ط
كتاب المجله

العندليب الأسمر: “بحلم بيك” “الوطن الأكبر” مقالة بقلم / صلاح عبد المنعم

صلاح عبد المنعم
بقلم-صلاح عبد المنعم
عبد الحليم حافظ ..اسم محفور في قلوب الملايين في العالم العربي..فنان منذ مولده له الكثير من الأغاني التي مست القلوب لصدق أدائه واستطاع أن يوجد لنفسه شخصية “منفردة” رغم أنه جاء في وقت كانت الساحة الفنية ونخص بالذكر الغنائية” تعج بالكثير من المطربين الفطاحل، لكن “حليم” لم يكن صوتا فقط فلقد غلبت شخصيته وحضوره وتفاعله مع جمهوره ومعجبيه على حلاوة صوته..كما أن دراسته للموسيقى جعلته يتألق ويبرز بقوة لأنه قنان بمعنى الكلمة، وهذا هو سر نجاحه وبقائه على عرش الفن حتى يومنا هذا..فكان ظهور النجم المحبوب على خشبة المسرح يعد حدثا كبيرا فمابلك إذا غنى بصوته الدافئ المعبر عن أحاسيس جيله بل كان يسبق بحسه زمانه..وحتى كتابة هذه السطور لم نجد من يملأ هذا الفراغ ..ولاتقل لي “فلان وعلان “..
تخيلت فناننا الكبير وهو يقول :”بحلم بيك”..”الوطن الكبير” الذي يجمع أمة العرب أجمعين تحت راية واحدة لاتفصل دولة عن أخرى مهما كانت المعوقات الجغرافية سواء بحور أو جبال أو قوانين “الفيزا” ويدخل الشعب العربي كله في وطن واحد ساعتها لاتقل لي “أمريكا ” أو “إسرائيل” ولا كل القوى تستطيع أن ترهبنا والغلبة في “وحدتنا” المستبعدة على أرض الواقع ولكن على صفحات الصحف والأجهزة التليقزيونية حاضرة طبعا.. فهذا الحلم صعب المنال وكفاية علينا “الجامعة العربية” الكائنة بالقرب من ميدان التحرير..حقا يوجد مبنى فاخر فقط لكن روح العروبة الحقيقية لاتتأت إلابتجمع الحكومات والشعوب العربية في بوتقة واحدة..وهذا لم يحدث في الواقع الملموس حتى كتابة هذه السطور إلا في المناسبات الرسمية ومايسمى مجازا “القمة العربية”أو على طاولة الاجتماعات المتكررة هنا وهناك وبعدها ينفض المولد “بلا حمص”
ونحن نحتقل بذكرى النجم الكبير نستغل أسماء الأغاني العديدة التي تغنى بها ومازالنا حتى يومنا هذا نرددها رغم مرور سنوات وسنوات لكنها ماتزال عالقة في الأذهان للكبار والصغار ولم يأت من يملأ فراغ “العندليب”رغم وجود العديد من المواهب والأصوات التي تملأ الساحة، ولكن كما قلت هذا الفنان “المتفرد” ليس صوتا فقط ولكن أشياء أخرى كثيرة وراء نجوميته الطاغية جعلته حاضرا رغم مرور سنوات وسنوات على وفاته ومايزال فنه يطغى على الكثيرين من المطربين الحاليين “أصحاب الملايين سواء بالمصري أو بالدولارات وحتى اليوورو!!”.. هؤلاء الذين صتعتهم شهرة زائفة بسبب التغيرات في الأذواق ورتم الحياة فقط لاغير..
وخلال السطور التالية نربط بين أغاني النجم “الغائب الحاضر” والأحداث التي تمر بها مصرنا المحروسة ..
-“أحبك” .. يامصر ياأغلى البلاد..بلاد أصحاب البشرة السمرة المكافحين منذ طلعة الصباح وحتى غروب الشمس أو مابعد ذلك بكثير من أجل لقمة العيش والتي لابد أن يسعون وراءها حتى يطعمون البطون الكثيرة المسؤولون عنها ويعانون من أجل اللقمة الحلال- التي أصبحت صعبة- مع تكالب الحياة وتحتاج لمجهودات كثيرة..نحن نتحدث عن اللقمة الحلال وليس تلك التي تأتي بالفهلوة.. فلننظر إلى الأمام من أجل الناس الغلابة وأعدادهم كثيرة بالزوف..
-“بكره وبعده”..بالـتأكيد سيكون رائعا لو اتحدنا نحن أبناء البلاد وعلينا التكاتف باستمرار مع الحكومة التي تحاول بكل جهد العمل في حدود الإمكانيات المتاحة عبور المرحلة الصعبة لأن ماتحتاجه بلادنا من جهد وتفان في العمل مطلوب في كل مرحلة من أجل مصر الحرة التي يحاول الجميع قادة ومسؤولون في كل المواقع العبور بها إلى بر الأمان وحتى لايطمع فيها الطامعون وهم كثر..
-“الله يابلدنا”.. مهما يحدث ومهما تكون هناك صعوبات بسبب أعباء الحياة المتزايدة وتراكمات كثيرة من زمن ولى بكل سلبياته لكن نقول كلنا في نفس واحد “مصرنا جميلة”، وستكون أجمل لو كل فرد فينا بدأ يعمل بجد واجتهاد لأن مافاتنا كثير والتركة صعبة جدا وينوء بحملها من يتصدى لها فعلينا التعاون والتكاتف وأن يكون الوئام والوفاق هو شعار العمل بين المؤسسات المختلفة وليس التنافر والتباعد والتناحر بسبب أشياء تافهة لكنها تؤثر بالقطع في منظومة العمل و يظل الأمل باق مادمنا نتنفس ..
-“بلاش عتاب”..ولوم وشجن..ولنتجه وبقوة إلى”مصر المستقبل”..مصر الإنتاج ..مصر التغيير وروح التغيير وهذا لن يتأت بالعتاب ولكن بنظرة حقيقية إلى حجم مواردنا والعمل على استغلالها بالشكل العلمي المطلوب من أجل أن ننتقل إلى مرحلة أخرى بعيدا عن التضارب المستمر بين القوى المتنافرة والأحزاب المنشرة -والتي أصبح عددها في الليمون- وأظن صعب أن نحصيها أو نتذكر برامجها وأهدافها..علينا أن نهتم بـ”مصرنا المحروسة” التي اهتزت كثيرا على مدى العهود السابقة ولم يكن هناك اهتمام بتطوير فعلي وبإنتاج حقيقي يجعلنا نتقدم ولكن اعتمدنا كثيرا على”الكلام “في العهود الماضية-بغض النظر طبعا عن فترة بناء المصانع والمدارس والعديد من البنية التحتية التي كانت من حسنات العهد الناصري- مع التحفظ على أشياء كثيرة -وهذا ليس موضوعنا- .. كنا نتكلم كثيرا لكن فعل مفيش..”كلام وبس” على رأي “مريم فخر الدين” في فيلم “النوم في العسل” مع فارق نوعية الكلام طبعا المراد تطبيقه ..لكن حبينا نضرب مثالا..
-“حكاية شعب”.. شعب مصر الأصيل سيظل دائما موضع احترام العالم كله لأنه شعب قوامه التسامح والمحبة ..وهذا يكفى.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى