ط
كتاب المجله

المستظرف من أقوال وأشعار العرب (الأسواق الأدبية عند العرب) بقلم الشاعر سيد غيث

المستظرف
<> بسم الله الرحمن الرحيم <>
٠
اهــــلا ومرحبـــا بكم احبتي الغوالـــي مـــع برنــامج
المستظــــرف من اقوال واشــعار العرب وحلقة اليوم
مـــع..(( لاســــواق الادبيـــــــة عنـــــــد العـــــرب ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للشاعر// سيد غيث ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المقــــــدمــــــــــــة
==<<<>>>==
٠
أسواق العرب الادبية كانت لها كبير الاثر في تهذيب اللّغة العربية. فكلّ شـاعرٍ
وخطيبٍ كان يفضي بأحسن ما عنده من المعاني العالية في العبارات الجَزَلية
المُنتخلة فيتلقفها السّامعون ويتعلم في هذه الاسواق الرافـــدون اليها جـميل المعاني ودرر الكلمات من نظم ثمين لفحــــول الشعراء .. واستقـــــراء متمعن
لديوان الادب العربي المعروض بهذه الاسواق من معلقـــــات وحوليات..وقصائد
خالدة خلدت الى يومنا هذا .
وكان العرب في هذه الأسواق يأمنون على دمائهم وأمـــوالهم أثـناء التقـــائهم
بها فمن دين أهل الجاهلية اعتبار هذه الأســــواق حرمـــا يأمن فيها الإنسـان
دمه وماله مادام في ضيافة السوق وحرمته ؛ ولهــــذا كان لكل سوق ( قومة ) يقومون بأمر السوق وبالمحافظة على الأرواح والأموال فيه فقــد كان في العرب
قوم يستحلون المظالم يسمون بـ( المحلون ) إذ كانــوا لا يقيمون وزنا لحــــرمة
هذه الاسواق .
وكان يقع حج العرب في أزمنة السنة كلها وهو في العاشــر من ذي الحـــجة
من عهد سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام فإذا انقضــى موسم الحج تفرقت العرب طالبة أماكنها وأقام أهل مكة بها فلم يزالــــوا علــى ذلك دهــراً
طويلاً إلى أن غيروا دين إبراهيم وإسماعيل فأحبوا أن يتوسعوا في معيشتهم ويجعلوا حجهم في وقــت إدراك شغلهـم من الأدم والجلـود والثـــمار ونحوهـا
كي يثبت ذلك على حالة واحدة في أطيب الأزمنة وأخصبــها فتعلمــوا كبس الشهــور من اليهـود الذين نزلوا يثرب من عهــــد( شمويل) نبي بني إسرائيل وعملــوا النسيء قبل الهجرة بنحو مائتي سنة .
والأسواق كعكاظ ومجنة وذي المجاز..كانت ومازالت قائمة في الإسلام حتى
حين من الدهر وأما عن سوق عكاظ فإنما تركت عام خرجت الحروريـة بمــكة
مع أبي حمزة المختار بن عوف الأزدي الإباضي في سنـــة تســـع وعشرين
ومائة فخاف الناس أن ينهبوا وخافوا الفتنة فتركــت حتى الآن ثم تركـت مجنة
وذو المجاز .. بعد ذلك واستغنوا بالأسواق بمكـــة ومنى وعرفة.وقال: البكري
واتخذت سوقاً (أي عكاظ ) بعد الفيل بخـمس عشرة سنة وتركت عام خرجت الحرورية بمكة مع المختار بن عوف سنة تسع وعشرين ومائة من الهجرة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( السوق في لغة العرب تذكر.. وتؤنث )
سوق: ( اسم ) والجمع منه: أَسواق
السُّوقُ : الموضعُ الذي يُجلبُ إليه المتاعُ والسِّلَعُ للبيع والابتياع .
السوُقُ في الُغَةً ..هي: موضعُ البَيع والشراءِ .. وسُميَتْ سُوقاً لأنَ البَضــائِعَ
تُساقُ اليها ونحوَها وتَجتمِعُ فيها .
وَعَرفَت العَرَبُ الأسواقَ شأنُهــــم في ذلِكَ شَــأنُ كُل الشُعــــوب وكانَتْ لكل
مدينةٍ أسواقُها الخاصَة الدائمة حَيثُ يَجري فيها البَيعُ والشِـــــراءُ وكانَتِ لهم
الأسواقُ الموسميةُ التي تُقامُ في مَواضعَ مُعينة وفي أيامٍ معينةٍ من السَّنة
ومن هذه الأسواق ما كانَ يقتصرُ على ما يجاوِرُها من القُــــرى ومنها ما كانَ
عامّاً يَفِدُ إليه الوافدونَ مِنْ أطرافِ الجزيرةِ كُلها .
<><>>>><><><<<<><>
ســـــــوق عكـــــــــاظ
==<><<>><>==
أشهر أسواق العرب قاطبة وهي عامة تجارية واجتماعية وأدبيـــة أثرت في لغة العرب وفي توحيد لهجاتها .
وسوق عكاظ أحد الأسواق الثلاثة الكبرى في الجاهليةوكانت العرب تأتيه لمدة عشرين يوما من أول ذي القعدة ..ثم تسير إلى سوق مجنة فتقضي فيه الأيام العشر الاواخر من شهر ذي القعدة ثم تسير إلى سوق ذي المجاز فتقضي فيه الأيام الثمانية الأولى من شهر ذي الحجة ثم تسير إلى حجهــــا وسكان سوق عكاظ الأوائل هم قبيلة هوازن وقبيلة عدوان .
<><<<>>><>
سبب التسمية ( بعكاظ )
—————–
سمي بهذا الاسم لأن العرب كانت تجتمع فيه (( فيتعاكظـون أي يتفاخــــرون ))
ويتناشدون ويبدأ في أول شهر ذي القعدة إلى العشرين منه. وذكر ابن عساكر عن حكيم بن حزام قال:وكنت أحضر الأسواق وكانت لنا ثلاثــــة أسواق : سوق بعكاظ يقوم صبح هلال ذي القعدة فيقوم عشرين يوماً .
<><<<>>><>
من اقوال والمؤرخين عن سوق عكاظ
————————-
يقول :الخليل بن أحمد عن سوق عكاظ هو: سوق كان للعرب يجتمعــون فيها
كل سنة شهراً ويتناشدون ويتفاخرون ثم يفترقون فهدمه الإسلام .
وقال الجاحظ: وكانوا بقرب سوق عكاظ وذي المجاز، وهما سوقان معروفان وما
زالا قائمين حتى جاء الإسلام .
وقال الجوهري عن: عكاظ : اسم سوق للعرب بناحية مكة كانوا يجتمعون بهــا
في كل سنة فيقيمون شهراً ويتبايعون ويتناشدون شعراً ويتفــــاخرون قال أبو ذؤيب:إذا بني القباب على عكاظ وقام البيع واجتمع الألوفُ أي بعكاظ فلمـا جاء الإسلام هُدم ذلك وقال ابن منظور عن عكاظ: وهـــي بقرب مكـــــة كان العرب
يجتمعون بها كل سنة فيقيمون شهـــراً يتبايعون ويتفاخرون ويتناشدون فلمــا
جاء الإسلام هـــدم ذلك وقال ياقــــــوت الحموي ..ان الأصمعي قال عن سوق
عكاظ:نخل في وادٍ بينه وبين الطائف ليلــــة وبينه وبين مكة ثـــــلاث ليال وبه
كانت تقام سوق العرب، بموضع منه يقال له (الأثيداء) وبه كانــــــت أيام الفجار
وكان في موقع سوق عكاظ صنم يسمى”جهار” لقبيلة هـــوازن و آل عــــوف
النصريون بسفح جبل (أطحل) وكانت لهم مجموعــــة من الصخـــور المقدسة
يطوفون بها ويحجون إليها وكانت العرب تهل له كما تهل للحج ولهم تلبية خاصة حين ينسكون “لجهار وهي (لبيك اللهم لبيك اجعل ذنوبنا جبار واهدنا لأوضـــح المنار، ومتعنا وملّنا بجهار) ويعتبر عكاظ موسماً من مواسم الحج في الجاهلية وسبب اندثاره أن الإسلام يمنع من إحياء مآثر الجاهلية وسوق عكاظ كما تقدم عيدٌ من أعياد أهل الجاهلية .
وفي حديث ثابت بن الضحاك.. قال: رسول الله صلى الله عليــــه وســـلم نــذر
رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحــــر إبلاً ببوانـــة فأتــى
النبي فقال : إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة.. فقال: النبي ( هل كان فـــيها وثن
من أوثان الجاهلية يعبد .. قالوا لا قال : فهل كان فيها عيــــد من أعيادهم.. ؟
قالوا : لا قال : فأوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذرٍ في معصية الله .
كان سوق عكاظ بالجاهلية مفخــرة العرب من حيـــــث الأدب والشـــعر وتبادل
الأخبار والصلح بين القبائل وغيرها الكثير. حتى جــــاء الأسلام وشغــــل أهــل
الحجاز بأخبار الفتوح والفرائض فلم يكن هنالك من يستقــــبل الشعراء والأدباء
في الحجاز. حتى أن أهل الحجاز حاولوا إزالة كل مايتعلق بعصر الجاهلية وكان
من أبرز ذلك العصر الجاهلي هو سوق عكاظ .
<><<><>><>
اشهر شعراء سوق (( عكاظ ))
====>>><<<=====
ـ امرؤ القيس الكندي: لُقِّب بالملك الضليل ..توفّــي في العــــــام ٥٤٠م
ـ طرفة بن العبد البكري: كان أقصرهم عمراً، اشتهر بالغزل والهجاء توفّي
في العام ٥٦٩ م
ـ الحارث بن حلزة اليشكري: اشتهر بالفخر، وأطول الشعراء عمراً توفّي
في العام ٥٨٠ م
ـ عمرو بن كلثوم: كان مشهوراً بالفخر .. توفّي في العام ٦٠٠م.
ـ علقمة الفحل: كان شاعراً بدوياً من فحول الشعراء العرب..
توفّي في العام ٦٠٣م
ـ النابغة الذبياني: زعيـــم الشعراء في سوـــق عكاظ ومحكـــم الشـعر
المخضرم. وتوفّي في العام ٦٠٤م .
ـ عنترة بن شدّاد العبسي: اشتهر بأنّه أحد فرســان العرب..
توفّي في العام ٦١٥م
ـ زهير بن أبي سُلمى: كان أعفّهم قولاً وأكثرهم حكمةً، ابنه كعــب بن
زهير من شعراء صدر الإسلام.. توفّيفي العام٦٢٧م.
ـ الأعشى الأكبر (أعشى القيس) توفى في العام ٦٢٩م
ـ لبيد بن ربيعة العامري وهو الوحيد الذي أسلم وقال الشعر في العهد
الجاهلي والإسلامي .. وتوفى في العام٦٦١م وله من العمر مائة عام.
<><>>><><<<><>
ســـــــــوق مجـــــــنـــة
===>><><<===
سوق مَجِنَّة.. هو: سوق من أسواق الجاهليــة الثلاثة الكبـــرى في موســـم
الحج كان يرتاده النبي محمد صلى الله عليه وسلم لدعوة القبــــــائل العربية للإسلام ، وكان يقع في بلاد قبيلة كنانة التي تحميه كما كانت قبـــيلة هوازن تحمي سوق عكاظ وقبيلة هذيل تحمي ذي المجاز هذا السوق كــــان لقبيلة
كنانة ويقع على ارضها..ويقام في العشر الأخير من ذي القعدة يقصدها العرب
بعد أن تنفض سوق عكاظ يتممون فيــها ما قصدوا له من تجارة وفداء وتفــاخر وهي تستوي في نظر المحرمين من العرب وتتمتع منهم جميعا باحترام واحـد حتى أن بعضهم لا يردها إلا محرما .
<><<>><>
سبب تسمية السوق (( بمجنة ))
———————–
اختلف في تسميته على عدة أقوال، فقيل:من الجنة وتعنى الســر والإخفاء
وقيل: من الجنون والجن، لذا يقال: أرض مجنة كثيرة الجن، وقيل:من الجنان
أي البساتين وقيل من المجون ضرب من اللهو والعبث .
موقع سوق (مجنة )
————–
سوق مَجِنَّة كان يقع في بلاد قبيلة كنانة واختلفوا في تحديد موقعه .
<><<<>>><>
اقوال عن موقع سوق (مجنة)
——————–
رأى ابن اسحاق أنه يقع في مر الظهران (وادي فاطمة) قــرب جبل يقــــال له
الأصفر وأنها على أميال يسيرة من مكة شرقي محطـــة أبي عروة وشـمالي الجموم وبجوار هذا الجبل كانت توجد عين ماء وقــد كشـــف المســــح الاثري
الذي أجرته وكالة الآثار والمـــتاحف عن آثار لمجراها وهــــو قـــريب من سوق
ذي المجاز حيث يقع شــمال غرب هذا الســـوق على بعد خمســـــة وثلاثون
كيلوامترا تقريبـــاً بدءاً من وادي حنين ثم الجعرانة ثم دويدة ثم عـــين شمس
فسوق مَجِنَّة ينتهـــي في أخر يوم من ذي القعدة وسوق ذي المــجاز ينعقد
في أول يوم من ذي الحجة .
رأى ابن الكلبي أنها تقع أسفل مكة أي جنوبهـــــا وذكر الأزرقــــي أنها سـوق
بأسفل مكة على بريد منها قرب (بئر الإطوى) الواقعة في جوف (جبـل سطاع)
قرب وادي البيضاء جنوب غرب مكة المكرمة قرب جبل شــــامة وحـــرة طـفيل
في ديار بني الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وقد حـــاول الفاسي أن يوجد
تبريراً لذلك حين قال:ولعل الأزرقي أراد أن يكتب أن مَجِنَّة على بريدين من مكة فسها عن الياء والنون فكتـــب (( بريد)) التـــي ظلت الى يومـــنا هـــــذا تكتب
في الكتب ( بريد ) .
<><<<>>><>
المدة الزمنية لسوق ( مجنة )
——————–
كان سوق مَجِنَّة يقام لمدة عشرة أيام من آخر شهر ذي القعــــدة إلى ليلة
طلوع هلال شهر ذي الحجة ، حيث كان عكاظ يقام فـــــــي الأيام العشرين
الأولى من شهر ذي القعدة ثم يقام سوق مَجِنَّة في الأيام العشــرة الأخيرة
من شهر ذي القعدة ثم يقام سوق ذي المجاز في الأيام الثمانية الأولى من
شهر ذي الحجة .
قال الفاكهي: لم تزل هذه الأسواق قائمة في الإسلام إلى أن كـــان أول ما
ترك منها سوق عكاظ في زمن الخوارج سنة ١٢٩ هـ وآخر ما ترك منها سوق حباشة في زمن داود بن عيسى بن موسى العباسي فـــي سـنة ١٩٧ هـ .
وقد حدثت حرب الفجار بسبب ذلك أي بسبب المنافــــــرات في هذا السوق
وكان يعرض في هذا السوق النّساء والعبيد للبيع ويعرض الآباء بناتهـم للزواج
وقد كرّمه النبي صلى الله عليه وسلم وحضر جانباً من هذا الســــوق وعرض
الدّعوة للإسلام منه . وكان يوجد في سوق عكاظ كثـــير من الأصــنام التي
كانت موجودة في الجاهلية منها صنم جهار لقبيلة هـوازن وغيرها من أصنام الجاهلية وكان سوق عكاظ من أيام الحج في الجاهليّــــة لأنّهـــــم يحضرونه
محرمين كما أيّام الحج في مكة .
<><>>><><<<><>
ســــــوق ذي المجـــــاز
====<><>====
ذي المجاز هو أحد أسواق العرب الأدبية في الجاهلية كانت العرب ترحل اليه
بعد فراغها من سوق مجنة لقربه من جبل عرفات حيث يقيمــــون فيه حتى
يبدأ موسم الحج فيدخلون مكة لحج البيت الذي يعظمـــــه جميع العرب.و هو
من أهم الاسواق التي كان يلتقي فيها قوافل التجار. قبيلة بني كنانة بكسر
الكاف وفتح النونين وواحدهم (الكِنَانِي) قبيلة خندفية مضرية عدنانية ينتمي
إليها النبي محمد عليه الصلاة والسلام يتواجد معظمها اليـــوم فــي الكويت والسعودية وسوريا والعراق ومصر والسودان والأردن والأحواز وبشكل أقل في
دول عربية أخرى كفلسطين وتونس والمغرب.
وهو من أهم الاسواق التي كان يلتقي فيها قوافل التجار. ويقــــع في شرق
مكة المكرمة.
<><<<>>><>
سبب التسمية ( بسوق ذي المجاز )
————————-
أطلق هذا السوق ( ذي المجاز) لأنه يتم فيه تفويــــج الحجيـــج وإجـــازتهـم
منه إلى عرفات وهو على مسافة ثلاثة أميال من عرفات بناحيـة جبل كبكب
فيما رجّحت بعض الأقاويل أنه بمنى بين مكة وعرفــات إلى ما وافـق وناقـض
من أقوال أخرى.. وهذا السوق من ديار هــذيل وهم أهلـــه وجيرانه. ويقـــام
حين يهلّ شهر “ذو الحجة” فينصرف الناس من سوق مجنة إليه، ويقيمون به
حتى اليوم الثامن من ذي الحجة (يوم التّروية ) اليوم الـذي سمــي بذلك لأن الحجيج كانوا يرتوون فيه من الماء ويملأون أوعيتهم قبل انصرافهم لاحقًا إلى مشهد يوم عرفة.
<><<>><>
اهمية سوق (ذي المجاز) التاريخية
————————
ينطوي هذا السوق على أهمية تاريخية وأثرية وحضارية كبيرة بوصــــفه من
أشهر ألاسواق في الجزيرة العربية من العصر الجاهلي حتى فجـر الإسلام
لذلك قامت وكالة الاثار والمتاحف بوزارة المعارف بتسويره. توجــــد في هذا
الموقع التاريخي اطلال مباني متهدمة وآبار، بعضها مدفونا، ومن المـؤمل أنه
إذا ماأجريت فيه حفريات أثرية منظمة مستقبلا العثور على مكتشفات أثرية متنوعة، مثل : الفخار والخرف والزجاج، والعملات المعدنية، والادوات والاواني الحجرية علاوة على الابار وعظام الابل التي كانت تنحر فيه وخلاف ذلك مما
يسلط الضوء على النشاطات التي كانت تعتلج فيه آنذاك .
<><<<>>><>
موقع سوق ( ذي المجاز)
——————
يقع هذا السوق على يمين القادم من عرفة من جهة المغمس قبل وصــوله
الطريق السريع المؤدي إلى السيل حيث يشاهد على بعد حوالي كم وهو
عباره عن شعب يسيل من كبكب غربا فيـــدفع في وادي عـــرنة في الطرف
الشرقي من المغمس يبعد عن علمي حدود مكة الشــرقية وشمال شرقي
عرفة ويكتنفه جبل( كبكب) من الشــــــرق والجنـــوب والشمال وجبل قرضه
والمغمس من الغرب.
<><<<>>><>
حنين .. وموقع ذي المجاز
——————
حُنين ..هو وادي إلى جانب سوق( ذي المجاز) أحد أســواق العـــرب الأدبية
في الجاهلية تبلغ المسافة الفاصلـــة بين وادي حُنـــين وبين مكة المكرمة
سبعة وعشرون كيلو متر تقريباً دارت في هـــذا الوادي غــــــزوة من غزوات الرسول ُوسُميت باسم الوادي غزوة حنين وكانت بين الرســـول والمسلمين
من جهة وقبيلة هوازن وقبيلة ثقيف من جهة أُخرى وكانت النصر للمسلمون
بعد صعوبة شديدة وكانت الغزوة في العاشر من شهر شـــوال من عام ثمان
هـجرية .
وكانت العرب كلما أهلت شهور الحج وهي:( شوال.. وذو القعدة.. وعشر ذي الحجة) يخرجون إلى مواسمهم في عكاظ ومجنة وذي المجاز ثم عرفة ومنى وكانوا يقولون لا تحضروا أسواق عكاظ ومجنة ذي المجـــــاز إلا محرمين بالحج
وإذا مضت العشرون يومًا من أول ذي القعدة انصرفوا من ســـــــوق عكاظ إلى
مجنة فيقيمون بها العشرة أيام الأخيرة من ذي القعـــدة وإذا رأوا هـــــلال ذي
الحجة انصرفوا إلى ذي المجاز فأقاموا به ثماني ليال أسواقهم قائمــــة للبيع والشراء وسائر الأغراض الاجتماعية والأدبية وكان يجري في هذا الموسـم ما
كان يجري في مجنة عكاظ؛ بل كان يشهد اجتماع أكبـــر محــــفل عربي من
مختلف قبائل العرب تفد إليه من اليمن وحضر موت وعمـــان والبحــــرين ونجد
والحجاز وتهامة وبلاد الشام والعراق، ذلك أن موسم ذي المجـــاز آخر مواسم
الحج التي يحل لهم فيها الجمع بين التجارة والنسك وإذا انصــرفوا إلى عرفة
ومنى يمتنعون عن التجارة .
<<>>><><<<>>
ســــــــــوق المــــــربــــد
====<><>=====
المربد أو مربد البصرة. أو سوق المربد.(بكسر الميم وفتح الباء )..
كان سوقًا للإبل منذ أيام الخلفاء الراشدين حتـــى إذا كــان عهــد الأمـــويين
اتسع وصار سوقًا عامة تتخذ فيـــه المجالس ويخرج إليهـــــا الناس كل يــوم
وتتعدد فيه الحلقات يتوسطها الشعراء والرجّاز ويؤمّـــــه الأشــــــراف وســائر
الناس يتناشدون ويتفاخرون ويتهاجون ويتشــــــاورو وظلّ هذا السوق عــلى
مجده هذا حتّى خربت البصرة وتقلّص عمرانها فخرب .
وكان للمربد شأن عظيم في اللّغة قريب من شأن عكـاظ لولا امتيــــاز عكـاظ
بموقعه في وسط الجزيرة العربية وبعده عن مناطق العجــــم ومهما يكـن من
أمر فقد كان له أثره الكبير في اللغة والأدب حيث كان يعجُّ بالفصحاء من العرب المخضرمين وأعلام الرواة العلماء وكان المربد أيضًا ساحة مشهورة لفن خطير
من فنون الشعر هو النقائض .
واستمر المربد يؤدي رسالته وغرضــه حتى العهد الأول من العصـر العباسي
والمربد هو السوق الذي ورث مكانة سوق عكاظ وحلّ محلّه لحين من الدهر .
<><<<>>><>
سبب تسمية السوق ( بالمربد)
———————-
مِربَد: هو: ( اسم )
والجمع منه: مَرَابِد
وهو اسم مكان من ربَد
ومرْبَدُ الإِبِلِ : مَحْبَسُهَا ، مَوْقِفُهَا .. وسُوقُهَا
مِرْبَدُ الدَّارِ : مَا وَرَاءهَا مِنْ فَضَاءٍ
مِرْبَدُ التَّمْرِ : مَا يُبْسَطُ ويُجَفَّفُ فِيهِ
والمربد: محبس الإبل ومربطها، ومربد البصرة هذا متسـع للإبل تَرْبُـــــدُ فيـه
للبيع..وهو سوق من الأسواق القديمة في بلادالبصرة بالعراق. ويبعــد عــن
مدينة البصرة ثلاثة أميال. وكانت تقام فبه مبارزات في الشعر بيــن الفـرزدق
وجرير عرفت بشعر النقائض وكان في الجاهلية -حتى عصر الخلفاء- سـوق
للابل وكانت تحبس فيه الإبل ولذلك سمي بالمربد. وأهل المدينة يطلــقون
على المكان الذي يجفف فيه التمر مربدا وكان مربد البصرة في بدايـة العصر الأموي عكاظ المسلمين كما يسمونه. إتجه له الأدباء والشعراء وعلماء اللغة ونظرا لموقعه الجيد. فقــد كان مكان لتبادل الثقافــــات والشـــعر والبلاغــــة
والمفاخرات الشعرية ويجمع الحجاج والقوافل البرية للأقاليم الجديــــدة التي
تم فتحها. وكان يمد البصرة بتجارة وثقافـــــة وأطــال من مكانتهــا التاريخـية
لقد ظل (مربد) البصرة مزدهر حتى بدايات القرن الخامس الهجري.
