مكتب الأردن
منال أحمد الحسبان
تعلمت في مدرسة الحياة ، ومن قراءة التاريخ ، ومن تحليل الأحداث التي تجري حولنا وفي عالمنا أن من يملك السيف والقلم يملك أسباب الرفعة والنهضة ، فالحق يحتاج لسيف يحميه ،يدفع عنه ظلم الظالمين ، وكيد الكائدين ، وعاديات الأيام ، فلا بقاء لمجتمع بغير السيف الذي يدفع عنها شر الاعداء .
ولا تنهض أمة بغير القلم الذي يرفع عنها غبار الجهل والتخلف ، فالحضارات الإنسانية شادت ونهضت بالقلم والسيف معا ، وقد ثبت عبر التاريخ الإنساني أن الحضارات الإنسانية قامت بمداد القلم وبحد السيف ، ومن تخل عنمها فقد حكم على نفسه بالفناء والهلاك ، ومن أخذ بهما فقد أمتلك أسباب البقاء في عالم لا يعرف إلا لغة العلم والقوة .
وإن من أعظم أسباب تراجعنا وهواننا أننا فرطنا في مجال العلم ، وفي مجال امتلاك اسباب القوة المادية ، فتكالبت علينا الأمم رغم أننا نملك الحق ، لكننا لا نملك أسباب الدفاع عنه ، ونملك أدوات الحق ولم نستخدمها ، ونملك أدوات العلم من القلم والعقول ولم نوظفها في حماية حقنا بين الأمم ، لقد فرطنا بالسيف والقلم معا فكانت النتيجة الواقع المؤلم الذي نعيشه ، بالسيف والقلم سبقتنا الأمم والشعوب ، وبتخلينا عنهما وصلنا إلى حالة الهوان ، ومن شدة هواننا أن سيوفنا سلت على بعضنا ، وتحولت إلى سيوف من خشب على من يريدون الشر بنا ، فقمة الهوان ما نحن فيه .
ومن عجيب حالنا أننا نملك الحق ، ولا نملك حق الدفاع عنه ، وأعدائنا رغم باطلهم يملكون حق الدفاع عنه ، وكل أدوات الدفاع عنه ، ويملكون الصبر والنفس الطويل في ذلك ، لقد تخلينا عن حقنا وعن حق الدفاع عنه ، وننتظر من عدونا رحمة بنا ، وننتظر منه مدنا بالسيف للدفاع عنه ، وهي فرصته في جعل سيوفنا في نحورنا ، فهل بعد هذا الهوان من هوان ؟ فما أصبرهم على باطلهم وعلى الدفاع عنه ؟ وما أشد عجزنا وتقصيرنا في الدفاع عن حقنا ؟ فكيف لو عاد صاحب قصيدة :
أمتي هل لك بين الأمم منبر للسيــــــــف أو للقلـــــم
كيف أغضيت على الذل ولم ولم تنفضي عنك غبار التهم ؟
اسمعي نوح الحزانى واطربي وانظري دم اليتامى وابسمي
رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه الصبايا اليتّم
لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم