قال هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية للكتاب، إنه يؤيد الطابع الكرنفالي لمعرض الكتاب، على خلاف الانتقادات التي كانت توجه لذلك، قائلًا: “أنا شايف إنها شيء إيجابي جدا ويدل أن الثقافة ممتعة .. لان في اللي هيسمع أغاني راقية ويشارك في ورش عمل”.
وأضاف خلال حواره مع الإعلامي محمد العقبي، ببرنامج “من الآخر”، المذاع على قناة “روتانا مصرية”، أن المعرض يعاني من عدم وجود بنية أساسية قوية، بعد هدم سرايا العرض الرئيسية في 2010، فأصبح لدينا مبنى واحد والباقي كله عبارة عن خيم “بمشاكلها” مشيرًا إلى أنهم يحاولون تجنب هذه المشكلة بالتنظيم الجيد”.
وحول المنتظر من معرض الكتاب هذا العام 2016، والذي سيتم افتتاحه يوم 27 يناير الجاري، قال الحاج: “هناك عدة رؤى اعتمدت على التنوع وروح الشباب توافقا مع استراتيجية الدولة الآن.. والمعرض مفتوح لكل التيارات والاتجاهات والتركيز سيكون على الرؤية الشابة من حيث التنظيم والفاعليات”.
وأضاف : “على المستوى اللوجستي هناك اعتماد كبير على تطوع الشباب.. كما قام بعض طلاب كلية الهندسة جامعة الأزهر العام الماضي بعمل تطبيق لخريطة المعرض وقائمة الكتب والفاعليات المتاحة من خلاله.. والذي سجل 15 ألف تحميل خلال فترة المعرض.. أما هذا العام فقام الطلاب بإهداء التطبيق للمعرض لاستخدامه مرة أخرى”.
وحول الفاعليات المنتظرة خلال هذا العام، قال الحاج إن هناك حوالي 560 فاعلية خلال فترة المعرض موزعين على أرجاء المعرض من حيث الندوات ومناقشات الكتب، وورش الأطفال، والعروض الفنية، والمسرح المكشوف لعرض موسيقى ذات طابع شبابي أو تراثي .
وتابع الحاج بأن من ضمن الفاعليات الجديدة في المعرض، هي الجديد فاعليات الفنون التشكيلية، عن طريق إقامة معارض، بالإضافة إلى تنظيم مهرجانين للرسم على الأسفلت وسيشارك فيه الكبار والصغار، بالإضافة إلى دعوة لأكاديمية الفنون التي تشارك لأول مرة في المعرض، مع وجود 4 أماكن تنظم ورش وعروض للأطفال .
وحول الندوات المقرر تنظيمها، قال الحاج، إن هناك ندوات سيكون شعارها الرئيسي “الثقافة في المواجهة” ، على اعتبار أن الثقافة هي حائط الصد الرئيسي للدفاع عن المجتمع .
وبخصوص المشاكل التنظيمية ، قال: “نحاول الوصول لأكثر قدر من التأمين مع أكبر قدر من المرونة وهو أمر صعب جدًا”، مضيفًا أن العام الماضي تم إغلاق بعض أبواب المعرض، مؤكدًا ان هذا العام هناك مرونة كبيرة جدًا من وزارة الداخلية، ومعظم الأبواب سيتم فتحها من ضمنها الأبواب الواقعة ناحية مترو الأنفاق، أما الأبواب المطلة على كوبري الفنجري من الصعب جدًا أن تكون مفتوحة .
وتحدث الحاج، خلال الحوار، عن المشكلة المتكررة في المعرض، بخصوص عرض سور الأزبكية لكتب مزيفة، حيث قال: “عرضنا على اتحاد الناشرين بصفته أكبر المتضررين أن يؤجر مكان السور، ويقيم سور أزبكية خاص به يعرض فيه الكتب القديمة التابعة له بأسعار مخفضة”.
وعن اعتراض البعض على عرض كتب منسوبة لجماعة الإخوان، قال الحاج إنه شهد الواقعة العام الماضي، والتي تتلخص في أن أحد الناشرين عرض هذه الكتب ولقى استهجان من رواد المعرض ثم أزالها، مشيرًا إلى أن ذلك يوضح درجة الوعي لدى الشعب والذي أصبح قادرًا على الحفاظ على هويته، مضيفًا أن قانونا يمكن أن تعرض بعض الكتب التي تحمل هذا الفكر لأن “لا مصادرة أو منع إلا بحكم قضائي”.
وتمنى الحاج أن يكون السيسي والرئيس الصيني موجودين في الافتتاح الرسمي للمعرض، وحول أسباب اختيار البحرين كضيف شرف المعرض، قال الحاج : “وليه متكونش ضيف؟ مع تحفظي على كلمة ضيف لأنهم أهل بيت.. كما أن البحرين نموذج عريق من الممارسة الثقافية والبرلمانية ومعبرة عن ثقافة الخليج ويمكن أن تكون واجهة مشرفة له”، موضحًا وجود مشاركات أخرى من دول أجنبية، مثل الصين وروسيا وفرنسا وإيطاليا .
وحول أبرز الأسماء التي سيتم استضافتها في المعرض، المهندس هاني عازر، و محمد غنيم استاذ الطب، والشيخة مي بنت محمد آل خليفة، كما ستنظم ندوة تجمع محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب العرب السابق وحبيب الصايغ من الإمارات، وهو الرئيس الحالي للاتحاد، للتأكيد على أن مصر تحتوي هذه المؤسسات حتى وإن لم تكن على رأسها .
وقد علق الإعلامي محمد العقبي قائلا إن اغلب شخصيات المعرض هذا العام ذات طابع مسالم، مشيرًا إلى أننا كنا نطمح لأن تكون هناك أسماء “تحرك المياه الراكدة” – على حد قوله _، ثم عرض جزءًا من مناظرة الدكتور فرج فودة، في مواجهة الشيخ الغزالي، والتي أغتيل فودة بعدها .
وهنا علق الحاج بأن ندوات “الثقافة في المواجهة” ستكون محركة للفكر الراكد، وستحتوي على ندوات “تقيلة جدا” بكل ندوة أربعة متحدثين، بالإضافة إلى إنشاء قاعة سينما خاصة لعرض 30 ندوة من الندوات القديمة التي سجلت في دورات سابقة لمعرض الكتاب، حيث يوجد لدى الهيئة 300 شريط لهذه الندوات التي حاضر فيها فرج فودة وهيكل”.
وأكد الحاج ان الكاتب محمد حسنين هيكل، ليس ممنوعًا من دخول معرض الكتاب، مؤكدًا أنه الكاتب يوسف القعيد كان قد اتصل به لدعوته إلى حضور المعرض، لكنه اعتذر وقتها لأسباب صحية.
وحول اختيار الروائي الراحل جمال الغيطاني، كشخصية المعرض لهذا العام، قال الحاج إنهم سيحاولون نقاش كل جوانب الغيطاني المثقف، وليس فقط الروائي، بل أيضًا الغيطاني صحفيا ومتصوفًا، ومذيعًا، وكيف أثر في تلاميذه، مؤكدًا أنه رمز لكيف يكون المثقف في المواجهة.
وأشار إلى أن الأمسيات الشعرية في المعرض سيتم تسميتها بأسماء الشعراء الكبار سواء الراحلين أو الذين مازالوا على قيد الحياة، مثل أمسية باسم صلاح جاهين، يحضرها ابنه الشاعر بهاء جاهين، وأمسية الأبنودي، التي ستقرأ ابنته خلالها بعض من أشعاره.
أما عن الجانب السياسي في المعرض، فقال الحاج إن الدكتور جابر نصار، سيكون موجودًا في لقاء فكري حول الدستور والبرلمان، بالإضافة إلى استضافة هاني عازر، والذي له علاقة بالمشروعات الكبرى ليس فقط في الخارج.
وأضاف الحاج إنه يتمنى أن يكون للهيئة مكانًا دائمًا لمعرض الكتاب، حتى وإن عُرض أسبوعين فقط خلال السنة، مشددًا على أهمية أن يكون داخل نطاق القاهرة، وأن يكون بجوار محطة للمترو