ذكرها ياقوت الحموي :وقال أنها تبعـــد ثلاثـــة أميال عن البصرة وكان يسرد
عنها ماتبقى من اثارها وكانها في أيامه مندثره لم يبق منهـا إلا اثار متبقيه
وفيها يوجد قبر الزبير بن العوام .
<><><<<>>><><>
اشهرالشعراء وعلماء اللغة المترددين على سوق المربد:
—————————————
الخليل بن احمد الفراهيدي -عبد الله بن المقفع -خالد بن صفوان -الجاحظ
الكندي -أبو نواس- جرير- الفرزدق – بشار بن برد- سيبـويه – ابو عمـرو بن
العلاء -الاصمعي.
ولعل ما ميز هذه السوق هو شعر النقائض الذي كان أشبه بمناظـرات شعـرية حولت سوق المربد مسرحا لها ؛ فالشعراء يذهبون هناك ويذهب إليـهم الناس ويتحلقون من حولهم ليروا من تكون له الغلبة على زميله أو زمــلائه. وأهم من وقفوا حياتهم على تنمية تلك النقائض القبلية مستلهمين فيهــــا ظروف العصر الأموي وأحداثه السياسية جرير والفرزدق التميميان .وقد ظــــلا يتناظران نحـو
خمسة واربعون عاما في عشيرتيهما من جهة وفـــي قيس وتمــــيم من جهة
ثانية . وكان هناك قطب ثالث هو الأخطل الذي استعرت نار الهجــــاء بينه وبين
جرير واستمرت نحو تسعة عشر عاما وبين هؤلاء شعـــراء كثـــر من أبـــــرزهم
( الراعي النميري ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخــــــاتـــــمــــــــة
==<<<>>>==
كانت القبائل العربية قبل الإسلام يعظّمــون هذه الأشهر الحـــرم ويــــحرّمون
القتال فيها وبالتالي يأمـــن الناس على بضاعتهـــــم وعلى تجارتهم فيقيمون
هذه الأسواق في هذه المواسم التي تقابل الاشهــــر الحـــــــرم فكان البدء
بسوق عكاظ إلى أول يوم في شهر ذي الحجة لينتقلوا بعدهـــــــا إلى سوق
ذي المجنة..ويستمرون فيه حتى الثامن من ذي الحجة ليتوقفــوا بعدها لأداء
الحج وعند انتهاء الحج ينتقلون إلى سوق مجنّة ثم ذي المــــــجاز واستمرت
هذه الأسواق في الإسلام وكان النبي صلّى اللّه عليه وسلّم يرتادهـا لا لبيع
ولا لشراء وإنما ليعرض دين الله الحق أمام القبائل ويدعو إلى توحيـــد الله عز
وجل وقد جاء في كنز العمال..للشيخ ( للمتقي الهندي ) مــــــاورد عن صارق المحاربي انه قال:رأيت رسول الله يمر في سوق ذي المجاز وعليه حلة حمراء
وهو يقول : يا أيها الناس قولوا:( لا إله إلا الله) تفلحوا ورجــــل يتبعـــــه يرميه
بالحجارة قد أدمى كعبيه وعرقوبيه وهو يقول : يا أيها الناس لا تطيــــعوه فإنه
كاذب. فقلت:من هــذا ..؟ قالوا : فتى بني عبد المطلب فقلت:من هـذا الذي
يتبعه ويرميه بالحجارة ..؟ قالوا : هذا عبد العزي أبو لهب .. حديث صحيح .
وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يرتاد هذه الاسواق لدعــوة القـبائل
العربية إلى الإسلام ففي حديث أبي الزبيـر عن جابــر:أن النـبي صلـى الله
عليه وسلم لبث عشر سنين يتبع الناس في منازلهـم في الموسم بمَجِـنَّة
وعكاظ كي يبلغ رسالات ربه بكل امانه جـزاه الله الخير كلـه على مــا لقــاه
مـــن مشقـة فـــي نشـــر الدعـــوة الاسلامـــية كــي يستقيــم ويكتمـــل
هذا الدين الحنيف .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق الاعداد والنشر محفوظة للشاعر// سيد غيث …

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى