خبر سيئ لمحبي المشروبات السكرية مثل الصودا وعصير الفاكهة. فقد قامت دراسة جديدة بربط استهلاك كوب صغير من المشروبات السكرية يومياً، بزيادة خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 18%، و22% بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.
وفي هذا البحث الجديد، تم مراقبة أكثر من 100000 من البالغين الفرنسيين، والربط بين استهلاك المشروبات السكرية وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
وقال إيان جونسون، باحث تغذية وزميل فخري في معهد كوادرام للعلوم البيولوجية، لم يشارك في البحث: “من المثير للدهشة أن خطر الاصابة بالسرطان لدى مستهلكي المشروبات السكرية بكثرة، لوحظ حتى لدى مستهلكي عصير الفاكهة الطازج، وهذا يستدعي المزيد من البحث.”
وبالنسبة لماتيلد توفيير، المؤلفة الرئيسية للدراسة التي نُشرت في المجلة الطبية “BMJ”، فإن “النتائج التي تم إضافتها إلى الأبحاث توضح أن التقليل من استهلاك المشروبات المحلاة مفيد لصحتنا.”
وقالت توفيير، وهي مديرة فريق أبحاث علم الأوبئة الغذائية بالمعهد الوطني للبحوث الطبية والصحية في جامعة “باريس 13″، إن السكر الموجود في المشروبات المحلاة هو المحرك الرئيسي لتلك العلاقة.
وأضافت أن زيادة استهلاك المشروبات المحلاة “تعد أحد عوامل الخطر للسمنة وزيادة الوزن. والسمنة في حد ذاتها عامل خطر للإصابة بالسرطان.”
أما الاحتمال الآخر فيتمثل بأن بعض المضافات، مثل الميثيلميدازول 4، والذي يوجد في المشروبات التي تحتوي على تلوين الكراميل، يمكن أن يؤدي دوراً في تكوين السرطان.
وأوصت توفيير بأنه يجب على الناس الالتزام بإرشادات الصحة العامة التي تنص على عدم تناول أكثر من كوب واحد في اليوم من المشروبات السكرية كحد أقصى.
وفي رد على الدراسة، أكدت جمعية المشروبات الأمريكية سلامة المشروبات السكرية. وقالت دانييل سموتكين المتحدثة باسم الجمعية في بيان: “من المهم أن يعرف الناس أن جميع المشروبات، سواء كانت تحتوي على سكر أو بدونه، آمنة للاستهلاك كجزء من نظام غذائي متوازن.”
وأضافت أنه “مع ذلك، تعمل شركات المشروبات الرائدة في أمريكا على دعم جهود المستهلكين لتقليل السكر الذي يستهلكونه من خلال توفير مزيد من الخيارات كمشروبات تحتوي على قليل من السكر أو خالية من السكر، وأحجام عبوات صغيرة، ومعلومات واضحة عن السعرات الحرارية.”
لا يوجد رابط مع المشروبات الغازية بدون سكر
ولم يجد البحث صلة بين المشروبات الغازية بدون سكر والسرطان. وحذر المؤلفون بأنه ينبغي تفسير هذه النتيجة بحذر، لأن هذا النوع من المشروبات كان استهلاكه منخفضاً نسبياً بين المشاركين في الدراسة.
ووجدت دراسة نشرت في وقت سابق من هذا العام أن تناول اثنين أو أكثر من أي نوع من المشروبات المحلاة في اليوم كان مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، والنوبات القلبية والموت المبكر لدى النساء فوق سن الـ50.
وأوضحت كاثرين كولينز، أخصائية تغذية في الخدمة الصحية الوطنية بالمملكة المتحدة، والتي لم تشارك في الدراسة: “جميع المحليات المستخدمة كانت قد مرت في اختبارات سلامة صارمة قبل أن تصبح مقبولة للاستخدام البشري.”
هناك المزيد من العمل الذي يجب إنجازه
ودرس فريق البحث بيانات 101257 من البالغين الفرنسيين الأصحاء، بينهم 79٪ من النساء و21٪ من الرجال.
وقام المشاركون، الذين بلغوا في المتوسط 42 عاماً، بملء استبيانين على الأقل وتم متابعتهم على مدار فترة تسع سنوات.
تم احتساب الاستهلاك اليومي من المشروبات السكرية بما فيها المشروبات المحلاة بالسكر، عصائر الفاكهة 100٪، والمشروبات الصناعية المحلاة أو “الدايت”.
وشُخصت 2193 حالة سرطان أولية خلال فترة الدراسة، بمتوسط عمر 59 عاماً. وكان من بينها 693 حالة سرطان الثدي، و291 حالة سرطان البروستاتا، و166 حالة سرطان القولون والمستقيم.
ومع ذلك، فإن هذه الدراسة قائمة على الملاحظة ولا تظهر السبب والنتيجة.
ويقول الباحثون إن هذه قيود كبيرة لأنه من المستحيل تحديد ما إذا كان الارتباط بسبب نوع من المشروبات أو مشكلة صحية أخرى خفية.