محــاورة بين طالب العلـــم وسيـــد متقـــن لجواهــر العلــــم
بيـــن الأرض والبشـــــــــر
ســـألــتُ في حيــرةٍ والصمـــتُ يلفحـُنـــي
تعجُّبـَــاً أيـــن ســـرُّ الأرض ِفي البشــــــر ِ
أجابني سيِّــدي في الروح ِمُبتهجـــــــــــا ً
الســـرُّ يكمُــنُ في الرؤيـــا وفي النظـــــر ِ
والأمـــرُ في عمقـِــه ما أينعـَــتْ رئــــــة ٌ
تعـــدَّدَتْ في صــداهـــا حالــة ُ الصـــُّــــوَر ِ
فقلــتُ: يا سيـــــِّـــــدي كيفَ البلوغ ُإلى
أعلى المراتبِ في دُريــَّــــــــة الأثـــــــر ِ
أجابني : في ضياءِ الروح ِ مرتبــــــــة ٌ
وفي صفـــاءِ الرؤى أو غيبةِ الكـَـــــدَر ِ
الجسمُ من طينـــةٍ معجونــةٍ لغـــــــــة ً
صلصالـُهـــا معـــدنٌ للجوهــَـر ِ النـَّضـِـر ِ
والجســمُ مِنْ نطفـــةٍ من مضغــةٍ جُبلتْ
أعضاؤه في ديار الحــقِّ والعِبـــــَـــــر ِ
أينَ التشــــابهُ بيــن المــرءِ في دمـِـــهِ
وبيـــنَ ريــح ِ المـــدى والنـــار ِ والقمــَـــر ِ
أجابَ : إنَّ مزاج َ الناس ِ ما اجتمـــــعَتْ
تلك العنــــاصرُ في تركيبــــةِ البشــــــر ِ
فالريــحُ أنفاسُنـــا والنـــارُ غضبتـُنـــــــا
والعيـــنُ تنظـــرُ مِنْ نجــم ٍ ومِن قمـــــر ِ
والمعنـــويَّة في الأعمـــاق ِترسمُهـــــا
أنامــلُ الجــذر ِ تجسيـــدا ً لمُبتكـــَـــــــــــر
سألتــُـه أينَ إبليــس وأيــنَ صَحـَـــــتْ
تلك الخطيئــــة ُفي تدوينهـــــا البشــــري
أجابني : إن إبليساً يقيــمُ علــــــــــــــــى
نفس ٍ تجــوبُ ديارَ الكفــر ِوالشـــــــرر ِ
إبليس في كل بيتٍ لمْ يطــأهُ هـــــــــدىً
في عمقــِـه الشـــرُّ مغموسٌ مع الخطـــــــر ِ
فقلــتُ : من ذا سيبقـــى ســــاطِعـــا ً أبــــداً
بينَ الخــــلائــــق ِبعـــدَ المــــوتِ والسفــر ِ
فقــال : منْ كانَ في العرفــان ِمُرتقيــــــــاً
ومن يعيــشُ لأجــل العلـــــم ِوالــــــــــدرر ِ
عـشْ في سمـُـوِّكَ مجبــولا ً بمُعتـَقــــــــــــدٍ
يجــلُّ عنْ مفـــرداتِ الوهـــــم والحــــــــذر ِ
وخُــضْ غمــارَ الرؤى منْ دون ِتـــأتــــأة ٍ
تنــلْ رياضَ حيـــاة مذهــــــــل ِالأثــــــــــــــــر ِ
فقلــتُ : ما الجنـَّـة ُ المثلــــى لجوهـــرنــــا
فقال : معـــرفة ٌ مكنـــــونة ُ العبـــــــــــــــــر ِ
فقلـــتُ : يا سيـــدي أفصـَــحتَ عـــنْ دُرر
وخضْــتَ في جوهــــر ٍأنـــوارُه قــــَـدَري
أستــودعُ الله روحـــا ًفي تأمُّلِهــــــــــــا
تلغــي الأخاديــــدَ تمحـــو لهجـــة َ الحُفـــر
العلــمُ والصفــو مرســـاة ٌ لمـــَـن عشقــوا
سفينـــة َ الحـــقِّ في إبحـــارها العطــــــِـــر ِ