القَلْب البَتول.مسابقة الشعر العمودى بقلم د. أحمد الريماوى من فلسطين

مسابقة الشعر العمودي

القَلْب البَتول

يا صاحِ دَعْني في حِمَى الإشْــراقِ
أَصْــبو لِنورِ الوَجْــدِ والإطْــلاقِ

مُتَجَرِّداً أَرْجُو المَثُوبَةَ لا أَعِــي
إِلاّ رَفيـــفَ الآهِ والأَشْــــواقِ

أَنا أَحمـد الوَلْهانُ أَنْـهَلُ مِن شَـذا
كَـرْمِ المَحَـبَّةِ، مَـــنْبَتِ الأَذْواقِ

أَنا أَحمـد الهَيْـمانُ أَزْرَعُ لَهْـفَتـي
في حَقْلِ شَهْدي، شُــعْلَةَ العُشَّــاقِ

جَـدَّفْتُ في بَحْرِ الهَـوَى بِتَأَوُّهـي
قَصْـدي مَحــارَ لآلِئِ الأَعْـمــاقِ

هذا بُـراقُ الوَصْلِ هَـلَّ مُبَـكِّراً
مَنْ ذا يَطالُ مع النَّــوَى آفاقـــي؟

أَسْـرَجْتُهُ بِتَهَجُّـدي وتَوَحُّـدي
وتَزَهُّـدي للواهب الخَــــلاَّقِ

يَمَّمْتُ أَزْرَعُ في بِطاحِـيَ أَنْجُــماً
رَوَّيْتُـها بالدَّمْــعِ مِنْ أَحْداقــي

شَــتَّلْتُ أَذْكاري بِرابِيَةِ الجَـوَى
أَسْـقَيْتُها مِنْ أَنْبَــلِ الأَخْــلاقِ

شَـجَّرْتُها في واحَـةٍ عُلْوِيَّـةٍ
أَنْعَشْـتُها بِسَـحابَةِ الإغْـــداقِ

يا حادِيَ الرُّوحِ ابْتَدِرْ لَحْنَ الرُّؤَى
واصْـدَحْ بِهِ للمُدْنَفِ التَّـــوَّاقِ

واعْصِـرْ ضِـياءَ تَبَتُّلي وتَوَسُّلي
وتَذَلُّلــي للخــالِقِ الــرَّزَّاقِ

عَلَـمُ المَـحَبَّةِ رَفْـرَفَتْ أَلْوانُهُ
بِسماءِ رَمْـزِ شُـروعِهِ الخَــفَّاقِ

سَـلَّمْتُ أَمْرِيَ للذي فَطَرَ الحِجَى
نَثَرَ الدُّجَى سَكَبَ الشَّجَى المِهْـراقِ

أَزْهَـرْتُ بالنَّجْوَى بَيادِرَ طاعَتي
وسَـكَبْتُ في صَـدْرِ التُّقَـى مِيثاقي

أَعْلَنْتُ في زارِ الشُّـهودِ تَنَصُّـلي
مِنْ عـالَمِ الأَنْسـابِ والأَعْــراقِ

ونَقَشْتُ أَوْرادي على صَرْحِ الصَّفا
فَتَبَسَّـمَتْ مِنْ هِمَّـتي أَوْراقـــي

حَصَّـنْتُ نَفْسِـيَ مِنْ لَظى الإِزْهاقِ
وحَمَيْتُــها مِنْ أَعْـيُنِ الإِزْلاقِ

ورَقَيْتُـها بالذِّكْرِِ مِنْ شَــرِّ الأَنا
أَنْقَذْتُـها مِنْ مَهْـمَهِ الإِغْــراقِ

أَعْلَنْتُـها أَنَّ المَحَبَّـةَ سِـــرُّها
صَـقْلُ القُلوبِ بِمَـعْدَنِ الإِنْفـاقِ

قَلْبي البَتُـولُ إلَيْكَ سِـرُّ تَقَرُّبـي
روحـي تَجَلَّتْ في رُبا الإِعْـتاقِ

سُـبْحانَ مَنْ أَسْـقَى بِماءٍ واحِدٍ
كُلَّ الخَلائِـقِ، يا لَهُ مِنْ ســـاقِ

خَلَقَ المَشـارِبَ والمَآرِبَ، لا نَرَى
إلاَّ اخْـتِلافَ الشَّــكْلِ والأَذْواقِ

سُـبْحانَ مَنْ بَثَّ النَّدَى خَلَقَ الرَّدَى
شَـرَعَ الهُدَى في ظُلْمَـةِ الفُسَّـاقِ

سُـبْحانَهُ مِنْ قادِرٍ
يُحْـيي ويُفْـني كَوْنَهُ
سُبْــحانَهُ مِنْ باقِ