كتب / فتحى الحصرى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على خشبة أعرق مسارح القاهرة المسرح القومي وعلى مدار ثلاث ساعات كاملة شاهدت العرض المسرحى الحفيد عن قصة الأديب عبد الحميد جودة السحار
للوهلة الأولى قد يتبادر لذهن المشاهد أنه بصدد مشاهدة عمل يحاكى قصة الفيلم المعروف بنفس الإسم للراحلين عبد المنعم مدبولى وكريمة مختار . والحقيقة أن ظن المشاهد لن يخيب كثيرا فهو هنا امام عمل يجمع بين الماضى والحاضر . ويحاكى فيه المخرج ( يوسف المنصور ) وهو نفسه معد العمل وأحد الممثلين به .حقبتين زمنيتين من خلال المزج بين أحداث فيلم أم العروسة الشهير مرورا وانتهاءا بفيلم الحفيد من خلال تشابك الأحداث والنقل بين الحقبتين الماضى والحاضر فى سلاسة وبراعة
أسماء الأبطال هى هى لم تتغير .حسين (تامر فرج ) و زينب ( لوسى ) حتى بطرس افندى الموظف لم يتغير اسمه
يستعرض معد العمل أحداث زواج زينب من حسين التى لم تكن تحبه بل تحب شخصا آخر ولكنها اكملت من باب الحب يأتى بالعشرة ونزولا على رغبة الأهل
زحام شديد على المسرح من خلال أسرة زينب وحسين وانتقال بين الأحداث حيث ياخذنا العمل لزينب بعد وفاة زوجها واستعدادها للزواج من الحبيب الأول وما بين غضب الأبناء ومعارضتهم لهذا الزواج ثم التنقل مابين الحدثين الماضى والحاضر والمزج بين الشخصيات ومن يؤدونها فى الحقبتين
لعب الديكور والإضاءة دورا رئيسيا فى المزج بسلاسة دون ان يشعر المتفرج بحالة من الفراغ البصري فكان المخرج ينتقل بين الحقبتين ليروى للمشاهد الصراع الأسرى الذى ينتج عن فقدان الحلم لكل من الأبناء والبنات نتيجة الخوف من كلام الناس ومن مبدأ هذا ماوجدنا عليه آباءنا
يصل بك العمل فى النهاية أن على الجميع أن يتمسك بحلمه ولا ييأس وليس مهما مايقوله الناس بل المهم أن تتخطى كل الصعاب فى تحقيق هذا الحلم .
برعت لوسى فى دور زينب خاصة أن العمل يتطلب منها أن تقوم بدور الزوجة فى أم العروسة والجدة فى الحفيد فى آن واحد وفى مشهد يكاد يكون واحد وهو أمر صعب غير أن لوسى تجاوزت الأمر بحنكة الممثلة المخضرمة فبدت وكانها مولودة على خشبة المسرح كممثلة لا كراقصة
الفنان تامر فرج هو بالفعل مفاجأة العرض ممثل له حضور طاغ استطاع أن يمسك بتلابيب الشخصية ويقنعك بها كما أنه ممثل خفيف الظل يضحكك كلما أراد
أبطال العمل ككل أدوا ادوارهم بشكل جيد عابد عناني عادل عمر و محمد مبروك . شيريهان الشاذلى ورنا خطاب، وزينب العبد، ومحمود عبدالرازق، ونشوى علي عبدالرحيم، وندى عفيفي، وعبدالباري سعد، والمخرج الممثل يوسف المنصور
الإضاءة لحازم احمد والديكور لحمدى عطية لعبا دورا كبير حتى يخرج العرض بتلك الصورة الجمالية اما الموسيقى لكريم عرفة فكانت جميلة وانسيابية والرقصات أو التعبير الحركى لشيرين حجازى كانت لطيفة خاصة أن فريق الراقصات كن موفقات إلى حد بعيد
العرض على المسرح القومي يحسب لمديره الفنان إيهاب فهمى الذى يعمل جاهدا على تقديم عروض تليق بخشبة المسرح العريق