حاورته دالي يوسف مريم ريان
نرحب بك بمجلة همسة الدولية مصر ، بداية من هو عمر بن شريط ؟
*عمر بن شريّط، شابّ جزائريّ من ولاية الجلفة يبلغ عقدهُ الثّاني من العمر. روائيّ جديد، لديّ بعض المؤلّفات كالجريمة البيضاء ورسول بافوميت وملعون روما وأكثر من مخطوط وبعض القصص الفائزة بمسابقات وطنيّة. طالب أدب. بكلوريا.
*الكتابة كل يراها بطريقته ومفهومه الخاص ، “أشبه بالتنفس” يعرفها ايزاك ازيموف ..في حين يراه البعض هم وواجب فردي ، والبعض الاخر لخدمة المجتمع .. كيف يعتبر عمر بن شريط الكتابة؟ هل هي شغف أم هروب من الواقع أم ..؟!
فعلا الكتابة هى تراكمات من الشّغف وحبّ الممارسة والتطلّع، الكتابة شيء آنيّ ينبع من دواخلنا لا لمجرّد مزاج معيّن، أو سبب معيّن. لم أختر لأكونَ كاتبًا، بل الكتابة اختارت أن تُزرع وترافق ذلك الطّفل الصغير فيّ منذ سنوات، للآن. ويسعدني مرافقتها لي وممارستها، الأجرح عليّ سؤال الكتابة يومًا ما لماذا اختارتني أوّلًا.
*لدى كل واحد منا موهبة تحمل مجموعة من القدرات والمهارات التي تميزه، وتفتح له أبواب النجاح والتألق في مختلف مجالات الحياة ، لكن الأهم من ذلك ان لا يترك الانسان تلك الموهبة دفينة منعزلة بنفسه بل يخرجها ، كيف اكتشف عمر تلك الموهبة وهل كان لاحد الفضل في ذلك ؟!
-سبق وقلت أن الكتابة هي من اختارتني! أتذكّر أوّل يومٍ اكتشفتُ بأنّي أستطيعُ ملاعبة الحروف بطريق شعريّة بسيطة عند خروجي من المدرسة، كنت أدندنُ أغنية ما أحاول تركيب كلماتها لأقتل ملل الطّريق، اكتشفتُ بأنّي صعنتُ حملتين رائعتين فصيحتين، جريتُ تحت شمس الظّهيرة نحو المنزل،
حملت ورقة وقلم دوّنت ما جاء في مُخيّلتي، أعجبتُ بهِ، بل وأبهرني لأنّهُ كان مفاجأة لي، فعملتُ على تطوير نفسي منذ ذلك اليوم. الكتابة فيّ وليدة الصّدفة وعدّة روحانيّات غامضة من الوسط علّها مكتسبات لم أعرف كيف حلّت عليّ من المحيط. لكن الفضل في الأخير للقراءة.
*جميل جدا ان تكون الكتابة وليدة الصدفة وترافقنا دائما ، لكن تمر على الكاتب لحظات يشعر فيها أنه عاجز تماما عن الكتابة يمسك قلمه ويحضر كل طقوسه الروتينية لكن لا يمكنه كتابة اي كلمة هل مررت بهذه الحالة سابقا ؟! وكبف خرجت منها ؟!
لا أكتبُ لأنّي أودُّ أن أكتب، بل أكتب عندما تحينُ الكتابة فيّ من تلقاء نفسها مُجهّزة الشّعور والشّغف والإلهام، لا أذهب للكتابة، بل أنتظرها لتأتيَ إليّ فأقومُ باستقبالها. من يُحسّ بأنّه عاجز عن الكتابة – في الغالب – لأنّه يريدُ فقط ممارسة الكتابة لإصدار ما أو مسابقة أو لمُجرّد التّنفيس، ليس لأنّه يمارس الكتابة كشعور. نصيحتي لكلّ كاتب، هو انتظار الكتابة، لا الذّهاب لها.
*الجريمة البيضاء هي اول عمل ادبي لك اصدرته ورقيا .. حينما نقرأ العنوان قبل الاطلاع على مضمونه هل يمكن ان نلخصه بأن الجريمة اعطيتها لونا وهو الابيض الذي يرمز بحد ذاته الى السلام يعني الجريمة السليمة ربما ؟! ام اننا اخطانا كوجهة نظر !؟
العنوانُ القبليّ الذي كان مُقرّرًا عنونةُ الرّواية به هو ” خطايا من أجل الحُريّة ” فغُيّر ل “الجريمة البيضاء” والعنوان الأوّل يشرّح الثّاني. الجريمة هي الخطايا، وبياضها لأنّها من أجل الحريّة. ولهذا سُمّيت بالجريمة البيضاء.
*اختيار صائب للعنوان ، ما تقييم النقاد للعنوان خاصة ؟! وهل يتقبل عمر النقد ؟!
لم أتلقّى عليه النّقد كثيرًا إلّا من قلّة لم يقرؤوا الرّواية فظنّوا من العنوان أنّه تبييضٌ للجريمة. وضعتُ استفتاء على حسابي على الفيسبوك مرّة حولهُ، وأسعدني أنّهُ تلقّى استحسان الكثير.
النّقد عكّاز الكتابة وسندها، لا يمكن اكتمال فعل الكتابة إلّا بطرحه على نُقّاد ذوي خبرة ورؤى جماليّة وفنيّة وتقنيّة في الأدب لسدّ الثّغرات وإيضاح العيوب لإصلاحها، أكيد سأبقى مُتقبّلا للنّقد لأنّ فيهِ فضلًا في الذّات الكتابيّة لكُلّ مُؤلّف.
*جيد ان يتقبل المبدع النقد ولكن من المستحسن ان يكون النقد.بناء لا هداما والا فسيتحطم كل مابناه الكاتب لوهلة بشخصه ونفسيته اولا و بقلمه ثانيا
من الجريمة البيضاء الى “رسول بافوميت ” ، هل يمكنك ان تحدثنا قليلا عنها وهل هي سلسلة ام كل واحدة على حدى ؟!
النّقلة بين الجريمة ورسول بافوميت ذات تسلسل ليس بالمترابط كُليًّا، يمكن لمن قرأ رسول بافوميت ألّا يقرأ الجريمة البيضاء ويمكن لمن قرأ هذه الأخيرة ألّا يقرأ رسول بافوميت. فهناك ترابط حدث صغير مُعيّن تمّ تلخيصهُ وشرحهُ بين أحداث رسول بافوميت.
رسول بافوميت هي رواية في أدب الرّعب، أردتُ الخوض فيه لكوني أحبّ الكتابة في هذا المجال، كونه قليل جدًّا مثله مثل طابع الجريمة البيضاء البوليسيّ الذي لم نشهد منه كثيرًا في السّاحة الجزائريّة.
*جميل ، كل التوفيق لك ، هل من مشروع جديد او عمل ادبي قيد التحضير ربما تود.ان تكشف لنا عنه ؟!
شكرا،..
امم هناك رواية قيد الكتابة حاليًّا، لم يُثبّت العنوان بعد، لكنّها على الأغلب ستكون حاضرةً في فعاليّات الصّالون الدّولي بالجزائر، سيلا 2019.
*باذن الله ، شكرا لك على هذا الحوار ، ككلمة ختامية ربما كرسالة توجهها او نصيحة ؟!
أودّ شكركم لهذه الإلتفاتة الطيّبة وشرّفني إجراء هذا الحوار معكم، ككلمة ختاميّة أتمنّى التّوفيق لكل كاتب في بداية مشواره وأنصحهُ بالتأنّي وعدم التّسرع فقط، وسيصلُ بإذن الله.