عدنما تصبح الذاكرة عين حمئة ضحلة لغروب الحقائق الساجدة لمردة الزيف … وتجار الضَّلال الهاربين من مواجهة ضوء الشمس الساطع على الأرقمة الغابرة في الطلاسم ،المخضبة بالحبر السرِّي و الدم المراق لحفظ خزائن الكنوز المزيفة ،من أعين الفضوليين و المتطفلين الباحثين عن السر الأعظم …عندما تصبح الذاكرة عملة ذات وجهين متنافرين من النقيض إلى النقيض … عندما يسكن الروح َ غرس متجذر في أعماق الذات يتغذى من دمنا ولحمنا ويهيمن على سَيْرِ حياتنا ويضعها في قالب حديدي وحصن شائك … عندما تصبح الذاكرة المثقلة بالهم والوهم عائقا أمام السير والمضي قدما لفتح النوافذ الصدئة ليدخل نور الشمس المحتجز عنا من العهد الغارق في غياهب اللاحقيقة … عندما تتجلط الأفكار في رؤوسنا وتصيبنا بسكتتة عقلية دائمة … عندما يتربص بنا قناصون يصوّبون السهم نحو كل رأس تطل من ثقب الأمل الخابي تحت رماد أرواحانا وهشيم ذواتا المحكوم عليها بالموت في مهدها … إذ ذاك كانت حياتنا مشروع موتنا … إذ أننا مخلوقات تولد فقط لتموت … و الموت أسمى أهداف الحياة في عرفنا .
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
