أردت أن أهرب قليلا من الكتابة في السياسة التي أصابت رءوسنا جميعا بصداع مزمن لا ملجأ ولا منجي منة إلا بالتضرع إلي الله جل شأنه وعظمت قدرته .
ولم أستطع الهروب فواقعنا مؤلم بالفعل …!!
وضعت المداد والأوراق جانبا , وصعدت الدرج إلي سطح منزلي مغتنما الفرصة للبحث عن ذاتي ولإستنشق قليلا من الهواء النقي .
جلست علي كرسي مسترخيا ومتأملا المنازل المتراصة من حولي كقطع الشطرنج والمعبرة عن حاله الإنفجار السكاني الذي نعيش فيه , ولفت انتباهي تكدسا لا يقل ضراوة عن التكدس السكاني .
شاهدت شبكة عنقودية من أسلاك ( الإنترنت ) فوق أسطح المنازل والتي تعكس إستخدام السكان المفرط للحواسب الاليه .
فمع التوسع الكبير في إستخدام الحاسب الآلي في الكثير من بلدان العالم , وما شهدناه من ثورة رقمية في أواخر هذا القرن , جعلت من العالم الذي نعيش فيه قرية واحده , وأصبحت وسائل الإتصال سهله وميسورة , فبإستطاعتك التحدث ومشاهده من شئت في قارات المعمورة كلها في اليوم الواحد بل في الساعة الواحدة عبر وسائل الإتصال الحديثة التي بين أيدينا الآن , ناهيك عن الكم الرهيب من المعلومات والوسائل المختلفة التي تحتويها شبكات الإنترنت لخدمه البشرية , وعلي النقيض أيضا تحتوي هذه الشبكات علي وسائل ومعلومات مدمره لكل القيم الأخلاقية والدينية , مهدده بذلك مجتمعاتنا الإسلامية والعربية ومجتمعنا المصري بصفة خاصة بالعري الأخلاقي والإنهيار المجتمعي وقلة الحياء .
فالمشاهد الجنسية وغرف الدردشة بأنواعها المختلفة أصبحت سهلة وميسورة . بالإضافة للكم الهائل من المعلومات والفتاوي الدينية المجهولة المصدر والتي تلبس الباطل ثوب الحق والمفسدة علينا ديننا .
وأيضا تصدير الحريات بمفهومها المغلوط لعقول أبنائنا بغية القضاء علينا وتفتيت دولنا لدويلات متناحرة والدخول في صراعات لا نهاية لها .
ويجب علي المسئولين تقنين هذه الخدمات بشتي الطرق , وحجب كل المعلومات والمشاهد المسيئة لديننا وقيمنا الأخلاقية حفاظا علي مجتمعنا من التفكك والعري والفجور والتي بدت بوادره تلوح في الأفق .
ويجب علي الآباء والأمهات أيضا تشديد الرقابة علي المارد القابع بغرف أبنائهم وفي أيديهم من كمبيوترات وموبايلات وغيرها , والتفتيش بصورة مستمرة علي ما تم حفظة علي هذه الأجهزة , وأيضا التعرف علي أصدقاء أبنائهم , ومذكرين أبنائهم بحديث رسولنا الكريم عن أبي هريرة قال . قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( المرء علي دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) رواه الترمذي وقال حديث حسن , وغرس الوعي الديني والإلتزام الأخلاقي في نفوس أبنائهم , وحثهم علي قراءة القران وحفظه .
وليس معني ذلك أني أدعوا إلي الرجعية وعدم مواكبة التحضر والتطور في كل دول العالم , ولكني أدعوا إلي التمسك بتعاليم ديننا الحنيف وما حثنا عليه رسولنا الكريم حتى يرفع الله عنا البلاء , ومذكرا بقول ربنا سبحانه وتعالي في محكم آياته ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) الآية 41 سورة الروم .
ونهاية قولي أدعوا الله أن يخلص مصرنا العزيزة من الفتن والدسائس وما دبر لها في الخفاء والعلن. وأن تصبح رآية مصر خفاقة عالية في كل المجالات. بقلم…. يوسف القاضي