أكد، الخبير الدولي، الدكتور حاتم صادق، الأستاذ بجامعة حلوان، ان التغيرات الإيجابية التي يشهدها الملف الليبي حاليا تشير الى ان نجاح السياسة المصرية بجدارة في إدارة هذه الازمة بما يتوافق مع ضرورات الامن القومي المصري، ومصالح الشعب الليبي الشقيق الذي يسعي لاستعادة الاستقرار في ليبيا.
وقال، ان اعلان حكومة فائز السراج، المنتهية ولايته بإعلان وقف شامل لإطلاق النار في ليبيا لم يكن مفاجئة، ولكنه جاء نتيجة حتمية للسياسة والدبلوماسية المصرية التي اجادت استخدام اوراقها بحرفية بالغة جعلت جميع الأطراف في موقف يستحيل معه التصرف سوى وفق الشروط المصرية.. وأضاف، انه وبدون أي تحرك عسكري او إطلاق رصاصة واحدة تمكنت القيادة السياسية المصرية من التدخل في الوقت المناسب وقررت وضع خطوطا حمراء، لكل الفرقاء الفاعلين في ليبيا وحتى امام من يقفوا خلفهم، لوقف المسار الكارثي الذي كادت ان تصل اليه ليبيا، لافتا انه، منذ وضع الرئيس عبد الفتاح السيسي تلك الخطوط لم يجرؤ أي شخص على تجاوزها، سواء تركيا او حكومة السراج المدعومة بالميليشيات والمرتزقة الأجانب التي تمولها قطر وتركيا.
وأوضح، منذ أكثر من شهرين لم تتمكن أي جهة بما فيها تركيا التي تمتلك قوات عسكرية والميلشيات المسلحة التي ترعاها حكومة السراج من الدخول الى سرت والجفرة، او حتى الاقتراب منها، برغم من أله الدعاية القطرية والمتمثلة في قناة الجزيرة، التي كانت تروج ان ان الدخول الى سرت مجرد وقت، واضطر الجميع في نهاية المطاف الى رفع راية الاستسلام والقبول بما حددته مصر في السابق بضرورة طرح مشروع سياسي متكامل في ليبيا يضمن لها وجود دستور وحكومة وبرلمان منتخبين شعبيا.
واعتبر الخبير الدولي حاتم صادق، ترحيب الرئاسة التركية بالدور البناء الذي تلعبه مصر في دعم استقرار ليبيا، بمثابة اعتراف رسمي بفشل الخطط التي قادتها انقرة والدوحة للاستيلاء على ثروات الشعب الليبي، وقال، ان ردود الفعل الدولية والإقليمية التي ترحب بخطوة حكومة السراج، خطوة “مهمة وإيجابية” على طريق الحل السياسي للأزمة في البلاد.
محذرا في الوقت نفسه من استغلال تركيا لحالة الهدوء المتوقعة خلال الفترة المقبلة، تسمح لأنقرة بإدخال عناصر من الميلشيات الأجنبية التي محنتها حكومة السراج الجنسية الليبية، الى سرت والجفرة بهدف احداث تغيير في التركيبة السكانية، او إعادة تسليحهم في حال فشل أي اتفاق سياسي مستقبلا. وقال، صادق، ان الشعب الليبي يستحقون حلا سياسيا يتناسب مع طموحاتهم وأموالهم، ويعيد لهم الاستقرار والامن المفقودين.