ط
مقالات بقلم القراء

الحلاق فى مصر القديمة .بقلم / د. محمود المحمدى عبد الهادى

 

كتب / د. محمود المحمدى عبد الهادى

دكتوراه الارشاد السياحى

ذكر هيرودوت ان المصرى القديم اهتم بالنظافة فى حياته اليومية حيث اهتم بنظافة جسده ومسكنه وكانت النظافة احد الشروط  لدخول الاماكن المقدسة.

    ولعب الحلاق دورا كبيرا ومهما فى النظافة الشخصية لدى المصرى القديم فكان يحلق شعر المصرى القديم وذلك حتى لا يترك ويكون معرض للعدوى من الحشرات .

      فإذا نظرنا الى جميع النقوش والصور  التى اظهرت المصرى القديم فنجده حالق الشعر مهذب اللحية والشارب مما يدل على ان الحلاق كان له دور فى اظهار المصرى القديم فى احسن صورة .

      وبالبحث عن اصل كلمة الحلاق فى اللغة العربية وذلك فى المعجم الوجيز صفحة 167 فنجد ان اصل كلمة الحلاق فعل حلق وتعنى فى القاموس ( القمر صار حول دائرته أو حلق الطائر فى السماء ) مما يدلل ان كلمة الحلاق هى ليست  كلمة عربية اصيلة بل هى كلمة مشتقة من لغة اخرى وتم تعريبها.

     وبالنظر الى لقب الحلاق فى اللغة المصرية القديمة نجد ان الحلاق كان يلقب ب hakw  (غعقو)والتى تم تعريبها فى اللغة العربية لكى تصل الى  كلمة الحلاق.

    وظهر لقب الحلاق فى الدولة القديمة حيث كان النبلاء والاغنياء هم من كانوا يهتمون بحلاقة رؤوسهم وتقلد به الكثير من النبلاء والاطباء فى الدولة القديمة وايضا فى الاسرة الخامسة والسادسة ووظهر ايضا فى الدولة الوسطى فى مقبرة باكتومقبرة خيتى ببنى حسن المنيا وفى الدولة الحديثة ظهر لقب الحلاق فى مقبرة (باسنت) وابيه ( أمونوى).

واهتم المصريين القدماء بحلق رؤوسهم سواء للاطفال أو الرجال ، وكان الأطفال يحتفظون بخصلة شعر على احد أجناب الراس ، وكان المصريين يعتادون على حلاقة لحاهم وشواربهم حيث ذكرت التوراه أن سيدنا يوسف عليه السلام حلق شعر راسه عندما استدعاه ملك مصر من السجن لتفسير حلمه ، وكان هذا الحلق ضروريا حيث ان المصريين كانوا يحقروا من كان يطلق شعره حيث اذا ارادوا ان يصورا شخصا ليس ذو اهمية صوروه على جدران المعابد او المقابر بلحية وشارب

وكان للحلاقين دورا كبيرا فى المعابد وخاصة عند الكهنة الذين كانوا يحرصون على الحلاقة باستمرار خوفا من الحشرات.

    و كانت مهنة الحلاق مثل اغلب المهن فى مصر القديمة متوارثة من الاب لابنه وخاصة فى المعابد حيث كان يعتبر الابن وظيفة ابيه حق مكتسب له، وظهر الحلاق على جدران مقابر الدولة الوسطى فى مقبرة باكت ببنى حسن فى المنيا ، حيث ظهر الحلاق وهو جالس على مقعد ويمسك بيده اليسرى راس الزبون الجالس امامه على ركبته و فى يده اليمنى موس حاد يقوم بحلاقة راس الزبون ،وكان الحلاق يمشى من شارع الى شارع بحثا عمن يحلق له ولازالت هذه الظاهرة منتشرة فى ريفنا حتى وقتنا الحالى.

ويمكن ان نتعرف على طبيعة مهنة الحلاق من خلال تعاليم ( خيتى بن دواف ) الى كان يعلمها لابنه حيث كان يحببه فى مهنة الكاتب ويشرح له ممييزاتها ويقارنها بمهنة الحلاق حيث ذكر عن مهنة الحلاق الاتى ( فالحلاق يظل يحلق حتى المساء ماخرا حتى الغروب فيحمل ادواته على ذراعيه ويمشى من شارع الى شارع بحثا عمن يحلق له ، وبعد البحث يبدأ فى الحلاقة وتلك المهنة شاقة ومتعبه).

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى