ط
الشعر والأدب

الخونة الحاقدون قصة بقلم الشاعر والكاتب / فهد الفقيه

فهد الفقيه
====== ((((( === “الخونة الحاقدون” === ))))) ======

السماء ملبدة بالغيوم و الرعد يشق عنان السماء …
وهم قابعون خلف الصخرة الواقعة في مدخل القرية
يتحدثون بصمت ..
كانت كلمات الغدر ترن في آذانهم …
تصاحب صوت الرعد المعربد فوقهم :
( يجب أن لا تطأ قدماه أرض القرية ، علينا قتله وإخفاء جثته
لكن دون أن تشعر القرية بما حدث ) .
السماء لم تزل ملبدة بالغيوم …
وصوت الرعد يشق سكون السكون …
والليل في أوج حلكته وظلامه …
وهم مازالوا يتهامسون في انتظار القادم ..
كان يسير بهدوء متجهاً صوب مدخل القرية …
سنوات عديدة مضت وهو يحلم بهذه الليلة …
يحلم بالعودة إلى قريته و منزله القديم ..
سنوات عديدة وهو مكبل بالقيود بتهمة كاذبة لفقت له لأمر ما …
يسير بهدوء وضوء البرق يشق سكون الطريق ..
فلاحت الصخرة لناظريه من بعيد ..
وغمرت الفرحة قلبه ..
أسرع في خطواته يحاول الوصول إليها ليقبلها قبل دخوله القرية ..
يتذكر عندها أيام الطفولة، وسنوات الصبا.
توقف عن السير، خيل إليه بأن هناك عيوناً ترقبه ..
سرت الرعدة في أوصاله.. تجمدت خطواته، وظل يرهف السمع …
ضاقت عيناه وهو يحاول اختراق الظلام …
كانت على بعد مائة متر الصخرة عن عينيه …
ظل يتحسس السمع ….
وبعد برهة لمع البرق بقوة وانكشفت الصخرة ولمح اشباحاً
سوداء قابعة قربها ..
بدأ الموقف الغامض ينجلي …
وأخذ يخاطب نفسه وهو ينظر صوب الصخرة :
( لقد كان محقاً صديقي عندما أصر بأن أخذ بندقيته
السريعة الطلقات ! ) ..
رباه .. رباه …
هل كُتب عليّ أن أدخل القرية بعد غياب سنوات عديدة
على دماء وجثث ؟!
أم هي نهاية المطاف ؟؟
صوت الرعد أزداد عنفاً …فبدأ يتحفز للدفاع عن نفسه ..
خيل إليه بأنه يسمع صوت خطوات قادمه .
تصلبت أصابعه على الزناد ، وتغيرت ملامح وجهه …
وبدأ ينظر صوب الصخرة ، …
أضاء البرق المكان وتبين وتأكد من عدد الأشباح المتربعة لأعاقته …
كانوا سبعة منطلقين نحوه بعد أن أضيئت المنطقة بلمعان البرق …
أغمد أصبعه على الزناد بقوة وهو يحرك البندقية يميناً و يساراً ..
فجأة ساد السكون …
وبدأ المطر ينزل بغزارة ، وهو متصلب والدخان يخرج من فوهة بندقيته
وبعد صمت طويل توسد الصخرة متنهدا …
وانقشعت الغيوم …
ورأى الأشباح ملقاة على الأرض ودمائهم القذرة متطايرة هنا وهناك …
نظر الى الصخرة ملياً …
ثم ألقى نظرة للوراء …
بصق على الأرض ….
وبدأ يشق طريقه متجهاً نحو منزله القديم …
================================================== بقلم/ فهد الفقيه العذري =========

(((( قصة من كتابي الجديد الذي يحتوي مجموعة من
القصص القصيرة التي أتمنى أن تنال أعجابكم ))))

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى