ط
رياضه

المدرب المحتمل للزمالك درب ماكابى الإسرائيلى وكثير الإقالة

مسيرته الكروية ليست كبيرة، بل إنها قصيرة للغاية، إذ اعتزل اللعبة في سن الـ29، أما مسيرته التدريبية فهي أطول وبها إنجازات وانكسارات وخلافات، والكثير من الثقة بالنفس.

أليكساندر ستانويفيتش المرشح لتدريب الزمالك ولد في مدينة بلجراد التابعة ليوغوسلافيا في ذلك الوقت، بدأ مسيرته كلاعب كرة قدم ناشئ في نادي بارتيزان عام 1988، ثم تم تصعيده للفريق الأول عام 1993.

في تلك الفترة كانت حروب يوغوسلافيا قد بدأت، مع بدايات الستعينيات من أواخر القرن العشرين، بداية من حرب البوسنة والهرسك عام 1991 وحتى نهاية حرب كوسوفو في 1999 حينما تم تفكيك الاتحاد السوفيتي.

“لم يكن لدي أي شيء لأفعله حيال الأمر، لكن الحرب كان لها تأثير قليل للغاية علي”.

“بالطبع كنت أفكر بشدة في مغادرة الدولة أثناء الحرب”.

أثرت الحرب على قراراته في بداية مسيرته كمدافع ولاعب وسط، قرر الرحيل للعب في فريق أوبيليتش الصربي لمدة عامين حتى 1995، لينضم لمدة موسم إلى ريال مايوركا الإسباني في الدرجة الثانية ولم تطل مدة بقائه في الملعب سوى لـ5 مباريات تقريبا، قبل أن يعود مرة أخرى إلى أوبيليتش.

“لم أحتمل الابتعاد عن وطني، قررت العودة والبقاء”.

انضم إلى فريق بيلجراد عام 1997 واستمر لمدة عامين قبل أن يعود للفريق الذي بدأ منه مسيرته الكروية، بارتيزان ويستمر حتى عام 2001 هناك، ثم رحلة قصيرة في بلجراد مرة أخرى وأخيرا نادي فيدوتون المجري قبل إعلانه الاعتزال عام 2003.

بدأ ستانويفيتش مسيرته التدريبية في عمر الـ29 عاما، درب فريق بلجراد للشباب ثم عمل كمساعد مدرب، قبل أن يرحل لتدريب فريق سيرم الصربي.

خلال عام 2007 عام إلى بارتيزان مرة أخرى وعمل كمساعد لميروسلاف ديوكيتش مدرب الفريق وقتها، كما ساعد نفس المدرب في تدريب منتخب صربيا.

مهمته التدريبية الكبرى الأولى كانت تدريب منتخب صربيا للشباب تحت 19 عاما، وخاض بطولة اليورو عام 2009 والتي أقيمت في أوكرانيا.

منتخب صربيا للشباب خلال تلك الفترة ضم لاعبين مثل فيليب ديوريتش وآدم ليايتش، وكان ضمن المجموعة الثانية التي ضمت منتخبات فرنسا وإسبانيا وتركيا.

مباراته الأولى كانت ضد فرنسا وتعادل بنتيجة 1-1، ثم فاز بنتيجة 2-1 ضد إسبانيا وأخيرا بنتيجة 1-0 ضد تركيا، وفي نصف النهائي خسر بنتيجة 3-1 من أوكرانيا وتوجت إنجلترا بطلا لتلك البطولة.

وفي أبريل 2010 تولى ستانويفيتش تدريب بارتيزان خلفا لجوران ستيفانوفيتش الذي كان قد تقدم باستقالته، لتكون مهمته التدريبية الأولى والكبيرة على صعيد الأندية وهو في عمر الـ36.

كان أصغر مدرب في تاريخ نادي بارتيزان، ليس هذا فحسب بل قاد الفريق لتعويض فارق النقاط الكبير مع النجم الأحمر وحقق لقب الدوري، بعد 7 انتصارات متتالية منها الفوز في الدربي ضد النجم الأحمر.

تأهل الفريق لخوض المباريات الإقصائية المؤهلة لدور المجموعات من دوري أبطال أوروبا، وتفوق على أندية بيونيك وهلسنكي وأخيرا أندرلخت، ونجح في الفوز والتأهل لدور المجموعات.

مجموعة بارتيزان في تلك النسخة ضمت أندية شاختار وأرسنال وبراجا.

“كنت محظوظا للعمل على أعلى مستوى في سن صغيرة للغاية، في أوكرانيا حققت المركز الثالث مع منتخب الشباب، النتائج والأداء كانوا السبب في أن أتولى تلك المهمة”.

“لا شيء يأتي صدفة في كرة القدم، إنها البداية مع بارتيزان وكانت لدي نجاحات سابقة مع المنتخب، لذا سأستمر في طريقي، سأفعل مثلما اعتدت أن أفعل دائما، الالتزام والتركيز على مهمتي وإيماني بالنجاح”.

“يعني ذلك الكثير لي، أنا أدرب أفضل فريق في صربيا، خاصة وأنني ابن النادي”.

على الرغم من الخسارة من شاختار في تلك المجموعة بنتيجة 1-0 في البداية، إلا أن ستانويفيتش لم يفقد الثقة في نفسه قط، بل ظل يتحدث بكل قوة عن قدراته وقدرات فريقه.

كان عليه مواجهة أرسنال وقال :”لا حاجة لمدرب صغير سنا مثلي للحديث عن فينجر، كنت أحضر إلى منتدياته في الصيف للحديث عن التدريب، وشاهدت أسلوب لعب أرسنال، طريقتي في التفكير في كرة القدم هي كيفية الوصول للمرمى من خلال أكبر نسبة استحواذ على الكرة، لذا أنا أحب طريقة لعب أرسنال كثيرا”.

حقق المدرب الشاب الثنائية المحلية في موسمه الثاني ما دفع النادي للتوقيع معه على عقد يمتد لعامين مع الفريق، ورغم نجاحه المحلي، لم يتمكن الفريق من العودة لدوري الأبطال في 2011-2012، كما خرج من الجولة التمهيدية المؤهلة للدوري الأوروبي بعد الخسارة من شامروك الأيرلندي.

تعافى بارتيزان من أثر الخسارة من شامروك واستعاد هيمنته على الدوري وتصدر الجدول بفارق 10 نقاط عن النجم الأحمر، حتى حدثت عاصفة قوية للغاية في بارتيزان.

قام رئيس النادي دراجان ديوريتش بتوجيه انتقادات حادة للغاية للقسم الرياضي بالكامل في فريقه، سواء ملادين كرستيتش المدير الرياضي أو المدرب.

ليس هذا فقط، قام كراستيتش بالرد على الانتقادات لتقوم الإدارة بإقالته من منصبه، بعدما رفض الاعتذار عن تصريحاته ضد رئيس النادي، خاصة وأنه تساءل علنا قائلا :”أين أموال النادي لنضم لاعبين؟”.

بسبب تلك الأحداث أعلن ستانويفيتش أنه “مدرب سابق” للفريق وأنه لن يعود مرة أخرى لتدريبه، لكنه سرعان ما تراجع في قراره وقال:

“أرغب في استكمال ما بدأته، لن أتوقف في منتصف الطريق، أنا مدرب وأريد أن أقود هذا الفريق للفوز بثنائية جديدة”.

النادي قرر إقالته في يناير 2012 وتولى أفرام جرانت تدريب الفريق بدلا منه.

اتجه بعد ذلك للتدريب في محطات لم تطل فيها مدة بقائه كثيرا، تولى تدريب فريق داليان أربين الصيني وقاده من قاع جدول الترتيب إلى المركز الخامس ثم رحل في نفس العام، ثم تولى تدريب فريق بيكين جوان وقاده للمركز الثالث في الدوري الصيني ونصف نهائي الكأس، كما قاده لدور الـ16 في دوري أبطال آسيا للمرة الثانية في تاريخه.

الإعلام تساءل حول أسلوبه التدريبي وكذلك النادي في الأشهر الأخيرة من الموسم خاصة بعد الخسارة من جوانزو إيفرجراند في نصف نهائي الكأس لتتم إقالته في نهاية الموسم.

قضى ستانويفيتش فترة قصيرة بعد ذلك كمدرب لفريق ماكابي حيفا عام 2014، لكن تمت إقالته بعد ذلك، ليعود مجددا إلى الصين عام 2015 ويدرب فريق بيكين بي جي، ووقع على عقد يستمر لـ3 أعوام، ولكنه لم يستمر سوى عام وحيد تواجد على بعد 4 نقاط من التأهل للدوري الصيني الممتاز ووصل إلى نصف نهائي الكأس، وتمت إقالته في نهاية المدة.

خلال عام 2017 تولى تدريب باوك اليوناني، ووقع على عقد يمتد لـ3 أعوام لم يستمر فيها في منصبه منها سوى شهرين، وذلك لسوء الأداء في الوديات ومشاكل داخل التشكيل والتناغم بين اللاعبين والمدرب.

عاد ستانويفيتش للتدريب مرة أخرى في مايو 2018 حينما تولى تدريب القادسية السعودي بعقد يمتد لعام، لكنه أقيل من منصبه في نوفمبر بعدما حصد الفريق 4 نقاط من 8 مواجهات خاضها.

في ديسمبر من العام الماضي، تولى تدريب فريق بيكين رينهي الصيني، وفي يوليو من العام الجاري استقال من منصبه على الرغم من أن النادي كان يرغب في استمراره معه.

ما الذي يمكن لجماهير الزمالك أن تتوقعه من المدرب الصربي؟

خلال فترته كمدرب حقق ستانويفيتش نجاحا ملحوظا للغاية مع بارتيزان إلا أن الخلاف الكبير مع رئيس النادي أدى لنهاية الرحلة سريعا، كان يمتلك شغفا كبيرا لا ينتهي.

يفضل المدرب الصربي اللعب بنظامي 4-3-3 و4-4-2، وهو مدرب يتسم بالحيوية على الخط ولا يجلس سوى نادرا على دكة البدلاء، دائم التوجيه للاعبيه ويشرح كل كبيرة وصغيرة لهم.

ما يعني أن لاعبين مثل أشرف بنشرقي ومحمد أوناجم سيكون لهم دورا كبير، سواء قرر اللعب بالأطراف في 4-3-3 أو لعبة بطريقة 4-4-2 بمختلف أشكالها، وإن كان يفضل منها تحديدا الشكل التالي: 4-1-3-2 باللعب بمحور دفاعي صريح ما يعني أنه لا غنى عن طارق حامد في تشكيلته أبدا والأمر ذاته لفرجاني ساسي والذي قد يحصل على دور هجومي أفضل.

العيب الوحيد في تشكيلته كانت سهولة التعرض للخطورة من الكرات الطولية والهجمات المرتدة السريعة لأن هذا الشكل الفني قائم نوعا ما على الاستحواذ على الكرة، بجانب أن المداورة الكثيرة ستكون حتمية في ظل القوة الكبيرة وكثافة التدريبات والمجهود الذي يتم بذله في هذا الإطار الفني.

يثق ستانويفيتش كثيرا في أسلوبه التدريبي وطريقة لعبه ولن يقبل أبدا بالنقاش أو التفاوض حول طريقته أو حتى طلبات تعديلها، بل على العكس هو مستعد لتقديم استقالته إن تمت مناقشته في طريقة لعبه.

وصفته العديد من الصحف في صربيا واليونان بالمدرب “الشجاع” لأنه رحل عن الفريق الذي أحبه كثيرا لأنه شعر بالسوء لما حدث من رئيس النادي.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى