25 عاما ساد فيها الهدوء البيت الذي يسكنه أسرة متوسطة لم يعكره سوى أزمة غير متوقعة قبل شهرين، حيث استيقظ أهل البيت ذات يوم على تكسير زجاج الشقة وأطباق الصيني و”الكوبيات”، لتمر الأيام وتتعدد وقائع التكسير على أوقات متباعدة حتى قبل 17 يوما، دخلت أسرة مواطن على المعاش في شبرا الخيمة مرحلة جديدة من الرعب، تبدأ أحداثها من الـ11 صباحا حتى الـ7 مساء، لا يعرفون الراحة خلالها، حرائق متتالية وغامضة تنشب بشكل مفاجئ في أماكن متفرقة دون أسباب، تفسيرات عدة طرحت أمامهم لهذه المشكلة، إلا أن تفسيرًا وحيدًا بات هو الأقرب.. «الجن».
محمد: الشيوخ قالوا جن مسلط علينا.. وذهبت للأزهر دون فائدة
أسرة تتكون من 5 أفرد، الوالدان و3 أبناء أكبرهم دكتورة كيميائية حاصلة على بكالريوس علوم، يليها طالب في كلية الهندسة، آخرهم فتاة في الصف الأول الإعدادي، لم يصادفوا يومًا حادثًا غريبًا في شقتهم التي استأجرها والدهم “إيجار قديم” منذ 25 عامًا، حتى بدأ الرعب يدب في أوصالهم، جراء أحداثٍ متتالية غير منطقية.
يروي الأب محمد مصطفى، لـ”الوطن”، بداية أيام الرعب للأسرة الصغيرة في الشقة القريبة من كوبري عرابي في منطقة شبرا الخيمة، كانت من اختفاء “الفلوس” من البيت ثم تكسير في الزجاج حتى وصلت لاشتعال النيران، يشاهد أفراد الأسرة تكسير الزجاج بأعينهم ملتفين حول بعضهم البعض وعلامات الدهشة تعلو وجوههم، وترتعد أوصالهم من الرعب، شيئا فشيئا يتطور الأمر بإلقاء الأكواب الزجاجية عليهم بطريقة مجهولة، فألقيت الأبنة الكبرى بكوب زجاجي في الحمام، ومرة أخرى وهي على سلالم العمارة.
في الطابق الرابع من البيت المكون من 6 أدوار، أحضر الأب شيوخًا لقراءة القرآن في المنزل بعد اشتعال الحرائق فيه، حتى أنه أنزل “عزال” منزله وترك الأثاث الخشب فقط، ونقلها إلى شقة أخرى بعد شارعين من منزله ليتفاجأ باشتعال النيران في العزال المنقول أيضًا.
الابنة الكبرى تعمل دكتورة كيميائية.. و”العزال” احترق رغم نقله لمكان آخر
لم يغادر محمد مصطفى أو أي من أسرته الشقة؛ لأن الشيوخ أبلغوه بأنهم المقصودون وما يحدث سيلاحقهم، ولم يستطع أي شيخ مساعدته، إذ أخبروه بأن هناك “جنيًا” مسلطا عليهم وهو ما يفعل ذلك، وبدأ الأب في تصدق ذلك بعدما اشتعلت النيران في ملابسه، عقب دخوله المنزل وخلعها وارتداء أخرى، كما احترق المصحفان اللذان كانا لديه في المنزل.
لم يتقدم عاهل الأسرة ببلاغٍ إلى النيابة لرؤيته أن الأمر يتخطى الأحداث الطبيعية بما يعايشونه، إلا أنه قال إنه ذهب إلى جامع الأزهر يوم 10 أغسطس الجاري، وجلس مع شيخ يدعى “محمد” وسجل الأمر بأنه روحانيات، وهو ما أزعج “مصطفى” لعدم مساعدته في حل المشكلة على حد قوله، وعمل على تصوير الحرائق طالبًا المساعدة.