كاتب في الشؤون الاجتماعية والثقافية
قال الله تعالى (وقل رب زدني علما) الرسول صلوات ربي وسلامه عليه يطلب من الله الاستزادة في العلوم التي تحقق مصالح الأمة، إن العلم هو الزاد لنهضة البلدان وتنميتها والارتقاء بفكرها ، إن انعكاس العلم لايقتصر على الفرد بل يمتد أثره على المجتمع والدولة والكون بأكلمه، كل منا مؤثر في هذا الكون فإذا أثرت في بلدك فأنت تؤثر في عجلة التعلم في الكون ، والإسلام هو دين العلم والمعرفة وأول آية نزلت (اقرا باسم ربك الذي خلق) الناس منذ القدم وهي تنتقل بين البلدان للعلم والتعلم والاستزادة في المعارف الدنيوية والأخروية ، العلم ليس مقتصراً على المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية هي مفتاح العلوم للمطالعة والاستزادة والقراءة والبحث في الفنون ، كلما تعلمت كان أثرك متعديا
، كل ماتعلمت نضج عقلك واتسع أفقك، كلما تعلمت انعكس ذلك على أخلاقك وتعاملك، كلما تعلمت ازددت جمالاً وبهاء، ولذلك قال أحد السلف “عليك بالعلم فإن افتقرت كان لك مالا وان استغنيت كان لك جمالا”، كلما تعلمت استغنيت عن الحاجة فيما عند الناس وأصبحوا هم من يحتاجون إليك ، قوة الدول دائما تكمن بما عندها من العلماء في شتى المجالات ولنا في اليابان والصين وسنغافورة في الخمسين سنة الماضية قصة وحكاية؛ عندما انتقلت من دول نامية إلى دول متقدمة عندما وضعت رؤية في العلم والتعلم لأبنائها، وهانحن اليوم نراها قد
سبقت غيرها في مجالات العلوم الدنيوية ، والمملكة العربية السعودية اهتمت بالعلم والعلماء منذ بداية السعودية الأولى واستمرت تلك الرؤية الثاقبة وازدادت في الدولة السعودية الثالثة وازداد العلم والتعلم وكرست جهودها في تعليم أبنائها محليا وعالميا من خلال الابتعاث ونقل التجارب والعلوم من أنحاء العالم ، واليوم نحصد ثمرة هذه الجهود من تميز في العلماء والعلوم والجودة التعليمية والارتقاء بالفكر ، واهتمت رؤية المملكة 2030 بالعلم والتعلم من خلال برنامج تنمية القدرات البشرية والتي تموضعت أهدافها الإستراتيجية في توفير المعارف وتنويعها وتحسين مخرجات التعليم والتوسع في التدريب المهني ودعم الابتكار ورفع تراتيب المؤسسات التعليمية وغيرها مما يخدم العلم ويرفع من التقدم الحضاري ويقضي على الجهل.
العلم يجلو العمى عن قلب صاحبه
كما يجلي سواد الظلمة القمر
والعلم يحيي قلوب الحاملين له
كالأرض تحيا إذا ما مسها المطر