ط
تحقيقات

القصة كاملة لاختفاء الطفلة (سما)

على مدار 3 أيام، شغلت واقعة اختفاء الطفلة “سما” الشارع السكندري، وتسابقت مواقع التواصل الاجتماعي في نشر صور التقطتها كاميرات المراقبة رفقة سيدة مجهولة لتؤكد اختطافها، قبل أن تنجح إدارة البحث الجنائي في كشف غموض الواقعة وإعادة الطفلة.

تعود بداية الواقعة، عندما تلقى قسم شرطة المنتزه أول، بلاغًا من المدعو” عبدالرحمن.أ.ش” يفيد اختفاء نجلته “سما” 9 سنوات، من أمام منزلها بمنطقة أرض الفضالي بسيدي بشر قبلي.

ووجه اللواء محمد الشريف، مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، بتشكيل فريق بحث تحت إشراف اللواء شريف رؤوف، مدير إدارة البحث الجنائي، لكشف غموض الحادث.

استغاثة الأب

“سما عبد الرحمن، ٩ سنين، من منطقة الفضالي، تغيبت اليوم ٢٢ يوليو، ترتدي إسدال صلاة لونه أحمر مشجر وشنطة بني علي الظهر.. لو حد شافها ياريت يتصل.. وجزاكم الله خيرا”.

لم يكتف الأب بتحرير البلاغ بقسم الشرطة وقام بنشر استغاثة على صفحة موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، جرى تداولها على نطاق واسع، بحثا عن الطفلة المفقودة.

كاميرات المراقبة

وفي اليوم التالي، كانت المفاجأة بتداول مقطع فيديو التقطته كاميرات المراقبة بأحد المحال تظهر فيه الطفلة تسير مع سيدة مجهولة بشارع القاهرة المجاور لمنزل والدها، ما جعل البعض يعتبرها واقعة اختطاف.

“سما موجودة في منطقة الزراعيين بالكيلو 21 غربي الإسكندرية” اتصال تلقته أسرة “سما” لتسرع إلى المكان المذكور، إلا أنهم اكتشفوا مفاجأة حين وجدوا المذكورة طفلة أخرى تائهة تحمل الاسم نفسه.

سيدة دكرنس

لم يرحم مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي أسرة “سما” بعدما قاموا بنشر صورة سيدة أخرى – كانت قد ألقي القبض عليها في واقعة اختطاف طفل بمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية- مؤكدين أنها نفس السيدة التي ظهرت سما رفقتها في كاميرات المراقبة، وهو ما تبين عدم صحته.

ما يجرى تداوله من معلومات عبر صفحات “الفيسبوك” لم يشغل مباحث قسم شرطة المنتزه أول، عن عملهم على عدة محاور؛ شملت استجواب والد الطفلة التي كانت تقيم بصحبته بعد انفصاله عن والدتها، وزوجة الأب، وشهود الواقعة من الجيران، فضلا عن تفريغ كاميرات المراقبة.

رسائل والدة سما

وفي مقطع فيديو بثته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجهت والدة “سما” رسالتين الأولى للسيدة التي ظهرت “سما” برفقتها قالت فيها:” أنا بناشد الست اللي خطفت سما.. بالله عليكي سيبيها في أي مسجد أو أي كنيسة .. مش هأذيكي مش عايزة منكم أي حاجة غير تسيبوها”.

أما الرسالة الثانية، فتضمت شكر لقوات قسم شرطة أول المنتزه لجهودهم في البحث عن ابنتها، مؤكدة أن الطفلة الموجودة بمنطقة الزراعيين ليست ابنتها، بقولها: “أنا روحت الزراعيين لقيت بنت تانية حاولت أوصلها لأهلها علشان ربنا يرجع لي بنتي”.

معاملة سيئة

وفي رواية أكثر دقة للحظات اختفاء سما، أكدت الدكتورة “آية رحال”، ابنة خالتها أن سما اختفت في تمام الساعة التاسعة والنصف صباحا من منزل والدها بمنطقة الفضالي، قائلة: “والد ووالدة سما منفصلين منذ سنوات.. وسما تقيم مع والدها رفقة زوجته”.

وتابعت”رحال” : “سما كانت تشكو من سوء معاملة زوجة أبيها ووالدتها لم تراها منذ 5 أشهر”، مشيرة إلى أن والدتها تلقت اتصالاً من والدها يخبرها بنزول ابنتها لشراء حلوى من الشارع واختفت.

مفتاح اللغز

وبعد جهود مكثفة، نجح فريق البحث الذي قاده المقدم عبدالحميد السكران، رئيس مباحث قسم شرطة أول الرمل، في تحديد شخصية السيدة التي ظهرت في الفيديو، وتبين أنها ربة منزل، مقيمة بمنطقة الفلكي.

وعقب تقنين الإجراءات وضبط السيدة المشار إليها وإعادة سما، قالت إنها تصادف مرورها صباحا بمنطقة أرض الفضالي فشاهدت الطفلة في الشارع تبكي وأخبرتها أنها تعيش بصحبة زوجة أبيها التي تسيئ معاملتها لذا قررت ترك المنزل بعدما جمعت بعد أغراضها في حقيبة “ظهر”.

وأضافت ربة المنزل أمام ضباط المباحث أنها اصطحبت الطفلة بحسن نية إلى منزلها لحين إعادتها إلى أسرتها مرة أخرى، إلا أن مرض طفلتها حال دون الإسراع في ذلك، وفوجئت بعد مرور يومين من خلال الجيران بتداول صورة طفلة تائهة تبحث عنها أسرتها فقررت تسليمها لقسم الشرطة.

تحرر محضر بالواقعة بقسم شرطة أول المنتزه، وباشرت النيابة العامة التحقيق.

زر الذهاب إلى الأعلى