ط
الشعر والأدب

السؤال الاخير..قصة قصيرة : بقلم :السيد الزرقاني


السيد الزرقانى

خرجت مسرعة الي المستشفي حيث يرقد الجسد الهامد لامها بعد عناء شديد مع المرض طوال سنوات عدة …بعد ان تخطت درجات سلم العمارة سمعت صوتها وقد بدي عليه الحزن ماما ماما لو سمحت ؟؟؟
وقفت محلها …..فادركت ان ابنتها الصغير تنادي عليها من خلف باب الشقة ……فصعدت مرة اخري الي اعلي تستطلع الامر لعله امر هام ؟؟
– سمعت صوتها تبكي وتخبط بيديها علي الباب من الداخل وتتسائل لماذا لم تاخذيني معك اليست جدتي كما هي امك……..اسرعت الصعود حتي ووصلت باب شقتها فتحت الباب لتجد الصغيرة وقد اقترشت الارض وراحت في نوبة بكاء هيستيري لا ارادي لانها لم تاخذها معها لتري جدتها في المستشفي؟؟
-ضمت الصغيرة الي صدرها وراحت تمسح الدمعات التي بدت كحبات البلور علي وجنتيها الورديتين وابدت لها اعتذارها عن ذالك اليوم لات الظروف غير مناسبة ……..لان جدتها في حالة حرجة وفي العناية المركزة وقامت بتقبيلها ووعدتها بان تاخذها في المرة القادمة
-تركتها وهي تعلم علم اليقين بان ابنتها لن تراها مرة اخري لان جدتها قد ماتت اكلينكيا اي اعضائها لا تعمل الا بمساعدة الاجهزة والخلايا الدماغية قد فقدت الاستجابة لاي مؤثرات خارجية سواء عضوية او كميائية
– اسرعت الخطي الي خارج العمارة التي تسكن فيعا واذا بزوجة البواب تنادي عليها وتسالها عن الحاجة وتطالبها بالسلام عليها ……فكم كانت تعاملها بلطف كانها احد افراد الاسرة …وكانت قد اوصتها قبل مرضها ببعض الاشياء لتاتي بها من بلدتها …………اخبريها باني قد احضرت اليها ما اوصت به…….. طيب ما تاخذيه معك ………اقولك لحظة البس واجي معاكي اشوفها …….؟؟؟
– لاء خليكي للمرة الجاية لاني ساذهب الي احد الاطباء في عيادته قبل الذهاب الي المستشفي ………سوف اخبرها واوصل سلامك …….متشكرة لمشاعرك الطيبة
– تركتها وهي تعلم ان ذالك لن يحدث………….لانها فارقت الحياة بالفعل ولن تتطعم بعد اليوم ولن تعي من يسال عنها بعد اليوم لقد دخلت المرحلة النهائية مع المرض الذي لا حياة بعدها وعلينا تدبير الامر ونعد العدة لاجراءت الدفنة والعزاء من الان
– امسكت الهاتف واجرت اتصال باختها لتقابلها علي المستشفي للتشاور في امر امهما وكيف سيكون الاعداد لاجراءت الدفنة والعزاء …………ياة الهاتف غير متاح ………اين انتي الم تقدري المسؤلية ؟؟
تذكرت كلمات اختها بالامس بانها لن تستطيع الحضور اليوم لظروف وجود زوجها من الخارج فقط حضر اول امس ………..عليا تحمل المسؤلية وحدي ……..عادي لقد تحملتها منذ وفاة زوجي وكانت امي تساندني في تربية اولادي ………….ياتري من سيجلس مع اولادي بعد الان؟؟
-استقلت السيارة وهي شاردة في امر امها واولادها وحياتها بعد ذالك ………صعدت الي حيث تكمن الجثة مستسلمة للاجهزة …………كام السكون يخيم علي المكان كانه في محراب الصلاة ……..رفعت يدها الي السماء وقالت …..يارب ……………وفرت من عينيها الدموع هاربة من الم داخلي غلب علي مشاعرها فاستسلمت له دون ادراك منها …………..جاء ها صوت الطبيب
-الاجهزة اشتمرت اربعة ايام ولا جديد………..هل نرفعها؟؟

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى