ط
مسابقة الشعر الحر والتفعيلى

الطاعون الاحمر..مسابقة القصيدة النثرية بقلم / ابتهال خلف محمد الخياط

جمهورية العراق
ديالى
ابتهال خلف محمد الخياط
[email protected]
قصيدة نثر..
للمسابقة.

……………..الطاعون الاحمر

لَقدْ مددتُ آمالي أبحرًا نحوكَ ..
وتَقمصتُ ألوانَ الفرحِ لأجلكَ .
وتَربصتُ بالأشواقِ كي لاتَبردْ في حبكَ..
أُعانقُ بها رَحيلَ أَيامي..وتَوحدَ أفكاري..
ونعومةُ قلبكَ.
آه..أَيها الصامتُ في الرحيلِ ..
آه مِنْ زَمنِ أَلقتلِ والتدميرِ ..
يَتناثرُ المرضُ كالأَمطارِ ..
وَحلَّت لعنةُ الطاعونِ..وقوافلُ الامواتِ .
آه منكَ ومِنْ دِماءِكَ ، التي ماعرفتُ لها دليلاً .
بحرٌ من نارٍ وسطَ الطاعونِ.
ها أنا مَددتُ بأفكاري جسرًا ،أَعبرُ بهِ بحرَ النارِ ..
يُحِرُقني ألبرْدُ وصوتُ الحريقِ ..
أَصواتٌ تَعلو مِنْ حَولي، هُنا و هُناكَ ..
ألغوثُ ألغوثُ ياأللهُ.. الطاعونُ الأَحمرُ كالطوفانِ..
وأَنا في عتمةِ ألليلِ أَبحثُ عنكَ بينَ فُتاتِ ألرؤوسِ ..وبعضُ بقايا ألأَجسادِ ..
يُطلُّ عليَّ كلَ حِينٍ وَجْهًا أَكَلَتْهُ ألنيرانُ
يَنْفُرُ مِنُهُ أَلدَّمُ كالدخانِ ..
أَسأَلُ :هلْ هوَ أَنتَ؟ لا جوابَ أَسمعُ ..إِلا الآهاتِ ..
زَفيرٌ مِنْ دَمٍ يَكْتُبُ في أَلهواءِ أحمرُ ..أحمرُ..
وَمَراكِبَ مِنْ نيرانٍ نَحوَ ألأُفقِ تسيرُ,
أَصرخُ ..ورائحةُ ألدَمِ تتلقى أَنفاسي :
يا آدمَ ..أَلا تقومُ ..رَحمي مَدْميٌّ يَبحثُ عنكَ ؟
أيَّ عارٍ أَن تتركني وَحيدةً وسطَ ألنيرانِ ..
مِنْ حولي نَهَمُ الطاعونِ ..
أَلسماءُ تُمطرُ شيئا ما !
ليسَ بماءٍ ! أَهي ثمارُ ؟
ربما ! لا أدري لكنها برائحةِ الدمِّ.
أَخافُ أَنْ أُمسكها فهي تنبضُ!
كَقلبٍ تتسارعُ نبضاتَهُ ،
مِن ضمأٍ او مِن خوفٍ تَتَألمُ !
تعالَ بقربي ..إني أَخاف أَلوهمَ ..
رَعشةُ قلبي تَدعوكَ ..هو راحلٌ نَحوَ السماءِ..
سَينزلُ مع القطراتِ ..يَبْحثُ عنكَ هناكَ ..
بينَ الاشلاءِ في فوضى ألأَمواجِ ..
تَلَمَّسه أَرجوكَ ..
فدقاته تَرسمُ حُروفكَ وحُروفي..
فلنكن في نفسِ أَلمركبِ ..وَنرحلُ..
رَجْفَةُ قلبي تَشكو وَصْلَكَ ..ضُمُهُ إلى صَدركْ..
فالبَرْدُ قارصٌ ..وخوفي عميقٌ..
ودجى أَلمقابرِ مِنْ ثلجٍ ونارْ ..
وأَلطاعونُ ألأَحمرُ يَسْكُنُ هناكَ.
هلْ تَسْمَعُني ؟!

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى