ط
الشعر والأدب

الكليم الثانى . قصيدة للشاعر / فارس دعدوش . سوريا

الكليم الثاني
****
وَ كأنّهُ
اشتاقَ النسيمُ لزوجِهِ
و انزاحَ عنهُ الكبرياءُ..
داعبَتْ يدهُ ضفائرَ روحِها
وَ تبسَّمَ الآنَ الوفاءُ….
زوجُهُ عادَتْ لِتضحكَ حينَها
وَ تفاجئَتْ
أنْ كلَّما ابتسمَتْ تسيلُ بثغرِها
تلكَ الدماءُ….
آهِ يا شامَ النسيمِ ..
و يا نسيمَ الشامِ كمْ قدْ عافَ حاضرَنا الهناءُ !…
لا تخافي يا ابنتي
يا شامُ لن يفنى التبسُّمُ لحظةً
لو كانَ يقهرُنا البكاءُ…
موطني
يا أيُّها الشيخُ الذي آذاهُ تاريخُ الشبابِ…
ذقنُكَ ابيضَّتْ
و أكذبُ إنْ نسبْتُ الياسمينَ لِلونِها
لكنَّهُ لونُ الضبابِ…
موطني
ما نفعُ شعري إن رأيتُكَ باكياً
هشّاً .. ضعيفاً … بائساً
تمضي و توغلُ في العذابِ…
موطني
للهِ أنتَ …. و لا أرى
شِعري يردُّكَ للصوابِ…
فاستعرْ قلمي
و خذْ عكّازتي
و امش الهوينا إنني
أعطيكَ يا وطني يا شبابي..
يا بطلْ
هابيلُ ماتَ و لم تزلْ
سكّينُ قابيلٍ تعربدُ بينَنا
منذُ الأزلْ
و غرابُ داعشَ خائفٌ
يرعى البقيّةَ من أخيه و يرتجي
قبراً بلا أدنى خجلْ
و يظنُّه فحوى جهادِ الأنبياءِ و إنَّهُ
مما جناهُ لنا هُبلْ
ها با بطلْ
هذي جهنُّمُ أُزلِفتْ لعهود دينٍ لم يمت في مَنْ له حقّاً تَولْ
و أبو هريرةَ ينقلُ الأحداثَ عن ماضٍ تولّى و ارتحلْ
و يريدُ معرفةَ الضحيّةِ بينَنا
كيْما يحاسبَ من قتلْ
يا موطني
ما نفعُ تحكيمِ القضاةِ بموتِنا
إنْ كان قاضينا هُبلْ !
و يقولُ رحمنُ السماءِ و أرضِها :
و إذا حكمْتُمْ فاحكموا بالعدلِ يا أهلَ الوصاية
قلْتُ : يا ربي وصايتُنا على مَنْ !
قال : موروث الولاية
و استمرّتْ تِلْكُمُ الحربُ الضروسُ و لم تجدْ مِنّا كفاية
و القبائلُ شاهراتٍ سيفَها
و لكلِّ حزبٍ من قريشٍ رايةٌ تغتالُ راية
آهِ يا اللهُ…
قال اللهُ ….
طائفتانِ من أهلِ الإمانِ تقاتلا فَلْتُصلحوا ….
قلْتُ : الصلاحُ غدا رواية
و اعتلى في منبرِ الإصلاحِ قومٌ يتقنونَ خطابةً
و تغيبُ عن فمِهمْ دراية
و الوجاهةُ شأنُهم
و المالُ للمتذبذبينَ يفوقُ فينا كل غاية
قال ربي :
الكاظمينَ الغيظَ و العافينَ عن ذنبِ الولاةِ ….
قلتُ : تاريخُ الولاةِ مفارشٌ تعلو مفارشْ…
و العروشُ كأنّها
أنثى تمارسُ فعلَها الوقحَ الشنيعَ بطائشٍ من بعدِ طائشْ…
منذُ أنْ خلقَ الرحيمُ عروبتي
و أنا أرى في كلِّ عهدٍ فرقةً
تبدو كداعشْ
قال ربي :
الكاظمينَ الغيظَ و العافينَ عن ذنبِ الولاةِ ….
قلتُ : تاريخُ الولاةِ مفارشٌ تعلو مفارشْ…
و العروشُ كأنّها
أنثى تمارسُ فعلَها الوقحَ الشنيعَ بطائشٍ من بعدِ طائشْ…
منذُ أنْ خلقَ الرحيمُ عروبتي
و أنا أرى في كلِّ عهدٍ فرقةً
تبدو كداعشْ
قالَ ربُّ الناسِ … أنْ
هيّا أعدوا ما استطعتم من رباطِ الخيلِ و العُتَدَ الرهيبة
قلتُ : ترجمُنا صواريخُ العداةِ و إنها
اتخذت عباءتنا حبيبة
و الردى نقش الخيوط بثوبنا
حتى اصطفى منا الشبيبة
قال : همْ أحياءُ عند اللهِ يرزقُهم رفاقا
لا تسلْ عنْ حالِهم
فاللهُ نورُ الصاعداتِ من السماواتِ التي تعلو على الدنيا طِباقا
رافعاتٍ ذنبَ أهلِ الأرضِ بالحسنى وعفوُ اللهِ أشبعَهم عِناقا
و اصطفى اللهُ ابنَ آدمَ سيّداً و أحالَ آدمُ وِلدَهُ للسابقينَ له عبيدا
لا عدالةَ في الهدى
إنْ لمْ يكنْ ربُّ الهدى في الناسِ يا دنيا شهيدا
قف هنا
قد مرت الحسناء عفو الخاطر المكسور وانزاح الستار
بلغوا عنها إذا ماتت وصية دمعها كي يحزن الآن الصغار
بلغوهم أن زهر الياسمين مفتح
والليل من انعتاق ظلامه لا شك يمحقه النهار
*****
بقلم: فارس دعدوش

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى