ط
مقالات نقدية

العودة إلى قيمنا الأصلية فى ظل العدالة . بقلم الكاتب / فوزى فهمى محمد غنيم

فوزى فهمى

ما الذى يمكن أن يعنيه فى قليل أو كثير تدمير هذا المجتمع حيث يؤول هذا الدمار إلى أرقام تراكمية لأرصدتهم فى البنوك وإلى القدرة الكبيرة على استهلاك المزيد من المتع التى تستهلك ثوانيها أعماراً كاملة من حياة البشر . ما الذى يمكن أن يعنيه ذلك لهؤلاء الذين يخطون فوق دموع الناس ويغتسلون بدمائهم . إن كل شىء لديهم مباح ، هؤلاء الأشخاص الذين يدفعون النقود للأطفال ، ويتم إستغلال الأطفال فى أعمال عنف وتخريب وحرق وتدمير العديد من المنشآت الحكومية والخاصة ، وهو ما تسبب فى خسائر فادحة لمصر . الأستغلال السياسى لأطفال الشوارع ، الذى يصل عددهم فى مصر ، إلى ما يزيد عن مليون طفل . إن استغلال أطفال الشوارع فى التظاهرات والوقفات الاحتجاجية ، اغتيالا معنويا للطفولة البريئة ، وجريمة انسانية فى حق الوطن ، وشحن الاطفال بمشاعر العداء تجاه مجتمعهم ، لتحقيق مآرب ومصالح خاصة ، مما يشكل نذير خطر فى جسد الوطن ، وتسليمه إلى جيل لا يستطيع بناء وطنه ويفتقد الانتماء والولاء للمجتمع ، وهو ما يتناقض مع التربية السلوكية التى دعا إليها الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم . لا قيمة لا حقيقة لا صواب لا هدف إلا ما ينفعهم أو يعود عليهم بالفائدة ، كل شىء لديهم مباح من نهب ثرواتنا ، إلى إحراق دمائنا غيظاً فى مصــر وكافة البلاد الإسلامية الفقيرة إلى التلذذ بامتصاصها فى بطء . لقد صار الفساد ينتشر كالطاعون بين الأجهزة الحكومية وغير الحكومية وصار من المألوف جداً قراءة ما تنشره الجرائد عن انحرافات كبار المسئولين كوكلاء الوزارات ورؤساء البنوك – وتعاونهم مع الرأسماليين وما يقتضيه ذلك من استغلال نفوذ ورشوة ومحسوبية واختلاس . إن كل الأشياء تحولت إلى سلع وبذلك اختزلت كل الرغبات البشرية إلى أرقام نقدية . ولا يهم فى سبيل الحصول على هذه الأرقام أى شىء ، بل إن حياة البشر نفسها لم تعد لها قيمة عند تجار الموت الذين يستوردون لهم الأغذية الفاسدة التى فقدت صلاحيتها للاستهلاك والأغذية الملوثة بالإشعاع الذرى القاتل . وما دامت أموالنا وخيراتنا تتدفق إلى جيوب وأرصدة رجال الأعمال الأمريكيين فى شكل أرقام تراكمية ، ولتظهر الدراسات والنظريات والمهدئات والمنومات التى تكيف هذه العمليات البشعة . كل شىء لديهم مباح وليتجرع الشباب نيران الغيظ ، أو ليسقط الضعفاء منهم فى هاوية الإحباط والكآبة وهم يرون أبسط أحلامهم بل وأبسط حقوقهم تتحول إلى مستهلكات ترفية يتمتع بها المستغلون الانتهازيون .
وبذلك نسقط فى هوة التخلف الحضارى وبدلاً من أن نتقدم إلى الأمام نجرى بخطوات سريعة إلى الوراء ، إنه مهما يكن من شىء فإننا نوقن أنه سيظل الخير فى هذه الأمة إلى يوم القيامة لكننا لا بد أن نعى جيداً أنه فى ظل المتغيرات الشيطانية الوافدة علينا فإن الأخيار المعتصمين بدينهم فى هذا العصر هم أقرب الناس إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( سيأتى زمان على أمتى القابض فيه على دينه كالقابض على جمرة من النار ) . ولن يكون هناك حل للخروج من هذا المأزق إلا بالانفصال عن عجلة القيادة الغربية والاستقلال السياسى والاقتصادى والثقافى من تبعية الغرب والعودة إلى قيمنا الأصلية فى ظل العدالة المستمدة من الإسـلام .

الكاتب / الشاعــر
بقــلم / فوزى فهمى محمد غنيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم

[email protected]

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى