ط
مقالات بقلم القراء

الغرور .مقال بقلم / شيماء عبده حرب

الغرور !

الغرور من أقبح الصفات التي غالباً ما يتصف بها الكثيرين هذا العصر ، كثيراً ما يُضحكني هذا المغرور أكثر مما تضحكني تلك النُكات !

حقيقهً كنت أُفكر كثيراً في هذا التصرف القمىء ، ما الذي يجعل شخصاً ما يظُن أنه الأفضل ؟
هل مثلاً الطين الذي خُلق منه يختلف عن الطين الذي خُلقنا منه نحنُ ؟أم أنه مخلوق من ذهبٍ عيار ٢٤ ؟
لم أجد سبباً مقنعاً حقيقة غير أنه يشعُر بالنقصِ فبدلاً من أن يُحسن من نفسه يلجأ لأضعف الطُرق وأقبحُها وهي التعالي على الآخرين !

كما فعل إبليس مع آدم ، اغترّ بنفسه وقال لذي الجلالة إنك خلقتني من نارٍ وخلقته من طين ” ، كان غروره هُنا مبني علي اعتقاد في تصوره صحيح لكنه جهل ٍ منه ، جهل بحقيقة الخلق ، إننا خُلقنا بأمر من الله ولتنفيذ أمر الله ، خلقنا الله مُختلفين في كل شيءٍ لكي نُكمل بعضُنا البعض ليس للتباهي علي الآخرين !

الغرور جهل تطفيء عتمته نور الحقيقة بداخلِنا ، هل كان يظُن إبليس أن غروره هذا سيتسبب له في خروجه من رحمة الله ؟ أظنُ أنه لو كان فكر ولو قليلاً لانصاع لأمر الله الذي يعلم ولا تعلمون !

قال تعالي ” { يٰٓأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنٰكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثٰى وَجَعَلْنٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقٰىكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }
[ سورة الحجرات : 13 ] .

ليست خلقتك الجميلة ، وليست مكانتك الإجتماعية ، وليست شهادتك الجامعية ! لكنها التقوي !
هذا فقير ، لكنه يقسم كِسرة الخُبز هذه مع صديقه فيشعُر بمذاقها وكأنه في فمه هو!
هذا أسود اللون ،لكنّ نقاء قلبه جعله الأقرب إلي هؤلاء الملائكةِ الصغار !

هذه لم تؤتَ من الجمال شيئاً ، لكنّها تقوم بين يدي الله في جوفِ الليل !
إن كنت لتتعالي عليّ ، فنافسني في الله ولا تنافسني في شيء قد منّ الله عليك به ، فهي أرزاقٌ يقسمها الله بين عباده كيف يشاء !

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى