ط
مسابقة القصة القصيرة

النجاح مسابقة القصة القصيرة بقلم / نجاح بن عبد المؤمن من الجزائر

الاسم: سارة
اللقب: بن عبد المؤمن
الجنسية: جزائرية
رقم الهاتف: 213560269974+
البريد الالكتروني:
[email protected]
نوع المشاركة: قصة قصيرة
العنوان: النجاح
لا تحزني ان فشلت فهذه ليست نهاية العالم و ستكون لديك فرصة السنة القادمة

هذه الأغنية تتردد في مسامعي دائما، أسمعها، لكنني لا أستمع اليها، لذا استطعت أن أحفظ كلماتها من غير أن أفهم مضمونها، ماذا يقصدون ب”فشلت”؟؟؟ انا لا استوعب، و لكنني اظن بانهم يتحدثون عن دفتر الغياب المدرسي فهو ممتلئ باسمي، لا تلوموني، فانا قد نسيت الطريق المؤدية الى المدرسة و لم اعد اتذكر سوى الطريق المؤدية الى المستشفى، والدي ـ حفظه الله ـ يقول: “ان هناك الكثير من الناس لم يتحصلوا على شهادة البكالوريا و مع هذا يعيشون عيشة سعيدة و أحيانا أحسن من الذين تحصلوا عليها”، أنا أحترم والدي كثيرا و كلامه على حسب معتقداتي صحيح، و لكن ما وراء هذه الكلمات مفاهيم لم أقتنع بها، لماذا يتصرفون و كأن البكالوريا وردة لن تنبت في حديقتي أبدا؟؟؟ أردت الاستفسار عن هذا فذهبت الى زميلتي و سألتها هذا السؤال فكان ردها: “نحن في حضور دائم للدروس و مع هذا لسنا متأكدين من نجاحنا فماذا ان تكلمنا عن حالتك انت” اذن علي أن أفهم من كلامهم أن الغياب حتما سيؤدي الى الفشل و المريض لا يمكنه أن يكون ناجحا، دعوني أخبركم شيئا “انتم لن تنجحوا”، أتدرون لماذا، لأنكم غير واثقين من نجاحكم، اما انا فقد لغيت من قاموس حياتي كلمة فشل وحولتها الى كلمة محاولة فما عاد للفشل وجود و لم يبقى لي سوى النجاح، فاما النجاح و اما النجاح، فانا في كل الاحوال ناجحة، و استطيع من الان رؤية اسمي على قائمة المتفوقين سواء كنت في المستشفى او في المدرسة او في البيت او في الشارع او في مكان اخر؛ انا نسبة نجاحي اكبر من نسبة نجاحكم، أتدرون لماذا لأنني اريد النجاح و امتلك الارادة و امتلك التفاؤل، امتلك هدفي الذي اعتبره وقود سيارتي التي اركبها للذهاب الى النجاح، وهذا فقط يغنيني عن كل شيء، اما انتم فتملكون كل شيء لتنطلق سياراتكم و لكنكم نسيتم ان تبطلوا عمل المكابح لهذا لن تسير سياراتكم مهما حاولتم.
انا الآن في المستشفى لوحدي، افهم الدروس لوحدي، اما انتم فلديكم الاساتذة ليفهموكم بالإضافة الى الدروس الخصوصية، انا ان لم افهم شيئا فليس لدي من اسال اما انتم فلديكم من تسالون، انا لا استطيع السهر بسبب الادوية التي تدفعني الى النوم، اما انتم فتستطيعون السهر قدرما شئتم، الشيء الذي تستغرقون فيه نصف ساعة انا اتعدى فيه الساعتين، انتم ان وقعتم فيمكنكم الاتكاء على ايديكم و النهوض، اما انا فيدايا مربوطتان و ان وقعت فسيكون من الصعب النهوض لكنني سأظل احاول و احاول، و ما دمت احاول فانا حتما سوف انجح، و سأصعد الى القمة، سأصل يوما ما الى القمر و سأدع لكم الارض كي تعيشوا فيها و سأكون مثل الذي اخترع الكهرباء حيث فشل 2999 مرة و نجح في 3000 فقال لهم لقد حاولت 2999 مرة و لم افشل، سأكون مثل السلحفاة التي استطاعت الصعود الى البرج و هذا لأنها كانت صماء لا تستطيع سماع ازعاجات الناس، سأكسر قواعد الحياة و أبعثرها ، بإرادتي فقط سأصنع المعجزات، لذا لا داعي للشفقة علي و في حقيقة الأمر انا من عليه ان يشفق عليكم، و انا سعيدة و نهاية قصتي معروفة و هي النجاح فلا تفكروا غير في نهاية قصصكم انتم.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى