اللامنطق فى أغنية إنت معلم بعد تجاوز عدد مشاهديها 100 مليون فى 3 شهور
22 أغسطس، 2015
0 352 دقيقة واحدة
كتبت / أمنية محمود
لا أحد ينكر نجاح أغنية الفنان المغربى سعد المجرد «إنت معلم»، كلمات وألحان وتوزيع جلال الحمداوى، فى جميع الدول العربية، حيث حققت المعادلة ونجحت كأغنية وكليب بشكل لافت، وبالمصطلح الموسيقى يمكن أن نطلق عليها أغنية «ضاربة» وليست ناجحة فقط، لكننا يجب أن نتوقف عند الرقم الذى حققته هذه الأغنية فى عدد مرات المشاهدة على اليوتيوب منذ طرحها رسميًا فى 2 مايو الماضى 2015، وهو رقم الـ 110 ملايين مشاهدة فى 3 أشهر وعدة أيام، وهو رقم صحيح لكنه غير منطقى، فهناك مبالغة زائدة فى هذا النجاح قد تفسده مع الوقت، وإذا أردنا أن نبحث عن دليل لذلك فليس هناك مثل أقوى من أغنية «بشرة خير» التى تم إصدارها فى 16 مايو 2014، و«كسّرت» الوطن العربى بل وتخطت حدوده فى نجاحها، وتم استنساخ العديد منها بشكل كوميدى بسبب نجاح فكرة الكليب الذى اعتمد على الرقص، إضافة إلى الأغنية نفسها التى غناها النجم والفنان الإماراتى حسين الجسمى، ومع كل هذا النجاح المستمر حتى الآن لأغنية «بشرة خير» فإنها حققت فقط منذ أيام الـ 101 مليون مشاهدة، أى بعد عام و3 أشهر. وهنا المنطق يقول إن الرقم صحيح وحقيقى لمعدلات تأخذ وقتها الطبيعى فى المشاهدة، وهو الأمر الذى يدور فى كواليس الوسط الموسيقى وعالم السوشيال ميديا والديجيتال، حول مسألة أن هناك شركات متخصصة لزيادة وشراء أعداد المشاهدة. الشارع والمحلات والكافيهات هى المقياس الحقيقى، وأحد المؤشرات المهمة على نجاح أى أغنية، وبالنسبة لحالة «إنت معلم» فإن الأغنية موجودة وبقوة، لكن المنطق يقول أيضًا إن أغنية «إنت معلم» ليست بالأغنية الأسطورة، أو التى ليس لها مثيل حتى تحقق هذه النسبة العالية من المشاهدة فى وقت قياسى جدًا، والتى لم تصل إليها أى أغنية لنجوم آخرين لهم اسم فى عالم الغناء، وهو ما يجعل الرقم الذى تخطى الـ110 ملايين مشاهدة رقمًا صحيحًا لكنه غير حقيقى، رغم أنه لا جدال على نجاح أغنية «إنت معلم» فى كلامها الخفيف، ولحنها البسيط، وتوزيعها الراقص، وكليبها المبهج على المستويين الفنى والجماهيرى، لكن فى النهاية المبالغة غير المفهومة فى نجاح الأغنية قد تفسدها، وفى نفس الوقت يضع علامة استفهام حولها. يبقى أن نقول إن سعد المجرد فنان مغربى وعربى ناجح، وله جمهوره، ووصل بأغنياته وكليباته وطريقته إلى كل الناس، ولا يحتاج نجاحه إلى إثبات، فالناس تردد أغنياته وتحفظها وتحضر حفلاته، فالنجاح كلما كان طبيعيًا كان صادقًا ولا حاجة لتفخيمه.