مسابقة القصة القصيرة
الاسم / محمد حسن عبد العليم عمار
الكفـن
محمد حسن عبد العليم
– غريبة هذه الدنيا.
– غريبة؟! وما هو وجه الغرابة فيها؟
– لقد خلقنا، وسندفن مع أحد الموتى بعد ساعات معدودة.
– كل مخلوق في الدنيا له نهاية، وعندما تأتي النهاية، فلا مهرب منها..
– لكننا يا أخي لم نسعد بالحياة بالقدر الكافي حتى نغادرها.
– هناك أطفال لم يتعد عمرهم ساعة، ويتوفاهم الله، فانظر إلى نفسك باعتبارك طفلاً من هؤلاء الأطفال.
– لكني أحب الحياة.
– أنت في البداية كنت خيطًا، ثم صرت كفنًا ناصع البياض، هذه هي كونيتك، ولهذا السبب خلقك الله، فلا تعترض.
– أنا لا أعترض على شيء.
– هذا جميل، المهم الآن أن تدعو الله معي أن تكون مع رجل صالح، حتى لا تتعذب معه.
– يا رب، ارزقني برجل صالح.
دقائق معدودة، ودخل رجل إلى محل الأكفان ليبتاع واحدًا، فسأله صاحب المحل وقال:
– لمن يكون هذا الكفن؟
قال له الرجل بصوت به شجن:
– لابن شقيقتي، يبلغ من العمر حوالي عشرة أعوام.
قال صاحب المحل بصوت مسموع:
– سبحان من له الدوام.
ابتسم الكفن لأخيه عندما رأى صاحب المحل ينظر إليه، وقال:
– الحمد لله يا أخي.. سأكون من نصيب طفل صغير، والأطفال أحباب الله.
امتدت يد صاحب المحل لتأخذه وهو يقول لأخيه:
– الوداع يا أخي العزيز.