.الثيران الثلاثة.. قصة قصيرة .. بقلم ..احمد بيومي ..

يحكى أن ..كان هناك في إحدى قرى الريف المصري الممتد من أقصى الجنوب إلى الشمال .. عمدة قد ورث العمودية أبا عن جد يدعى الحاج عبد الرحمن الكبير .. وعندما شعر بدنو الأجل ..أراد أن يختار خلفاً له ..ولكن كان لديه ولدان إحدهما قوي البنية جهوري الصوت شديد الإندفاع عند الغضب يسمى صخر …والأخر رقيق الملامح خفيض الصوت ..كان يحبه كثيراً لذكائه الشديد ولأدبه الجم يسمى فريد ..فأشار على شيخ الجامع الكبير أن يساعده في إختيار من يصلح منهما لخلافته.. فأشار عليه الشيخ أن يجري لهما إختبار ذكاء ..ومن ينجح فيه فهو الجدير بالمنصب الرفيع بصرف النظر عن العمر وقوة البدن .. فرئاسة الناس وقيادتهم تحتاج إلى الذكاء واللين وليس إلى الشدة والعنف ..فكر الحاج عبد الرحمن طويلاً حتى هداه تفكيره إلى حيلة تقنع الجميع بأحقية أحدهما بالخلافة ..أستدعى ولديه وطلب منهما أن يحضر إليه كلاهما ثلاثة ثيران معممة بعد صلاة الجمعة وأمام كبار البلدة .. ومن سيفعل سيعلنه عمدة خلفاً له أمام الجميع على أن يساعد الخاسر أخاه في العمودية وينصاع له ويسلم له بالعمودية عن طيب خاطر وافق الولادان وأسرع صخر باندفاعه المعهود إلى الزريبة التي يعلم إنه لا يوجد بها غير ثلاثة من الثيران ليقطع الطريق على أخيه فريد ..ثم أحضر ثلاثة عمائم كبيره ولفها حول رأس الثيران ولم يذهب إلى صلاة الجمعة في المسجد الكبير كما هي العادة ..بينما فريد لم يصارع أخاه على الثلاثة ثيران بل ذهب مع أبيه وكبار البلدة إلى المسجد لصلاة الجمعة وكأن الأمر لا يعنيه أو كأنه قد سلم بأحقية أخيه في العمودية ..ولكن عندما أنتهت الصلاة أسرع ووقف امام الباب وكلما شاهد رجلاً قوي البنية كالثور وعلى رأسه عمامة كبيرة أستوقفه وسأله عما فهم من الخطبة فيجيب أحدهما إنه لم يكن منتبهاً والأخر كان نائماً أثناء الخطبة والثالث كان مشغولاً بأمر زواجه ..فطلب منهم أصطحابه إلى دوار العمدة وعندما وصل فريد وجد أخيه صخر قد أحضر الثيران الثلاثة ألتى قام بتعميمها أمام الدوار والعمدة ووالده يضحكان هما ومن معهما من منظر الثيران الثلاثة ..فيلقي السلام على الجميع ثم يطلب من الرجال الثلاثة الوقوف أمام العمدة الذي يعيد عليهم السؤال السابق ماذا أستفادوا أو حفظوا من خطبة الجمعة فيكرروا الإجابات السابقة وهنا يقف الحاج عبد الرحمن ويمسك بيد إبنه فريد ويجلسه في مقعده أمام الجميع ويعينه خليفة له وهو يقول نعم يا ولدى هؤلاء هم الثيران المعممة لقد أفلحت …تمت احمد بيومي