ط
مقالات بقلم القراء

اللامبالاه ..خاطرة بقلم / أميرة إبراهيم

‏‎اللامبالاة حسب علم النفس هي حالة وجدانية سلوكية معناها أن يتصرف المرء بلا اهتمام في شؤون حياته أو حتى الأحداث العامة كالسياسة وإن كان هذا في غير صالحه. مع عدم توفر الإرادة على الفعل وعدم القدرة على الاهتمام بشأن النتائج أو هي قمع الاحاسيس مثل الاهتمام والاثارة والتحفز أو الهوى، فاللامبالي هو فرد لا يهتم بالنواحي العاطفية أو الاجتماعية أو الاقتصادية وكذلك قد يبدي الكسل وعدم الحساسية وقد يكون هذا التصرف جراء عدم قدرة المرء على حل المشكلات التي تواجهه أو ضعفه أمام التحديات إضافة إلى استخفافه بمشاعر الاخرين أو باهتماماتهم الثانوية كالطموح والامال والهوايات الفردية أو المشاعر العاطفية المختلفة كالحب والكراهية والخصام والحسد وغيرها إذ أن اللا مبالي لايجد اي فرق بين كل تلك المشاعر وان لم يبد هذا الامر صراحة امام الآخرين ،، أول من انشأ مصطلح السلبية أو اللامبالاة هم الرواقيون انطفاء المشاعر بسبب سيادة العقل و دخلت اللامبالاة الفكر الديني على يد شخص هو الذي اعتمد المصطلح للتعبير عن الازدراء من جميع الشواغل الدنيوية حالة من إماتة الجسد اوضح ان موت الديموقراطية هو بسبب اللامبالاة السياسية يقول اللامبالاة ممكن اعتبارها عرض أو متلازمة أو مرض ،، يعرف بعض المتخصصين في علم النفس اللامبالاة بأنها شعور يشبه تماما الوقوع في الحب. فخوض تجربة اللامبالاة هو السبيل الوحيد لمعرفة ماهية هذا الشعور مثله مثل الحب. ومن المفارقات التي تجعل من اللامبالاة (الفتور أو عدم الاكتراث) إحساسا فريدا من نوعه هو أنه شعور اللاشعور أي أنه تعبير جامد عما يمكن أن يعانيه الفرد كرد فعل على خسارة شيء مهم في حياته أو افتقاده الدافع والمحرك لفعل شيء أو حتى انتظاره وترقبه وخاصة حين تركن المشاعر في زاوية بعيدة عن النفس وتقفل أبوابها عليها فتترك تعبيرا بليدا على ملامح الوجه ،، تؤكد الأبحاث النفسية الحديثة أنه يتوجب على أي شخص أن يعيش مشاعر معينة خاصة بشيء ما وأن يدخل في مرحلة التجربة الفعلية كي يقيم شعور اللامبالاة من وجهة نظره الشخصية ويحاول وفق ذلك، التعامل معه وتوجيه سلوكه من وحي شعوره هذا ،، أن مع الشعور باللامبالاة فإن الأمر يختلف بعض الشيء فهو يشبه شعور الواقع تحت التخدير وقد لا نتعرف عليه أو نميزه بالرغم من تجربتنا له وهو أيضا شعور مرادف لعدم الاكتراث وعدم الاستجابة للأشياء أو الأشخاص والانفصال عن الواقع ،، وبدورها تستنزف ردود الأفعال هذه طاقتنا الحيوية فتولد إحساسا بالفتور السبات العميق وإنهاكا نفسيا وجسديا يشبه الشلل الذي يمنع القيام بعمل ما أو حتى يقتل الرغبة في القيام بأي شيء ولهذا، يسهل أحيانا التعرف على الأشخاص اللامبالين بسبب سلبيتهم الواضحة حيث يفتقدون إلى الدوافع والأهداف والاهتمام بمواجهة تحديات الحياة المختلفة فهم لا يهتمون كفاية أو لا يهتمون على الإطلاق وفي كل مرحلة من مراحل حياتنا قد نطرق هذا الجدار المزعج مرة أو مرات عدة ولهذا يتوجب علينا معرفة الأسباب وكيفية التعامل مع هذا النوع من “اللاشعور”. وهل يتوجب علينا أن نركن للامبالاة إذا ما داهمتنا أم نحشد دفاعاتنا النفسية لمواجهتها والتخلص من تأثيرها السلبي علينا؟
تغيير نمط التفكير والتغلب على التصورات الخاطئة عن قيمة الذات من الخطوات الأساسية لعلاج اللامبالاة ،، وبغض النظر عن المسببات فإن العامل المشترك هو فقدان الشخص لأسباب سعادته أو فشله في أمر حيوي وأساسي كفقدانه مثلا الإيمان بأشياء كان يؤمن بها ويعلق عليها آماله وخاصة في ظل عدم وجود الرغبة والدافع لتحقيق شيء بديل أو تعويض هذه الخسارة إذا أن الطاقة العقلية والجسدية تستنفد تماما مع ما يرافق شعور اللامبالاة أو الفتور من حدوث اكتئاب حاد قد يعطل بدوره أي استجابة لفعل شيء أو لتغيير واقع غير مرغوب فيه ،، اللامبالاة من أبغض الأخلاق الاجتماعية إنها تعني الفوضى وعدم الاهتمام، وتعني الكسل، وتعني الأنانية، وتعني هدر الحقوق، وباختصار تعني “اللاحضارة” و”اللاالتزام”، وبينه وبين “اللامسؤولية” عموم وخصوص ،، وقد تحدث الناس عن الثقلاء وعن البخلاء كأمراض اجتماعية غير مقبولة في المجتمع ولكن خلطوا مع ذلك الهزل والطرفة ولا أعرف أحدا خص خلق اللامبالاة بكتاب ،، مع أنه يستحق ذلك وأكثر على ألا يكون ذلك من باب الطرفة والنكتة ،، وفي مجتمعاتنا كثيرون من أمثال هؤلاء ولو تتبعت أخبارهم وآثارهم منذ أن التقيت بهم وعددت جوانب لامبالاتهم وضررهم على المجتمع لأتى ذلك في كتاب مه فإنه مرض فتاك حقا وعنوان ضخم من عناوين التخلف وهذا الضرر يتبين في جوانب الحياة كلها بحسب مواقع اللامبالين في المناصب المتعددة والمختلفة التي اعتلوها في الدولة والمجتمع ………..

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى