منذ الإطلالة الأولى لمجلة همسة بين عالم المبدعين كانت الرسالة الأسمى لها هى احتضان كل ماهو مبدع فى اى مجال من مجالات الفنون واليوم تمارس المجلة نشر رسالتها من خلال احتضان المواهب الشعرية الواعدة فى ربوع الوطن العربى لذا جعلنا لنا مندوبا دائما فى كل قطر يتابع ويرى باعيننا وياتنا بكل ماهو جميل ومبدع لنلق الضوء علية ويتعرف عليه الجميع من خلال صفحاتنا
واليوم تواصل مندوبتنا فى اليمن الشاعرة عائشة المحرابى سلسلة حواراتها مع مبدعى اليمن من الشعراء والشواعر وضيفها اليوم هو الشاعر ( أحمد عبد الغنى الجرف ) ………..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
حوار / عائشة المحرابى
…………………………..
الشاعر أحمد عبدالغني الجرف شاعر يمني لدية قدرة فائقة على توظيف اللغة لخدمة المعنى
ويمتلك أدواته الموسيقية دونما خلل فتأتيه اللغة طواعية دون أن نحس بأنه يفتعلها
- السؤال الأول : – سؤالنا التقليدي من هو احمد الجرف
أحمد الجرف واحد من حشود كثيرة من أولئك الذين قضوا معظم عمرهم في البحث عن اليقين ، و ما زال منهم الكثير و الكثير حتى اللحظة هذه ، ماضين في ذات الدرب المجهول بحثا عن قبس من نور الحقيقة أو جذوة تهدي إلى سبيل الوجود و كشف كنهه
.
?- -أنت شاعر تربط بين الحداثة والتقليد أيهما اقرب إلى نفسك لو خيروك التقليد أو الحداثة
لم أرتبط بالتقليد بما فيه الكفاية لأكون تقليديا ، لكن في رأيي أن هذا الأمر حتمي على الإنسان في كل زمان و مكان ، إذْ إنه في أي مجتكع من المجتمعات البشرية خاضع لقوانين لا يمكن الفكاك منها ، فهو في الطفولة يكتسب عاداته و أفكاره و كل مكوناته العقلية و الحسية من خلال التقليد و تكرار كل ما يلاحظ حوله من عادات مَن يحيطون به أو ينتمي إليهم ، ثم بعد ذلك ينتقل من مرحلة الطفولة التي تقابل التقليد إلى مرحلة التمرد على الطبيعة فيدخل في الرومانسية دون إحساس بقدر التغير الذي يطرأ على تكوينه الفكري و اعتقاداته ، و هذا واضح في مرحلة المراهقة ،
و بعد هذا فمن الطبيعي أن تهدأ عنده تلك النزوة التي تجبره على التمرد على قوانين الطبيعة فينتقل إلى مرحلة من الطمئنينة و السكون النفسي دون شعور إلى ما يسمى بالواقعية ، و هذه سنة على المبدع و غير المبدع .
أمّا إذا خُيِّرتُ بين الحداثة و التقليد فلا شك أني كأي مبدع سأمل التكرار و الوضوح و التقليد لأشق طريقا تلائم متطلبات العصر الذي أعيشه و أقاسي غموضه و ضوضاءه و الحيرة التي يشكلها .
– -كتبت عن هموم الوطن العربي وعن اليمن وما تمر به من أحداث هل تجد أن الشاعر اليمني قد عكس واقعنا في كلماته؟
نعم ، لقد عكسها بكل ما تعنيه الكلمة حتى في حواراته الذاتية و الشخصية ، فهم الوطن يظهر حتى في حزنه و فرحه و حديثه مع الآخر لا سيما المرأة التي تشكل معه ثنائي البقاء في هذا الوطن
– -هناك من يقسم الأدب إلى أدب المرأة وأدب الرجل فهل أنت مع هذا التقسيم ولم ؟
الأدب موروث إنساني يمثل المرأة بقدر ما يمثل الرجل ، وكل ما أنتجه الرجل من إبداع طوال تاريخه حوارية طويلة عنه و عن المرأة ، و كذلك المرأة و ما أنتجت خلال تاريخها يمثل ذات الحوارية ، و لو اتبعنا وصدقنا من يُعرِّفون ( الأدب النسوي ) على أنه : كل ما يُكتب عن المرأة سواء كان الكاتب رجلا أو امرأة ، لصنَّفنا الأدب الإنساني برمته إلى هذا الأدب فجعلناه نسويا لا إنسانياً ،
لأنا لو تتبعنا هذا الموروث الأنساني لوجدنا 90 بالمئه منه يكتبه الرجل و يخاطب فيه المرأة و لا يخلو أيضا من الحوارية بين كليهما ، و العكس .
?- ما رأيك بالنشاطات الأدبية في اليمن ومدى فعالياتها ودور الاتحاد فيها-
نشاطاتنا تكاد تملأ الوطن و ناشطونا أيضا يكادون لا يحصون عددا ، و الاتحاد للأسف يكاد يموت غافلا عن أي نشاطات و ناشطين ، و ردة الفعل الطبيعية لهذه الغفلة أن لا تقوم بأدنى تأثير في المجتمع .
فالناشط الأدبي شاعرا كان أو روائيا يحتاج إلى من ينصت له لكي تكون عملية التأثر و التأثير:
أخيرة : أشكرك غاية الشكر و التقدير على هذا اللقاء الذي سعدت به جدا و سعدت بمعرفتك أستاذتي الكريمة .
مودة لا تنضب
كوني بخير