الراعى الأجير بقلم / محمود بيومى

هل تعرفون من أنا و من أكون
لا تجهدوا الأفكار بي
و لا تتوهوا في الظنون
انا الذي هزم الممالك بالغناء و بالصفير
أنا الذي قال القصائد في الجدائل و الضفير
انا المتيم بالغرام
انا المسربل بالهيام
و علي خدود حبيبتي زرعت نبتات الحرير
و كُنيتي الراعي الأجير
في كل صبح قبل أن يأتي الشروق
تتسلل الحسناء من بين الشقوق
و ترتدي ثوب الدلال
تحمل أهازيج الغرام و الهوي ملأ السلال
و نلتقي
و علي الحشائش تفترش صدري و تمسك راحتي
عطرٌ كأن الورد أهداه السماء
و غدير ماء
أنا و قلبي والفتاة الحالمة
و الخدود الناعمة
ضحكاتنا غطت علي صوت الطيور في السماء
من خلفنا تلهو الشياه و الغنم
لكنني بلهيب عشقي أحتدم
لا أكترث للهوهم و لا لجهل القرية الصماء
أنا لم أكن يوما براع للغنم
فأنا الملك بين الرجال
أحمل عصايا صولجان
و التاج فوق الرأس عشقي و الحنان
و العرش كف حبيبتي
متوج علي ممالك قلبها
و بحبها
ملكت أرضي و السماء و الزمان