لمْ تَصْحُ العصافيرُ التي أطعَمْتُها بالأمس من شجني .
جاء الصباح يتيما
جاء النهار سقيما
و أنا أشاكسُ ما تبقى من فروض الإحتمالْ ،
كم ألف ماذا لم تفز إلا بخيبات السؤالْ !
سهرتْ كعادتها لتحرسَ نجمتي
فلمَ السكونُ المستبدُ بهدبها !
و لمَ الدموعُ العالقاتُ بجفنها !
و لمَ السكوتُ المستكينُ بصوتها !
ماذا وراء النائمين من الخبرْ ؟!
هذي العصافيرُ
التي يتوضأ الوجدانُ من ألحانها ماتت
لأن حبيبتي – هذا المساء –
تخلصتْ من خيط أحلامي الأخير
و قررتْ أن تعلن الآن الرحيل بلا رجوع منتظرْ .
يبكي الصباحُ وحيدا .
يبكي الفؤادُ وجيدا .
فالنجمة الحبلى بغير مشاعري
الآن قررتِ التخلصَ من بقايا الإرتباكْ .
ذهبت لتنجبَ ضوءها لكن هناكْ .
الآن لا برهان بعد الآن أطلبه ،
الآن يتضح الجوابُ عنِ السؤال المستفز بذاته ،
الآن تعرفها السماء بنجمها ،
و اليوم يعرفني الصباح بوحدتي
كانت منَ البدء الصوابَ و دائما كنتُ الخطأ .
ماتت عصافيري الرفاقُ
و كنتُ أحسبُها تنامْ .