ط
أخبار متنوعة

المائدة المستديرة الأولي للجنة الحريات بنقابة اتحاد الكُتَّاب

كتب: عبدالناصر الجوهري

عقدت لجنة الحريات باتحاد كتاب مصر بالأمس الاثنين في السابعة مساء بقاعة الاجتماعات مائدة مستديرة لبحث مآلات صفقة القرن المزعومة تحت عنوان دلائل الممانعة وخيالات الانكسار، شارك فيها مجموعة من المهتمين كل في مجاله ما بين التاريخي والأدبي والسياسي والواقعي والثقافي والاقتصادي، مجتمعين على استشراف مستقبل القضية ومآل الصفقة المزعومة.
حيث شارك بورقة بحثية كل من الكاتب الصحفي محمد شلبي، والباحث معتز محسن، والكاتبة الفلسطينية كفاح عواد، والأكاديمية النائبة السابقة عن سيناء د.سهام جبريل، ود.حسام عقل الناقد المعروف، ود.حاتم الجوهري الباحث في الصراع العربي الصهيوني، وعقب الأوراق الأساسية اشتبكت عدة مداخلات في الجلسة النقاشية من الشاعر عبد الناصر الجوهري رئيس اللجنة الذي أشار إلي السير في معركة الصمود الشعبي بجانب معركة الوعي والقوة الناعمة وأوضح أن الاحتلال مهما طال إلي زوال فالاحتلال الفرنسي استمر 132 سنة علي الجزائر ورغم ذلك ناضل الشعب الجزائري وحصل علي الاستقلال فالمعركة معركة وجود وليس حدود، ومن الحضورالذين شاركوا بالجلسة : شوقي السباعي، زكريا صبح، أحمد الجلبي، فاتن فاروق عبدالمنعم،أماني عطالله، عبير عبدالله ، السيد نصر، وآخرون
وفي النهاية خرجت المائدة المستديرة بمجموعة من التوصيات الأساسية ترفعها لأصحاب الشأن وهي:
– ضعف الخطاب العربي المعرفي والثقافي الحالى إزاء المواجهة مع الغرب، وضرورة تطوير خطاب علمي جديد من خلال مراكز بحثية متخصصة.
– لجوء الغرب لإثارة الفتن لتمرير وعد بلفور القديم وكذلك وعد ترامب بصفقة القرن، بما يستتبع ضرورة البحث عن المشتركات العربية والبناء عليها.
– الصفقة هي ضمن نمط متكرر لعرض اتفاقيات متغيرة الاسم، متحدة الغرض للهروب من الحقوق العربية بالتدريج، وضرورة وضع خطة طويلة الأمد باتفاقيات وأهداف عربية مضادة، حتى الوصول لتحقيق السيطرة في الصراع وامتلاك مقدرات ذلك.
– عادة ما تكون الصفقة غطاءا لمشروع كلي للسيطرة على المنطقة تصحبه مسميات متغيرة كالشرق الأوسط الكبير أو الجديد، وأخيرا جاء مشروع نيوم كظهير اقتصادي للهيمنة الصهيونية والغربية، وضرورة تطوير مشاريع عربية بديلة للتنمية خارج الحاضنة الغربية.
-عادة ما يضيق الاحتلال الصهيوني ظروف المعيشة الاقتصادية على الفلسطينيين، لتكون ورقة مساومة مستمرة، بما يستتبع تطوير حلول غير نمطية لتوفير التمكين الاقتصادي لفلسطيني الداخل، عبر مشاريع خارجية وداخلية تمول استمرار الحياة بكرامة تحت الحصار.
– تعد الصفقة تتويجا لخرافة الفصل بين المسار السياسي وحل القضية، وتوفير المتطلبات الأساسية للحياة، بما يستوجب أولوية الحل السياسي في أي اتفاقيات قادمة وتجاوز تكتيكات كسب الوقت الصهيونية.
– رصدت المائدة تاريخ محاولات فصل سيناء عن مصر وادعاءات الغرب المتكررة في هذا السياق، منذ بدايات القرن الماضي، كفكرة مستقرة في العقلية الغربية والصهيونية، بما يستتبع ضرورة تعمير سيناء بالكامل وربطها بالوادي، وقطع الطريق على هذا المسار للأبد.
– أوصت المائدة بضرورة إعلان ‘وثيقة المبادئ الأساسية’ العربية وإعلان مبادئها للجميع، كوسيلة لتحقيق الإجماع العربي في أسس التفاوض بالقضية الفلسطينية، بما يضمن توحد الجماهير العربية مع الأنظمة السياسية مع التيارات الحزبية ورائها.
– رصدت المائدة ضعف حالة من الوعي بالقضية وأسسها بالشارع العربي، وعليه أوصت بضرورة رفع حالة الوعي عن طريق الأفلام الوثائقية، والأفلام الدرامية القديمة وتمويل سينما جديدة تبرز الصمود العربي وعدالة قضيته، وكذلك أهمية التصدي لمحاولات سرقة التراث العربي الفلسطيني، والشروع في حصر وأرشفة التراث الثقافي اللامادي الفلسطيني.
– انتهت المائدة إلى أن الصمود العربي يجب أن يصحب بخطة سياسية طويلة المدي، لاستعادة المقدرات العربية الاقتصادية وكذلك تفعيل القوة الناعمة في هذا الاتجاه، والتلويح بالعودة للمربع صفر عند الحاجة بسحب الاعتراف بالدولة الصهيونية، إذا وصل الضغط الغربي والصهيوني لمرحلة حافة الهاوية.
– أشارت المائدة إلى أن تباين المواقف الغربية إبان الثورات العربية في مطلع هذا العقد، وانفراط المعادلة القديمة يطرح طريقين للسير فيهما، إما الطريق النمطي باستعادة حالة الثبات على الحال القديمة في فترة ما بعد استقلال الدول العربية القرن الماضي، أو تطوير الموقف والاستفادة من الثورات الناشئة واعتبارها مدا جماهيريا داعما للمفاوض العربي، شرط وجود اللحمة وتحقيق المزيد من الإصلاحات الديمقراطية والسياسية والبيروقراطية.
والجدير بالذكر أن لجنة الحريات تضم في تشكيلها الحالي عبد الناصر الجوهري رئيسا، ود.حسام عقل مقررا، ود.حاتم الجوهري عضوا، ود.مصطفي عبد الغني عضوا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى