سافر إلى العمل بالخارج تاركا خلفه أحلى أيام حياته وصباه وزوجة حبلى فى شهرها التاسع تنتظر الولد كم كان يتمنى لو بقى شهر آخر ليستقبلا مولودهما معا سافر وكله ألم وحسرة على تلك الأيام الغاليات ولكن ما العمل لابد من السفر ولايمكن الإنتظار أكثر من ذلك نظر إلى زوجته وهو يحزم حقائبه فأشارت إليه على حملها ورمقته بنظرة حانية شجعته على الذهاب رحل حاملا معه ذكرياته وأمنياته متوشحا بالأمل فى العودة سريعا محملا بالأموال لكى يبنيا معا حياتهما يحلم بالإستقرار ورغد العيش ليال سود وأيام طوال مرت عليه إلى أن بشروه بولى العهد وكم كانت سعادته أخذ يعد الأيام والليالى يحسب موعد عودته متسلحا بصور الصغير ثم عاد ليجد الصغير قد بدأ السير تجاهل أباه فى أول الأمر تقرب منه ببعض اللعب وكان يحمله أينما ذهب وما هى إلا أيام حتى عاد إلى عمله تاركا زوجته مرة أخرى وفى أحشائها جنينا آخر رزقه الله بطفلة جميلة وحدث معها ماحدث مع أخيها ومرت الأيام والسنين حتى أحس أنه حقق مايريد من الغربة فقرر العودة ولكن كان قد تقدم به العمر وضعف بصره وأحاطت به الأمراض من كل جانب لم ينعم بحياته وإستقراره كثيرا تزوجت إبنته وبعدها بسنة واحدة توفت زوجته فقرر تزويج إبنه سريعا من أجل أن تأتى من تساعد إبنه فى حياته أما هو فقد قرر الإعتماد على نفسه ومساعدة إبنته له من حين لآخر أنشأ شركة تجارية وكان له الإشراف فقط من أجل خبرة السنين على مايقوم به الإبن من أعمال كان يحس بإبتعاد إبنه عنه دائما ولكن كان يمنى نفسه بقربه منه فهو لم يقدم له سوى كل خير ولم يفقد لذة الحياة ونعيمها إلا من أجل أن يؤمن له مستقبله دائما فى شد وجذب لا الأب تعجبه أفعال إبنه ولا الإبن تعجبه أفعال والده إتسعت الشقة زادت الخلافات ساءت العلاقة سافر الإبن تأخر فى سفره دق الباب رسالة من الولد كان الأب متلهفا إتصل على إبنته لتقرأ له الرساله فقد كاد بصره أن يذهب ماهذا يا أبى رسالة من أخيكى لا يا أبى إنها من المحكمة محكمة أى محكمة دعوى طرد فقد باع أخى المنزل والشركة منزل شركة كيف هذا لا أدرى يا أبى سقط الوالد على الأرض وراح فى غيبوبة لم يفق منها لبضعة أيام كيف حدث هذا لقد إستغل ضعف نظر أبيه ووضع له أوراق البيع وسط أوراق خاصة بالعمل خرج الوالد من المستشفى بشلل كلى على منزل إبنته ولم تمض أيام حتى فارق الحياة هذا ما يجنيه الآباء
