الثنائي مزيان أميش وأمين شيبان يطرحان ألبوم”ميلومانيا”

مكتب الجزائر/دليلة بودوح
طرح مؤخرا الثنائي مزيان أميش وأمين شيبان أول ألبوم لهما تحت عنوان “ميلومانيا” يضم 12 أغنية تجمع بين طبوع موسيقية مختلفة متنوعة الإيقاعات هي بمثابة انفتاح متناسق على العالم الخارجي.
وعبر حوالي الساعة من الزمن يشد الألبوم -الصادر عن دار الإنتاج الموسيقي “أسطوانة”- المستمعين للانفتاح على العالم من خلال أداء موسيقي متنوع وثري لأغاني في طبوع موسيقية مختلفة كالعلاوي والجاز مرورا بالفلامنكو والراي والريغي حيث تقدم هذه الأغاني ذات المواضيع المختلفة فرصة للاستمتاع ب”موسيقى العالم” (وورلد ميوزك) وهو أسلوب اختاره الفنانان بعناية لعيش شغفهما ورغبتهما في مخاطبة هذا العالم.
هي عناوين تقدم نغمات في تقاطع موسيقي ثري على غرار “يا با” ذات الألحان الإفريقية و”Love life” (حب الحياة) التي تجمع بين ال”آر آن بي” والراي بالإضافة إلى “Solitaire du jeu” (سوليتير دو جو) وهي أغنية راي يميزها العزف على آلة “الترومبيت” لمسعود بلمو الذي يعتبر من العازفين الرواد على هذه الآلة في فن الراي بالجزائر حيث يغني الفنانان بصوتهما الرخيم للوحدة وتناقضات الحياة والعلاقة بالآخر.
في “غرام الليل” مثلا يقدم مزيان أميش وأمين شيبان جولة افتتاحية تصب في الدعوة إلى الانفتاح على الآخر من خلال مزج ذكي بين طبوع موسيقية شرقية وأخرى غربية كالجاز-مانوش حيث يبرز فيها خصوصا استعمال مميز للغيتار.
وأما “Prélude El Mensi” (مقدمة المنسي) و”المنسي” المزينين بموسيقى الساكسوفون في ريتم الطبع القبائلي والشاوي فهما بمثابة تحية لفاقدي البصر في حين أن “Guellal vibration” (قلال فيبراسيون) تتطرق لقصة فتاة محبة للفنانين والفنتازيا كما أعاد الفنانان أغنية “تفضلي يا آنسة” للفنان القدير مصطفى زميرلي الذي سطع نجمه في السبعينيات من القرن الماضي وهذا عبر تقديمها في طبع الريغي.
ومن الأغاني التي يضمها الألبوم أيضا “الزين والتباتة” وهو بروالي مغربي ساحر وكذا “قوربي كرطون” التي قدماها لمحبي الفلامنكو وعاشقي أنغام الغيتار التي تذكر بالأندلس المعبق بروائح التراث المتوسطي في حين أن “أفوس” وهو أخر عنوان بالألبوم يتناول الرجوع للأصول من خلال مواضيع الأرض والحصاد في طابع احتفائي من الفلكلور القبائلي.
وتأسس هذا الثاني الفني في 2013 حيث يرافقهما في إبداعاتهما حوالي العشرين موسيقيا محترفا بينهم أمينوس على الغيتار ومهدي جاما على الساكسوفون ونجيب قمورة على الباص ومختار شومان على الناي وقد تمكنا من إبراز موهبتهما الفنية في هذا الألبوم الأول لهما من خلال العمل البحثي القائم على التناسق والتوزيع الموسيقي وكذا الأداء.
ويظهر جليا ألبوم “ميلومانيا” -بما يحويه من زخم إبداعي- موهبة مزيان أميش وأمين شيبان اللذين يطمحان إلى بناء مسيرة فنية متميزة