الشحوب
وفي واديها تُهشم الممكنات
لاندري كيف
فقأت أعين الانتظار
حتى صرنا في المُجهض
نبحث عن الزمن الضائع
أيها المحْقون بالابتئاس
المنقوع في دم النفاس
مابيدكْ
غير تفاحة الخلل
في وجَع الأكباد مغموسة
تُشيد في المهب صرحا من الخواء
على عريش العُرْف والوراثة
تَزنِد لهب السرمدي
كفاك
في دمعة البائسين
نصْب برجك السالف
وعلى جماجم الأحرار
إطناب ليلك الوارف
من العبث
وبالعبث
وإلى العبث
تلقي سيلك الجارف
لتصنع من صديده رمح المهابة
فإذا الصنعة مرآة
عكست ذاتا بالاضطراب مزروعة
وذهنا
محشوا بنقانق الأخشاب
كفاك
فما أنت ..أنت
إلا ظلٍ باهت الأيقونات
ٍ بحقائب الأعطاب مسربل
على بساط الخراب تحبو
وبِدَكّ الانبهار عودُك ينبري
أقبلت بلحظة
يضيئها ديجور اليباب
تحاكي ثُغاء الهجير
والرشاح صوت الزمهرير
تلتمع بملامح الملاعين
وجبينٍ
بأسماء الأبالسة موشوم
وعمق بالسُّخام مكلل
وأياد تتعطش للآثام
كفاك
كفاك بوطني زحفا
نحو حشرات الشؤم قربانا
كفاك
تسَللاً بين الجلد والعظام
لاختلاس سُكّر الماء
ياوجع قلبي
على قبعة الأمل
علقنا ريشة الأحلام
وانحنينا لها خاشعين
فكان أن سقطت القبعة بين الأقدام
والريشة
في بطون الرعاع داستها الحوافر
والأمل
في رمس الليل توارى
فأمسينا حكايات
يلوكنا زمن التخمة
ليداري الانتفاخ
ونخلةُ الزهو الشامخةُ
تحولت في ازدهاء
نُصْبا في مَرْج النسيان
ولن تُذكر
ياوجع قلبي
قبصَة مِن الزبانية العتاة
مَن بقبضتِهم رائحةُ المآسي
إلى الأماكن المهجورة
يُرحّلون وطني
ليصليَ لنكْبة الغياب
مالكة عسال