ط
هنا الأردن

السيف والقلم مقال بقلم الدكتور رياض الفرج

رياض الفرج
مكتب الأردن

منال أحمد الحسبان
تعلمت في مدرسة الحياة ، ومن قراءة التاريخ ، ومن تحليل الأحداث التي تجري حولنا وفي عالمنا أن من يملك السيف والقلم يملك أسباب الرفعة والنهضة ، فالحق يحتاج لسيف يحميه ،يدفع عنه ظلم الظالمين ، وكيد الكائدين ، وعاديات الأيام ، فلا بقاء لمجتمع بغير السيف الذي يدفع عنها شر الاعداء .
ولا تنهض أمة بغير القلم الذي يرفع عنها غبار الجهل والتخلف ، فالحضارات الإنسانية شادت ونهضت بالقلم والسيف معا ، وقد ثبت عبر التاريخ الإنساني أن الحضارات الإنسانية قامت بمداد القلم وبحد السيف ، ومن تخل عنمها فقد حكم على نفسه بالفناء والهلاك ، ومن أخذ بهما فقد أمتلك أسباب البقاء في عالم لا يعرف إلا لغة العلم والقوة .
وإن من أعظم أسباب تراجعنا وهواننا أننا فرطنا في مجال العلم ، وفي مجال امتلاك اسباب القوة المادية ، فتكالبت علينا الأمم رغم أننا نملك الحق ، لكننا لا نملك أسباب الدفاع عنه ، ونملك أدوات الحق ولم نستخدمها ، ونملك أدوات العلم من القلم والعقول ولم نوظفها في حماية حقنا بين الأمم ، لقد فرطنا بالسيف والقلم معا فكانت النتيجة الواقع المؤلم الذي نعيشه ، بالسيف والقلم سبقتنا الأمم والشعوب ، وبتخلينا عنهما وصلنا إلى حالة الهوان ، ومن شدة هواننا أن سيوفنا سلت على بعضنا ، وتحولت إلى سيوف من خشب على من يريدون الشر بنا ، فقمة الهوان ما نحن فيه .
ومن عجيب حالنا أننا نملك الحق ، ولا نملك حق الدفاع عنه ، وأعدائنا رغم باطلهم يملكون حق الدفاع عنه ، وكل أدوات الدفاع عنه ، ويملكون الصبر والنفس الطويل في ذلك ، لقد تخلينا عن حقنا وعن حق الدفاع عنه ، وننتظر من عدونا رحمة بنا ، وننتظر منه مدنا بالسيف للدفاع عنه ، وهي فرصته في جعل سيوفنا في نحورنا ، فهل بعد هذا الهوان من هوان ؟ فما أصبرهم على باطلهم وعلى الدفاع عنه ؟ وما أشد عجزنا وتقصيرنا في الدفاع عن حقنا ؟ فكيف لو عاد صاحب قصيدة :
أمتي هل لك بين الأمم منبر للسيــــــــف أو للقلـــــم
كيف أغضيت على الذل ولم ولم تنفضي عنك غبار التهم ؟
اسمعي نوح الحزانى واطربي وانظري دم اليتامى وابسمي
رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه الصبايا اليتّم
لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى