ط
الشعر والأدب

( الحلم المستمر ) قصة رعب قصيرة بقلم / فاطمة البسريني .المغرب


في الليل ،

كانت هناك أشباح شياطين بعيون صفراء يقضمون لحم رقبتي .

هذا ما تذكرته مما حصل معي خلال نومي،

وهذا الصباح ،

كان الناس ينظرون إلي بتعجب ، ويركزون نظراتهم على عنقي ، ظننت أنه توجد هناك بقايا دماء أو حفرا ما أو أن عظام رقبتي تظهر بارزة مما حصل معي بالليل فأنا مازلت أشعر بعملية القضم تلك ، ومن عيون تلك الشياطين الصفراء ينبعث لمعان شيطاني يخترقني وهم ينظرون إلي بلؤم .

عدت من الخارج مسرعة لأنظر إلى المرآة ، فكانت هناك نجوم اصطناعية تلمع وأصداف ذهبية جميلة تتلألأ ،

هل ما أراه ،هو الذي كان ينظر إليه الآخرون في الشارع؟ أمر غامض جدا ،

فالبعض كان ينظر إلي وقد علت وجوههم علاما ت التعجب والدهشة وآخرون كانت نظراتهم مليئة بالرعب والفزع .

شعرت أنا الأخرى ببعض الخوف .

جلست أفكر في الأمر والحيرة تنتابني ، وإحساس بالوحدة يغمرني لكن الشعور بالجوع كان أقوى من كل ذلك ،

فكرت أنني أريد بعض البطاطا المقلية ،

وجهت نظري نحو مائدة الطعام فكان طبق مليء بعيدان البطاطا المقلية الذهبية اللون ، الساخنة ، يوضع عليها .

ملأني الرعب ، وجحظت عيناي ، لمست يدي لأتأكد أنني في حالة صحو ولست أحلم ،

كنت في حالة مروعة من الخوف والدهشة ورغم ذلك وجدت نفسي وكأنني أرفع من مكاني إلى المائدة وآخذ في قضم عيدان البطاطا المقلية بنهم ومتعة ،

بعد ذلك أحسست أنني أصبح كالمسحورة ، وفي حالة من السرور والغبطة لا يمكن تخيلها .

حقا ، إنه أمر لا يمكن تصديقه وفوق قدرات الخيالية ، أن يعود هؤلاء الشياطين لانتزاع لحم رقبتي مرة أخرى هذه الليلة وهو ما لن أستطيع تحمله ، لكن ما يستفزني فعلا أنهم يقضمون دون أدنى صوت .

إنه أمر فوق طاقتي ولا أستوعبه بتاتا ،حتى أنني استمتعت بذلك حقا كما استمتعت بمنظر النجوم اللامعة التي ظهرت لي على المرآة لدرجة أنني أحسست بالغرور لما نظر إليها الآخرون باندهاش.

في الحقيقة أدون أحلامي كل صباح ، لكن أن يستمر الحلم بالنهار فهذا ما يكاد يفقدني عقلي و يصيبني بالجنون .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى