كم من الوقت تستغرق الروح حتى تخرج من الجسد عند الموت؟ سؤال حير كثيرين أجاب عنه الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر الشريف، في إحدى حلقات بثه المباشر عبر قناته الرسمية على اليوتيوب، حيث ورده السؤال من أحد متابعيه قائلًا أنه يشغله كثيرًا.
“هذا من الخطاب الديني المهجور” علق عطية على السؤال مشيرًأ إلى أننا الناس يجهلون كثيرًا من تفاصيل الموت، نحن نظن أنه توفى فجأة فنقول “دا كان بيتكلم وفجأة مات” فيظن انها دقيقة لكن هذا ليس صحيح حسبما ذكر عطية، فمن الممكن ان تلك الدقيقة تكون مرت على الميت بمائة ألف سنة بالإحساس، واستدل مبروك عطية على ذلك بحادثة الإسراء والمعراج، فالنبي صلى الله عليه وسلم سري به في ليلة والعرب جربت هذه الرحلة في شهر، وأخذها النبي صلى الله عليه وسلم في نصف دقيقة ورأى مشاهد تحكى في يومين وعاد إلى مكانه مرة أخرى، “ولم يزل موضع جنبه صلى الله عليه وسلم دافيئًا” أي ما لا يتجاوز ساعة، يقول عطية.
وأشار عطية إلى أن الله سبحانه وتعالى خلق الزمن، ويمكن ان يطرح به البركة فينجز أحدهم في ساعة ما ينجزه غيره في ست سنوات، وعندما يموت أحدهم يظن من يراه أنه مات في لحظة، اما ما شعر به الميت فهو مختلف، “افتكر ليلة الإسراء والمعراج، فالنبي شاف اللي رايح واللي جاي وطلع فوق السموات السبع وشاف الجنة والنار وسلم على الملايكة وفرضت عليه الصلاة وعاد ولم يزل موضع جنبه دفيئًا بساعة البشر”، لكن في الحقيقة ان النبي عاش وقتًا أطول من ذلك، وقال عطية انه عندما يأتي الكلام عن الموت يجب أن ننسى الزمن فكل شيء يتغير، مستشهدًا بقوله تعالى: ” فلولا إذا بلغت الحلقوم، وأنتم حينئذ تنظرون، ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون، فلولا إن كنتم غير مدينين، ترجعونها إن كنتم صادقين”.
“إحساس الميت بالوقت عند خروج يكون حسب عمله” يوضح عطية قائلًا إنه لو كان من الصالحين ستخرج روحه ملفوفة في لفافات من الجنة وريحانها، وتخرج وهو مرتاح، وإن كان غير ذلك فسيشعر انها تخرج في مليون عامًا، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن للموت للسكرات”، وقال عطية أن سكرات الموت شدة نسأل الله ان يخففها عنا ويهونها علينا، ولا يجعلنا نشعر بزمن طويل قبل خروج الروح وإذا تعذب الميت عند خروجها فبعد خروجها أصعب، وإذا سهل عليه خروجها كان ما بعده أسهل.