كتبت / منال براضية
أمل .. إليه هفت قلوب الناس في الزمن التليد
أمل .. إليه سعى الملوك كما إليه رنا العبيد
عادوا و كلّ سؤالهم أين السّعادة و السّعيد ؟؟؟
نعم الكلّ يطمح إلى السّعادة و يريد السّعادة و يطرحون العديد من علامات الإستفهام عن السّعادة …. في سنوات خلت كان النّاس لا يبحثون عن الإبتسامة لأنّها كانت من مقوّمات حياتهم اليومية أما اليوم و في هذا الزّمن … زمن التّطوّر و التكنولوجيا و الإنفتاح على العالم الآخر لم يعد لها وجود إلاّ نادرا حيث قد أصبحت العديد من المعاهد و الجامعات تقوم بالعديد من الدراسات و الأبحاث حول كيفية الوصول إلى السّعادة الحقيقة و المثلى
مما لا شكّ فيه أن هذه الأبحاث تدلّ على أن المجتمع برمّته لا يدرك معنى السّعادة رغم التّطوّر و الإنفتاح على العالم الآخر فقد صار العلم مقتصرا فعليا على كبسة زر لا أكثر و لا أقل لأنّ السّعادة هي التّكوين النّفسي للإنسان فلا هي علم يدرّس و لا هي عمليّة حسابية نقوم بها , فمن غير المعقول أن تكون سعيدا و أنت جالس بين أربع جدران لا هدف لك و لا طموحات …. السّعادة هي أنت …. السّعادة هي الطّريق الذي تمضي فيه و أنت تحقّق هدفا أو حلما أو حتى أن تساعد شخصا لا تعرفه في طريقك عند ذهابك لأي مكان تقصده و قد تكون سعادتك في مجرّد إبتسامة
السّعادة ليست قضيّة يصعب حلّ رموزها المبهمة و ليست معادلة كيميائية تجعل كلّ علماء الكيمياء يبحث عن حلّها … كلّ تلك المزاعيم التي تقوم بها المعاهد و الجامعات الكبرى في العالم لتجد سبل السّعادة نمتلكها نحن بكلّ بساطة و لسنا بحاجة إلى أن نبحث عن شيء نمتلكه في ذواتنا . هي تختلف من شخص إلى آخر و بنسب متفاوتة و لكنّها بين أيدينا
_ السّعادة نوعان :
” سعادة الدّنيا و سعادة الآخرة ”
نعم الكلّ يريد أن يعيش سعادة الدّنيا و لكي تعيشها كن قنوعا و راضيا عن ذاتك و عن ما تملكه في حياتك فالرضا و القناعة وجهان لعملة واحدة و إذا إمتلكناهما فعلا فسنكون قد اصبحنا من السّعداء …. لك حلم تريد تحقيقه فبادر بخطواتك الأولى و في طريقك ستشعر بالسّعادة لأنّ لك ما تفعله غير مقابلة جدران غرفة فارغة …
أمّا سعادة الآخرة الكلّ يريدها , الكلّ يريد أن يدخل الجّنة و لكن بادر أولا بأن تكون على قدر من هذه المسؤولية … إبتسم فالإبتسامة صدقة … تصدّق علّك تساعد فقيرا فتكون لك صدقة … تقرّب من الله عزّ و جلّ إفعل كلّ ما يجعلك سعيدٌ روحيّا و ستكون فعلا سعيد جدّا
و كما ذكر الدّكتور إبراهيم الفقي رحمه الله في إحدى كتبه عن السّعادة و معناها الحرفي
لا يوجد طريق للسعادة لأن السعادة هى الطريق ..
السعادة تكمُن فى حب الله سبحانه تعالى ..
معنى وتعريف السعاده من كلمة السعاده نفسها ..
إذا حذفنا حرف العين من كلمة السعاده صارت ………..ساده
وإذا رجعنا حرف العين وحذفنا حرف السين صارت ………عاده
واذا حذفنا حرف (ع) و (س) و (د) صارت ………………الله
ولو جمعنها بجملة مفيدة صارت ……..
” الساده هم الذين يجعلون من السعادة عادة في حب الله سبحانه وتعالى. “
نعم هذه هي السّعادة نحن من نصنعها بأنفسنا نحن من نخرجها من داخلنا فهي مصدر الحياة و الأمل
كونوا سعداء بحبّكم لأنفسكم و حبّ لغيركم