ط
هنا الجزائر

“الروائي غير مطالب بأن يصنع الثورات”

من مكتب الجزائر براضية منال

في ندوة حول امتحان التحوّلات والرواية الجزائرية شكلت مسألة امتحان التحولات في الرواية الجزائرية أهم النقاط التي تطرق إليها باحثون وروائيون في الندوة الذي احتضنتها إحدى الأجنحة بقصر المعارض بالمعرض الوطني للكتاب بتلمسان بين من رأى أن التحوّلات يصنعها الكاتب باعتباره العامل الرئيسي في إحداث هذه التحولات وبين من رأى أن الكتاب الجزائريين من روائيين وغيرهم وجدوا أنفسهم تحت ضغط واقع هذه التحوّلات وهو ما ذهب إليه الباحث والروائي محمد مفلاح الذي استعرض عديد مراحل الرواية الجزائرية منذ الاستعمار الفرنسي مرورا بفترة الاستقلال والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي وصولا إلى مرحلة العشرية الحمراء وإلى ما انتهت إليه الرواية الجزائرية معتبرا أنه حان الوقت للبحث عن بدائل أخرى وإعطاء أهمية للبحث عن رموز هوية الإنسان الجزائري والاشتغال على نصوص روائية تخرج من عباءة الخضوع لضغط تحولات الواقع مشيرا إلى أن الرواية الجزائرية لا تزال رهينة هذا الضغط وأن معظم الأعمال الأدبية فيما سبق كان أصحابها يشتغلون على ما تفرزه هذه التحوّلات من مواضيع وأنه من غير الطبيعي أن يرضخ الكاتب الروائي لهذه الضغوط معطيا بعض الأمثلة عن بعض المواضيع التي من شأنها أن تشكل محور هذه الضغوطات التي تفرضها التحوّلات مثل موضوع التقشف أو المواضيع الأخرى كما هو الشأن مع ظاهرة ” الداعش”.
محمد مفلاح الذي عاد للوراء اعتبر أن الرواية الوحيدة التي يمكن أن نصنفها خارج دائرة التحوّلات وما تفرضه من ضغط على الكاتب هي رواية “اللاز” للروائي الراحل الطاهر وطار داعيا إلى ضرورة الاشتغال على خطاب روائي يناقض الخطاب الرسمي .
القراءة التي قدمها الروائي محمد مفلاح والتي أخذت أبعادا سياسية أكثر منها أدبية ومحاولته تفكيك إشكالية من يتبع الآخر الأديب أو السياسي و إعطاء نظرة سلبية على أن الكاتب الجزائري عان كثيرا من حالة “القهر” التي فرضها عليه الواقع التي أفرزته التحوّلات منذ عديد السنيين على عكس الروائي محمد جعفر الذي كانت له نظرة مخالفة تماما عندما اعتبر أن الروائي هو الفاعل والمحرك الأساسي وأنه هو صانع هذه التحوّلات معطيا نماذج لتجارب روائية أحدثت عديد الثورات كما هو الشأن مع الثورة البلشيفية التي صنعه على حد قوله الروائيين والكتاب وهو الطرح الذي لقي معارضة ومقاومة قوية من قبل عديد المشاركين حيث عقب الروائي محمد مفلاح قائلا في هذا الشأن “إن الروائي لا يمكن أن يصنع ثورة”.
كما استعرض الروائي محمد جعفر أهم الخصوصيات أو الميزات التي تجعل منك روائيا مؤثر في التحوّلات متسائلا في السياق ذاته عن هل نحن قادرون على صناعة الكاتب الشاب؟ ، هل نفتقر فعلا لنماذج حقيقية ؟ ، هل نحمل مشروعا إنسانيا ؟ ، أم نكتفي فقط بتصنيف هذا العمل الروائي ضمن ما وصفه بالرواية الشعرية أو الرواية الإسلامية وغير من المصطلحات الأخرى قبل أن يفتح النقاش للحضور للإدلاء بآرائهم هذا وقد سطر القائمون على فعاليات المعرض برنامجا ثريا يتناول عديد المواضيع مثل التاريخ والكتابة الروائية التي نشطها كل من الروائي سمير قسيمي والروائي عبد الوهاب بن منصور00

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى