ط
هنا الجزائر

الروائية ” اسمهان جلودي ” من الجزائر لمجلة همسة فى حوار شيق

الرواية بصفتها نفسا طويلا للأدب قد انحازت لقيم مجتمعات تقع في مرحلة حضارية بعينه

حاورها / لخضر أم الريش

اسمهان جلودي اسم ادبي من الجزائر -عين وسارة ولاية الجلفة – اقتحمت عالم الكتابة برواية “غرفة غير معقمة ” وهي الى جانب احترافها لفن الكتابة دكتورة في علم لنفس ربما هذا ما ساعدها على تطوير ملكة الكتابة لديها فاستطاعت في وقت وجيز ان تصنع لها عالم خاص بها من خلال هذه الرواية والتي شاركت بها في المعرض الدولى للكتاب الذي نظمته الجزائر مؤخرا واشياء اخرى تتعرفون عليها من خلال هذا الحوار:
اجرى الحوار : لخضر ام الريش – الجزائر.

1-كيف يمكنك التعريف بالروائية اسمهان جلودي لقراء مجلة همسة ؟:

اسمهان جلودي انسان اقتحم عالم الكتابة بصفتها شكلا من اشكال التعبير عن الذات ، ولان الوعي بالذات ضرورة و الوعي بالاخر فينا مفازة كانت الكتابة جسرا و متكئا لاشباع حاجات وجودية و جمالية وخطوة في مسار التكامل .

ما هي اولى خطواتك لولوج عالم الكتابة الادبية ؟

الكتابة تحد و اقتحام عقبة و لانه لا يصلح آخر الامر الا بما صلح به اوله فاني اعتقد ان اولى خطوات الكتابة هي القراءة المسترسلة الشعوفة بالابداع ثم سرعان ما تتخلق فينا الكتابة كحدث لحوح يفرض نفسه ،فكانت بعض القصص القصيرة بواكير ما تفتق الى ان جرفني تيار الرواية بعد ان اعملتْ فيّ بعض التجارب مخاضا ولادا .

-كيف تقيمين الحركة الروائية الحديثة ؟

لطالما اعتقدت ان مهمة الادب الاهم هي ان يعكس تيار الحياة الثقافية للمجتمع الذي ينطلق منه و يبين عنه على افضل نحو، و لان الحياة الثقافية ما انداحت تصطبغ عالميا و ان بدرجات متفاوتة بنمط حياة انسان الحضارة الغربية وبكلمات اخر بطيف حضاري واحد فاني اذهب الى ان الرواية بصفتها نفسا طويلا للادب قد انحازت لقيم مجتمعات تقع في مرحلة حضارية بعينها بغير ما مراعاة لبيئات اخرى تقع في مراحل مغايرة ، لكن هذا الاصطباغ لا يبين عن تناقض معرفي وان ابان عن تناقض قيمي ان هو صدر عن الاديب و الروائي الغربي الذي يعيش خصائص المرحلة وكل تمضهراتها ويحملها على مستوى لاشعوره الجمعي ، لكل هذا الامر ذاته يصبح معيبا ان هو صدر عن روائي يشتمل على وعي و لا وعي ذوا محتويات مختلفة وروافد معرفية وثقافية مغايرة ، واني اقول ما اقول انطلاقا من مجموع انطباعاتي القرائية حيث يغلب ان اتصادف قرائيا مع الروائي التي يصدر عن الاخر المختلف فيه اكثر مما يصدر عن ما يتوفر عليه بصفته فردا ممثلا لمجتمع ، ويعتبر انسلاخ الروائي الفج عن قيم خدمتها ثقافة مجتمعه مددا متطاولة و لا تزال بادية على اكثر من صعيد اهم تلك المظاهر و اعنفها ، واذ استوعب و اتفهم البواعث النفسية لذلك الانحياز للاخر فيه الا اني لا اتفهمه على صعيد التصالح مع الذات واحترامها في بعديها الفردي و المجتمعي ولا على صعيد موضوعية التناول وواقعيته ، و اعتقد ان هذا المظهر مؤشر ودلالة على انخفاض فرص تمثيل الكاتب لبيئته و انسان مجتمعه و اشكال معاناته التي كثيرا ما يمكن تفسيرها او تبريها و فهمها انطلاقا من فهمنا وتشخيصنا الدقيق لموقع المجتمع على معلم الحضارة .
ما رايك في المشهد الثقافي بالجزائر ؟ هل تجدينه يساير تحولات الشارع وحراكه؟

اعتقد ان المشهد الثقافي بالجزائرحاليا أصبح يتسم بميزتين فارقتين لابد وان لهما بواعث ممتدة تاريخيا اولاهما الاستسهال و ثانيهما الاستخفاف ، اما الاستسهال فيظهر جليا في جسارة كثير ممن حمل القلم على الكتابة كمنشط ظانا ان مسؤولية الكتابة لا تتعدى إن سنح لنا مقاربتها ماديا خفة وزن القلم، مع ان الكتابة في ميدانها و بين اهليها فعل جسور لا تشابهه الا جرأة المحارب و صولته بين نصال الموت ، اما الاستخفاف فلابد يقوم على اصل من الاستسهال رصين لكنه يتعداه اذ يؤمن ذلك المستسهل قبل و بعد ان ينتج ايمانا جازما بأهلية انتاجه لان يعرض وان يوصف بحسن التمثيل للقارئ وهمومه و تطلعاته ومستواه الادبي والثقافي ، لكني اؤمن ان القارئ الجزائري في ميدان التقييم حصيف بعيد نظر فالمجتمع الجزائري و ان لم نجرؤ على وصفه بالمجتمع القارئ كمّا فلن نبخس حق القراء نوعا فكثير من القراء قد وعوا مسؤولية الكتابة و اطلعوا على مستويات سامقة من الابداع الادبي عربيا و عالميا ، لكن برغم هاتين السمتين فاننا سنظل نندهش لابداع الجزائري الذي كثيرا ما يحتفي به العالم خفية عنا .

-في نظر البعض اصبحت الجوائز تشترى ،ما رأيك؟

على الرغم من انني لم اقف على حالات لشراء جوائز الا انني اعتقد ان ظهور بعض القيم الزائفة وتصدرها للمشهد الثقافي و ان لفترة زمنية محدودة قد يهيئ لسلوكات كهذه ، كما قد يتلبس الفعل الشرائي بمظاهر اقل وضوحا كأن يتم القاء الضوء على كتاب دون غيرهم بمعزل عن جودة الانتاج لحسابات مصلحية اهمها الجوائز و الشهرة و ما يلحق ذلك .

– بماذا تودين ان نختم هذا الحوار؟

اختمه على امل ان تفعل القراءة فعلها في مجتمعنا بعد ان تتسرب اليه كباعث من بواعث الحياة في مواجهة الياس و الانهزام و السلبية فنصحو وان بعد ليل طويل على مجتمع قارئ مفكر .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى