غياب الوعي , أنانيه الذات , التقليد الأعمى , والبعد عن الدين , صفات وأسباب طمست قلوب الكثير من الآباء والأمهات , وأصبحت سيفا بتارا مسلطا علي رقاب الشباب الراغبين في الزواج .
وبما أننا نعيش في أزمات اقتصاديه متعددة في جميع مناحي حياتنا , إلي جانب الأسعار التي تركب رياحا عاتية مقابله بالدخول التي تركب سلحفاة عرجاء .
وما شهدناه في الفترة الأخيرة من ظاهره التحرش الجنسي , التي طفت علي سطح مجتمعنا , ومنذره بالخطر المحدق علي مستقبل الإناث بمجتمعنا , وقامت لها الدنيا ولم تقعد , وأصبحت حديث الساعة ووسائل الإعلام المختلفة , مطالبه المسئولين بتوقيع أقصي عقوبة علي هؤلاء المتحرشين , وإعدامهم في ميدان عام , ليكونوا عبره لمن تسول له نفسه القيام بمثل هذه الجريمة الشنعاء التي يندي لها الجبين .
وأري من وجهه نظري : أن ظاهره التحرش الجنسي التي ظهرت مؤخرا بمجتمعنا , هي ناقوس خطر بدأ يدق أبوابنا جميعا وبعنف لنفيق ونبدأ في علاج هذه الظاهرة الدخيلة علي مجتمعنا , وذلك بتحديد أسبابها الرئيسية .
وللأسف معظمنا مشتركين في ظهور هذه الظاهرة .
ولنبدأ سويا بالأسرة المصرية التي اتصفت عبر التاريخ بالتدين والحياء والآصاله والكرم والتسامح والخير , وللأسف طرأت علي بعضها في وقتنا الحاضر عادات وتقاليد مصطنعه وهدامة , وضعتها هذه الأسر أمام الشباب الراغبين في الزواج من فتياتهم , مطالبه هؤلاء الشباب بنفقات ومهور مرتفعه لإتمام مشاريع الزواج , وأصبحت هذه المتطلبات حجر عثرة أمام الشباب حال دون إتمام عمليات الزفاف .
ونتيجة ذلك عزف بعض الشباب عن الزواج والدخول في دروب ومنعطفات خطره , فأدمن بعضهم المخدرات وعكفوا علي البحث عن المتعة الحرام .
وعلي الجانب الآخر تفشت ظاهره العنوسه بين الفتيات , ومع الحرية بمفهومها المغلوط وغياب دور الرقيب الصارم لرب الأسرة ووجوده خارج البيت لساعات طويلة بحثا عن لقمه العيش , وخروج الفتيات بملابس ذات تصميمات دخيلة علي مجتمعنا تكشف أكثر ما تستر من أجسادهن .
وفي المقابل شباب تأخر سن زواجهم كثيرا , إلي جانب المارد القابع بأجسادهم في صوره رغبات مكبوتة , والمخدرات التي لعبت بعقول بعضهم .
إذن ماذا ننتظر ..؟؟ .
أنا لا أبحث عن مبررات لهذه الجريمة الشنعاء , ولكني أوضح الأسباب التي أزاحت ستار العفة والحياء عن وجوه هؤلاء المتحرشين ودفعت بهم إلي هذه الهمجية والسيل الجارف لكل هذه القذارة .
أعيب علي وسائل الإعلام المختلفة كل هذا الضجيج الذي أحدثوه في متابعتهم لهذه الظاهرة , وإبراز مجتمعنا بهذه الصورة الهمجية والوحشية أمام العالم , مع عدم طرح الحلول المناسبة لعلاج هذه الظاهرة .
لماذا نبكي علي اللبن المسكوب دائما دون النظر في أسباب انسكابه ..؟؟.
لماذا لا تأخذنا الشفقة والرحمة ببعضنا البعض ونتقي الله في أنفسنا وأولادنا ..؟؟.
يجب التمسك بتعاليم ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا الجميلة , ونبذ كل التقاليد والعادات الدخيلة المشوهة لمجتمعنا , ونأخذ من سلفنا الصالح القدوة الحسنه , ونيسر أمر زواج أبنائنا , وأن يكون سيدنا محمد ” صلي الله عليه وسلم ” قدوتنا الحسنه , فقد كان ينام علي حصير يترك أثرا واضحا في جسده الشريف .
إن الملاذ والخلاص لكل مشكلاتنا هو في الرجوع إلي الله . فالله سبحانه وتعالي لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم .
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون