ط
أخبار عالمية

الجمال القاتل . بحيرة تحول كل من يقترب من مياهها لحجر

الكون مليء بالمشاهد الغريبة المثيرة للدهشة، ولازال هناك الكثير من الأشياء العجيبة التي تدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى، والتي تدعو للتأمل وتكشف حقائق علمية ربما لا يعرفها الكثيرون.

نتحدث في السطور التالية عن أغرب بحيرة في العالم، رغم جمالها وروعة مظهرها ولون مياهها الأحمر الزاهي إلا أنه جمال خادع وقاتل، حيث تتحول الحيوانات إلى تماثيل بمجرد انغماسها في مياه تلك البحيرة، والمفارقة الغريبة أن بعض الأسماك الفريدة تعيش في هذه البحيرة .

بحيرة النطرون، تقع في شمال تنزانيا (شرق وسط إفريقيا)، وتعتبر مستقنعاً مميتاً شاسعاً، بدءاً من اسمها الذي أخذته من اسم مركب طبيعي يتكون أساساً من كربونات الصوديوم وبيكربونات الصوديوم، بالإضافة إلى كميات صغيرة من كلوريد الصوديوم وكبريتات الصوديوم.

مركب «النطرون» الذي سميت البحيرة بإسمه وفيه يكمن السر، وصل إلى تلك البحيرة من الرماد البركاني المتراكم من وادي يسمى الصدع العظيم، إذ تدفق إلى البحيرة من التلال المحيطة حيث يقع بركان Ol Doinyo Lengai، وهو بركان نشط.

وأشارت أبحاث العلماء إلى وجود كربونات الصوديوم في البحيرة، وهي نفس المادة التي استخدامها الفراعنة كمركب أساسي في طريقتهم لتحنيط جثث موتاهم في الحضارة المصرية القديمة

وتصل درجة قلوية البحيرة إلى 10.5 – على غرار حليب المغنيسيا، وهو علاج يستخدم لتحييد درجة حموضة المعدة- وهي درجة أعلى بكثير من الرقم الهيدروجيني المحايد الطبيعي للمياه وهو 7، وفق ما شرحته مجلة New Scientist العلمية.

وبمجرد أن تنغمس بعض الحيوانات في البحيرة ذات درجة القلوية العالية فإنها تتجمد وتتحجر متحولة إلى تماثيل، إذ تعتبر المياه ذات القلوية المرتفعة مادة كاوية يمكن أن تحرق جلد وعيون بعض الحيوانات التي لم تتكيف معها.

كما أن مياه البحيرة الضحلة دافئة بدرجة قد لا تتحملها كل الحيوانات، إذ تصلها المياه ساخنة من ينابيع وأنهار صغيرة، وقد تصل إلى درجة حرارة بين 40 و60 درجة مئوية، وفق ما أشار له تقرير النسخة الإنجليزية من موقع Deutsche Welle الألماني.

ورغم تحويل المياه بعض الحيوانات إلى تماثيل حجرية، فإنها موطن لبعض أنواع الحيوانات ذات الجلود السميكة التي تتحمل الظروف القاسية للمياه القلوية وتستطيع أجسامها أن تتكيف مع مستويات الأس الهيدروجيني المرتفعة.

وتعيش بالمياه أنواع من أسماك البلطي القلوية، وتعتبر البحيرة أيضاً موطناً لبعض أسراب طيور الفلامنجو الوردية التي تصل أعدادها لأكثر من مليوني طائر خلال موسم التزاوج، بالإضافة إلى أنواع من الطحالب. 

وتعتبر عيوب البحيرة بالنسبة لبعض الحيوانات فوائد بالنسبة لحيوانات أخرى، إذ أشار تقرير شبكة «ناشيونال جيوجرافيك» إلى أن طيور الفلامينجو تفضل مياه بحيرة النطرون لأن مستوى المياه المنخفض مناسب لمنع فيضان أعشاش هذه الطيور.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى