الفنان التشكيلي محمد العزابو لهمسة المصرية : سأبقى فنانا رغم اللوبيات الموجودة في المجال الثقافي

*تونس-علي البهلول

ولد الفنان محمد عزابو يوم 8 ماى1955 بالرملة بقرقنة ولاية صفاقس واتخذ من البحر والرمال الشاطئية وحياة الجزيرة مصدرا للالهام وقد شغل الفنان محمد العزابو العديد من المناصب المهنية حيث عمل بأكبر المطابع بصفاقس كرسام ثم ترأس مخبرا بها والان يشتغل بالسيريغرافيا وبالرسم على جميع المحامل وكان أول معرض للرسام سنة 1975 في مهرجان عروس البحر بقرقنة أين تحصل على الجائزة الاولى في الرسم ولمحمد العزابو أكثر من 500 قصيدة منها أربعون أغنية تم تلحينها وقد احتفظت اذاعة صفاقس بخزينتها بأكثر من 10 أغاني والتي قام العديد من الفنانين بأدائهم على غرار جمال الشابي وشقيقه رياض الشابي ورياض بوراوي و محمد جمال اللجمي ونجاح المجادي الى جانب حسان عمارة ..وفي عيد ميلاده الستين همسة المصرية التقته وهنأته وسألته وكانت الدرشة التالية معه :
* رحلة شاسعة بين عالم الرسم وبين المعارض الوطنية لأكثر من أربعين سنة فكيف كانت الرحلة ؟
– رحلتي كانت طيبة ولكن تجربتي الفنية لم أخصص لها كامل وقتي بحكم انشغالي في العمل الغير الرسم ولكن الحمد لله وفقت نوعا ما وقمت بالعديد من المعارض ورسمت المئات من اللوحات.ومنذ الصغر كنت شغوفا بالرسم وعملت على صقل موهبتي بالمطالعة ودراسة كتب الفنون وجميع لوحاتي كانت مستنبطة من جمال جزيرة قرقنة وكانت ثنائية البحر والسماء السمة البارزة في اعمالي الفنية.وقد لقيت تجربتي الفنية تحولا من خلال التوجه الفني من الطبيعي الى الفن الوجودي من خلال معالجة قضايا عصرنا بمختلف الالوان باختلاف الرسائل المتنوعة واقولها بان الفنان الذي لا يملك رسالة لا يمكنه أن يكون فنان.وبالنسبة لحالتي الفنية اليوم فأنا أتماشى مع الثورة التونسية باعتباري فنانا مهموما في مشاكل شعبي ووطني .
* السمة البارزة في معارضك وفي لوحاتك يغلب عليها الحس الوطني مع استرجاعك للتراث القديم فهل كان الوطن والتراث مصدرا للالهام بالنسبة لك ؟
– أنا أنهل من الطبيعة فقد عشت على البحر وأين ما أولي وجهي أرى البحر وبالنسبة للتراث فمدينة صفاقس تنتمي للتراث العالمي وأنا أجدر بأن أعرّف بها لأنني منها أكون واليها أعود وبالنسبة للحس الوطني فكل فنان يذود عن وطنه وحرمة بلاده والكل منا يسعى جاهدا لاقتناص الافكار من كل الأشياء والأمكنة وبالنسبة للحس الوطني الثوري فانا لست بمنأى عن ما يتم مشاهدته الان من عمليات ارهابية ومن فقر ومشاكل وتوترات بمختلف أنواعها وكانت اخر مشاركاتي مع جيشنا وقوات أمننا الداخلي الأبي من خلال رسم لوحات تعبر عن عزيمة هذا الجيش وعن قوة الامن الوطني في الدفاع والذود عن حرمة الوطن ومن اللوحات أذكر “فداك يا وطني” والتي لقيت استحسان الجميع .
* سمة أخرى تبرز في شخصية الفنان محمد عزابو وهي الشعر ؟
-الرسم والشعر يكملان بعضهما البعض وأنا أميل الى الجنسين ومن يمتلك الشعر يمكنه أن يتمّكن من الرسم والعكس بالعكس وأقولها بصراحة ان تنوع الأجناس الفنية في شخص واحد هو نعمة من عند الله فبكثرة لغات المرء يكثر نفعه…
* 23 جويلية 2016 سيكون الانطلاق الفعلي لصفاقس عاصمة للثقافة العربية فاين انت من هذا الحدث ؟
– طبعا سأكون حاضرا كرسام تونسي ابن جهة صفاقس وبالنسبة كشاعر سأكون حاضرا وبالنسبة لهذا الحدث فهو قريب جدا والتمس من السلطات الاسراع بتنفيذ ما وعدت به لأن الوقت يمضي بسرعة واتمنى أن يتلاشى كابوس تهميش الثقافة وتهميش المثقفين وانا شخصيا لم أجد الدعم من سلطاتنا الثقافية
* كيف ذلك ؟
-رغم تنوع المعارض التي قمت بها فلم أجد ولو شخصا واحدا من المسؤولين قام بدعمي فمع كامل الأسف اللوبيات موجودة في المجال الثقافي ورغم ذلك سأبقى فنانا مهما كلفني ذلك
* حكمة الفنان محمد العزابو في الحياة ؟
-نحن أصحاب الفن أتعس الناس لأننا أسعدهم .
* هل حكم على الفنان بالتعاسة ؟
-اغلب الفنانين وافتهم المنية وهم بصدد أداء أعمالهم الفنية فالفنان هو فنان لأنه يبصر ما لا يراه غيره .
* ختاما ماذا تضيف ؟
– اتمنى ان تعود الوحدة والقوة للأمة العربية مع تلاشي التمزق الحاصل .