يعرف المجتمع العربي انفتاحا و تطورا شاسعا يشمل مختلف ميادين الحياة و من أبرز أوجه تطوره هو تحرّر المرأة من العديد من القيود التي كانت تعرفها في السابق فقد تمكنت هذه الأخيرة أن تصل إلى أعلى درجات العلم كما أنها أصبحت شقيقة الرجل في العديد من مناصب الشغل ولكن للأسف ومع كل ما حققته هذه الأخيرة من تطور إلا أن المجتمع العربي ما زال وإلى حد الساعة ينظر نظرة ناقصة للمرأة المطلقة ويعتبرها عالة على الجميع.
فقد يعتبر الطلاق أبغض الحلال عند الله ولكنه وفي نفس الوقت حل لفضّ الحياة الزّوجية إن أصبحت مستحيلة بين الطرفين لذلك أوجده الله حتى لا يطغى أي طرف على آخر وحتى يتحرّر كل منهما من علاقة قد تكون مستحيلة وبفضها قد يجد الرجل راحته مع امرأة أخرى والمرأة مع رجل آخر ولكن عادة ما يؤثر الطلاق على المرأة أكثر من الرجل فهي عادة ما تكون الخاسرة في نظر الجميع ويصبح ينظر إليها بنظرة مغايرة تماما على خلافها من النساء.
__ كثيرات تطلّقن من أزواجهنّ لتقعن في سجن العائلة
عادة ما تنظر العائلة للمرأة المطلقة بنظرة مغايرة تماما على غرار ما كانت تنظر إليها عندما كانت عزباء أو متزوجة ويصبح الجميع يبحث على أي طريقة من أجل إيجاد حل لها المهم أن يتم التخلص منها وفقط وهو حال سيدة تزوجت منذ 9 سنوات من شاب تعرفت عليه بالجامعة ودام زواجها منه 4 سنوات وقد تطلقت منه بعدما اصطدمت بحقيقة مرة وهو أن الزوج والحبيب قد كان مدمن مخدرات وكحول يشرب حد الثمالى كانت هوايته المفضلة رفاق السوء الذين يأخذونه لأحسن الأمكنة التي تباع فيها أجود الخمور وقد جرته تلك الجلسات إلى تعلم المخدرات وتعاطيها بل أنه ذهب لأبعد من ذلك فقد كان هذا الأخير وفي العديد من المرات يدخل في علاقات غرامية مع بائعات الهوى وهو الأمر الذي لم تحتمله تلك السيدة التي كانت في كل مرة تأخذ ابنها الوحيد وتذهب به إلى بيت أهلها عاقدة العزم على أن تطلب الطلاق لكن أمها في كل مرة كانت تطلب منها أن تصبر وتؤكد لها أنه سيتغير وما يقوم به من تصرفات عبارة عن طيش شباب لا أكثر ولا أقل وكان زوجها في كل مرة يأتي بوالديه ليطلب السماح منه ويترجاها أن تعود إلى البيت ويعدها أن يقلع على الخمر فتخضع لرغبته ولكن الزوج سرعان ما ينقض وعده ويعود لسابق عهده وهو الأمر الذي لم تحتمله السيدة فطلبت الطلاق لكن زوجها رفض طلبها جملة وتفصيلا فقامت بخلعه لتتخلص منه وهو السلوك الذي لم توافق عليه والدتها وعادت إلى بيت والدها لكنها لم تتوقع أبدا أن والدتها ستكون لها بالمرصاد لأنها خلعت زوجها حيث طلبت منها أن تتوقف عن عملها نهائيا ولا تخرج للشارع إلا وهي معها وفي حالة الضرورة القصوى وما زاد الطينة بلة أن أمها طلبت منها أن تعطي الطفل لوالده حتى تتمكن هي من الزواج مرة أخرى مع أول شخص يطلبها ولكن تلك السيدة أبت أن تخضع لشروط والدتها القاهرة فما كان لها سوى أن تستأجر بيتا وتعيش فيه هي وابنها بعيدا عن تسلط الأم وتغطرسها ولكن الأم عارضت بشدة قرارابنتها إلا أنها لم ترد أن تتراجع وفضلت أن تبني حياتها كما تريد لذلك غادرت منزل والدها إلى الأبد على أمل أن تعيش حياة كريمة هي وابنها
__ كثيرات هنّ عرضة للمضايقات
هناك فئة من ضعاف النفوس من يعتبرون المرأة المطلقة فريسة ممتازة يجب اصطيادها وعدم تفويتها لأنها فرصة قليلا ما يلتقي بها وهو بالضبط ما حدث مع سيدة التي تزوجت منذ 10 سنوات ولكن زواجها لم يدم سوى أعوام وقد تفاقمت المشاكل بينها وبين زوجها فوجدت أن الطلاق أفضل حل لوضع حد لكل ما كانت تعيشه , وفعلا ما كان فقد افترقت عن شريك حياتها الذي أنجبت منه طفلين بنت وولد , وبعدما علم جميع زملائها بطلاقها ومن بينهم رئيس الوحدة التي كانت تشتغل بها حيث أن هذا الرئيس كان خبيثا للغاية ففي بداية طلاقها ساندها كثيرا وقدّم لها يد العون كثيرا حتى وثقت به واعتبرته صديقها المقرب وائتمنته على جميع أسرارها , إلا أنّه كان يضمر لها نية سيئة فقد كان يتودد إليها رويدا رويدا إلى أن طلب منها أن تكون عشيقته ويلتقيها في إحدى الشقق وقد وعدها أنّه لن ينقصها شيء هي وأولادها شريطة أن تخضع لطلبه وهو الأمر الذي رفضته جملة وتفصيلا ما جعل رئيس الوحدة يغضب منها كثيرا , فأصبح يتفنن في خلق المشاكل لها في عملها إلى درجة أنه اتّهمها أنّها تحاول التودّد إليه من أجل الإيقاع به , وحتى تضع حدّا لكلّ ذلك قامت بالاستقالة من ذاك المنصب والالتحاق بإحدى المؤسسات الخاصة حتى تتمكن من العمل لسد مصاريف أبنائها
هكذا هو حال الكثيرات من الشابات اللاتي تزوّجن و انفصلن عن أزواجهنّ و بقين عرضة لمتجمع لا يرحم من لا حول و لا قوّة لها , إن أبت و رفضّت باتت معقّدة و متخلّفة و لا يحقّ لها الكلام معهم و من جهة أخرى تلك التي ترضى و تصبح بائعة هوى يأتونها كلّ ليلة يتوسّلون و عند أول بزوغ الفجر ينعتوها بالعاهرة فقط لأنّها رضيت أن تكون فريسة متحضّرة في مجتمع لم تعد به رحمة بإمرأة أخرى ليس لها سوى شرف تكافح من أجله
و في خضمّ كلّ تلك المفارقات التي يعيشها المجتمع في نظرته للمرأة المطلقة تجد نساءا أخريات تتحمّلن ذلّ الرّجل على أن تعيش عاهرة في عمق مجتمع لا يرحم و لن يرحم أبدا