الحوت الأزرق
قصة قصيرة
أحمد السيد الإكيابى
أحمد الإكيابى
مصر
31 سنة
01025253520
على غير العادة يكلف المعاون خالد الصاوى ضابطاً بالمباحث يدعى جمال بعمل التحريات اللازمة لواقعة إختفاء طفل (بالرابعة عشر من عمره) عقب قيام والده بالإبلاغ ويقوم بمرافقتة فى كل خطوة مما أثار تعجب الضابط جمال حيث لم يكن معتاداً منه الإهتمام بمثل هذة القضايا، وبعد إنتقالهما إلى الإستاد حيث كانت الواقعة بعد صلاة العيد مباشرة قاما بتفريغ محتويات كاميرات المراقبة التى لم تسفر عن شيئاً جديداً حيث كل اللقطات التى ظهر بها الطفل كان برفقة والده.
مساء اليوم التالى عثرت الشرطة على جثة الطفل طافياً بمياة النيل بالقرب من منطقة سكن والدية سأل الضابط خالد والد الطفل عما إذا كانت شكوكة تحوم نحو شخص ما هدده حيث أنة لايوجد أى دليل حول هذة الجريمة حيث يبدوا أنة تم إلقاء الطفل من مكان أخر وجرفة التيار إلى مكان الإكتشاف، ولكن الأب بكل هدوء قام بنفى أيا من ذلك وقام بإخبار الضابط أن ولده كان مدمننا للعبة الشهيرة المعروفة بإسم الحوت الأزرق وأنه حاول كثيراً تحذيرة من تجربه هذه اللعبة ولكن كانت لدية رغبة فى التحدى ومن المؤكد أنها هى التى جعلتة يقدم على الإنتحار بمثل هذة الطريقة، وقدم الوالد ورقة قال أنها كانت بين حاجيات طفلة مرسوما عليها حوتاً أزرق ومجموعة من الحروف المتفرقة قال انه سأل وعلم أنها طلاسم لعمل تم إيقاع ولده تحت تأثيره، وقام بتقديم تليفون طفلة أيضاً ولكنه خالى من أى بيانات بسبب محاولتة لفتحة عند أحد المتاجر فقام الفنى بإنزال نظام جديد على التليفون وبالتالى مسح كل شىء.
تم تشييع جنازة الطفل وسط مشاركة كبيرة من أهالى المنطقة بولاق وإهتمام إعلامى وصحفى بأمر هذا الطفل وهذة اللعبة الشهيرة حيث تعتبر هذة الواقعة ثانى حالة تحدث من نوعها داخل مصر، ولكن لم تغلق القضية لعدم إقتناع النيابة بالتحريات وتم إعادة الملف إلى المباحث مرة أخرى.
أضطر الضابط خالد الصاوى إلى إستكمال التحقيقات وقام بمقابلة السيدة هدى والدة الطفل حيث تصادف أنها كانت حبيبتة قديما قبل أن تتزوج والتى كان يتجنب مقابلتها ثم علم منها أنها على خلافا مع زوجها وتقيم بمنزل أهلها بسبب عدم رغبتة فى قبول وظيفة معروضه علية.
شعر الضابط خالد أنه مازال يحبها فربما ذلك كان السبب الذى جعله لم يتزوج حتى هذة اللحظة، حاول الإبتعاد عن هذه القضية لكن رئيسة أصر علية أن يكمل قضيتة، قام الضابط خالد بمقابلة أحد أصدقائة بأمن المعلومات وقام بالإستفسار منه حول طرق الإنتحار بلعبة الحوت الأزرق ولكن كانت المفاجأة أن صديقة أخبره أنه لا يوجد هناك ما يسمى بلعبة الحوت الأزرق وأن مبرمج اللعبة تم القبض علية منذ عام 2016 بروسيا وتم حذف هذه اللعبة من كافة المواقع وما يوجد الأن ما هو إلا محاولات لتقليد الفكرة فقط من خلال مواقع سرية لا أكثر، وأن هذة اللعبة كانت تتكون من خمسون مرحله تتنوع جميعها بين قيام الضحية بعمل جروح لنفسة ونقش رموز على جسدة بإستخدام آلة حادة ومشاهدة لأفلام رعب بالإضافة لمحاولة إختراق حياتة ومعرفة كافة المعلومات الخاصة به وبمن حوله.
عاد خالد إلى تقرير الطب الشرعى حيث لم يثبت به وجود أى جروح أو خدوش فى جثمان الطفل كما أنه قام بالتأكد من والدتة هدى أيضا من حقيقة ذلك، فصارحها خالد أنة قد تأكد أن ولدها لم ينتحر وربما أدعى والده ذلك ليخفى شيئا ما، فبكت هدى وضمها خالد خاضعاً لمشاعره مواعداً ألا يترك هذا الأمر حتى تنكشف الحقيقة، ويسألها عن أول مره علمت بإختفاء الولد فتخبره أن ذلك كان من خلال مكالمة تليفونية من زوجها أخبرها أنه فقد الولد ويقوم بالبحث عنه، فيسألها خالد عن توقيت هذة المكالمة بالضبط.
قام خالد بمعرفة موقع والد الطفل أثناء هذة المكالمة من خلال شركة المحمول وقام بالرجوع إلى كاميرات المراقبة الموجوده بنفس المكان حيث أكتشف المفاجأة، وهى أن والد الطفل أثناء حديثة كان بجوار ولده ولم يكن معهم أى شخص أخر، فيقوم خالد بالقبض علية وتوجيه تهمة قتله لإبنة وإستجوابه عن الدافع لذلك ولكنه يصر على الإنكار وأن ما حدث كان بسبب لعبة الحوت الأزرق، كما أنه يتهم الضابط خالد بمحاولة تلفيق التهم له طمعاً فى الحصول على زوجتة التى كان على علاقة بها قديماً.
تم الإفراج عن والد الطفل من سرايا النيابة بضمان مالى، ثم قام بالتوجه إلى منطقة مقطوعة بالقرب من جبل المقطم و مقابلة رجل غامض طلب منه إنقاذه من القضية التى وقع بها بعد أن أدلى بكل ما أملوه علية بالتحقيقات حول مقتل ولده، فيلومه الرجل الغامض أنه هو من تسبب فى قتل ابنه عندما قام بإبلاغ الشرطة عن خطفهم له، وأن إشاعة خطفة التى أشاعها بالمنطقة قبل الخطف لم تنطوى عليهم، فتوسل إلية أن يصدقة أنه لا يعرف شيئا عن مكان المقبرة الفرعونية التى يأتى بالأثار منها فهو لا يتعدى مجرد سمسار، فيتركه الرجل الغامض وينصرف.
تلقت هدى ورقة طلاق غيابى من زوجها فإتصلت بخالد كى تخبره لعله يسعد بذلك ولكنها أكتشفت أنه تم إبعاده عن هذة القضية ونقلة خارج القاهرة بعد إتهام زوجها له أنه على علاقة بزوجتة، وتحددت الجلسة الأولى لقضية مقتل الطفل وسط إهتمام إعلامى كبير ولكن والد الطفل فاجىء الجميع بإعترافة أمام القاضى أن ولده لم يمت منتحرا كما قال سابقاً ويدلى بأسماء كل من كان يعمل معهم بتجارة الأثار وكانوا سبباً فى قتلة فتمتلىء القاعة بالضجيج حتى يقف أخاه فجأه مكذباً لما يقول ومتهماً أخيه بالإدمان والتأثر بالسحر والشعوذة، فيأمر القاضى بالكشف على قواه العقلية مع تأجيل القضية، فتقدم أخيه نحوه وربت على كتفه ثم همس فى أذنه قائلاً أنه فعل ذلك من أجل حماية أرواح جميع أفراد العائلة، شاهدت هدى وبجوارها الضابط خالد وسط الحضور ما دار بالجلسة فشعرت هدى بالتعاطف مع طليقتها فى أزمتة فقامت بالإعتذار لخالد أنها لن تستطيع أن تترك طليقها فى هذه الظروف وقامت بالتخلى عنه للمرة الثانية وهرولت نحو زوجها بجوار القفص تطلب منه أن يسامحها.