ط
مقالات بقلم القراء

المقامات البدراوية ..المقامة اليابانية المصروإدارية تكتبها / د. رقية محسن

………………………………….

بعد أن حصل الأستاذ عناني على الجنسية اليابانية. واصبح يابانيا مية في المية. وفي أحد الاجتماعات الدورية. طلب منه مديره الأستاذ هوكايدو. ان يبدع ويأتي بما عندو. ويطور الأجهزة اليابانية الإدارية. من خلال خبرته في دواوين الإدارة المصرية.

التقط الكلمة الأستاذ عناني بحماس وعفوية. وانتفخ صدره شوية شوية. وقال .. حيث انني سليل حضارة عمرها سبعتلاف. فسوف أطور لكم واوريكم اللي ما اتشاف. ثم سعل سعلة الدبلوماسيين. عندما يزنقهم بالأسئلة أحد الصحفيين. وقال .. وكل ما سأقوم به بإتقان. سوف افعله من أجل بلدي اليابان. فاليابان هي أمي .. بركانها هو دمي ها ها ها ها.

وهكذا ظل مستر هوكايدو يضحك .. هز هز هز هز هووووو ( ضحك بالياباني ) ….وانفض الاجتماع.

وفي الاجتماع الثاني قام الأستاذ عناني بعرض بريزنتيشن بكل التفصيلات. عن الإدارة اليابانية المتمصرة للمعاشات. فإذا بكل واحد مبهور. من كثرة الورود والزهور. ولكنهم ارادوا ان يعرفوا المعنى. من ان الحديقة طولها كيلو حتى المبنى. اليست هذه المسافة ستجعل المسن يعاني؟ فقال لهم الأستاذ عناني. فلسفتي بدون لماضة. ان أعَوِّد كبار السن على الرياضة. فسألوه ولماذا جعلت الطريق زجزاجا وليس مستقيما؟ فقال لهم فلسفتنا اننا لو ارحنا الناس لدلعناهم. ولو بسطناهم لمرعناهم. ولطال لسانهم علينا لو كلمناهم. ثم التفت إلى السيد بنج فنج شنج وقال له الناس مثل الاسفنج. اذا كنت معهم حسن المسلك. لانتفخوا وطرطشوا في وشك. لذلك اقوم بتدويخ أمهم. وبهدلتهم حتى إذا ما وصلوا للموظف شكروا ربهم. وقالوا الله الله. وبكوا فرحةً برؤياه.

وسأله الأستاذ هوكايدو وسط التعجب والغمزات: ولكن هذه ادارة للمعاشات. تستحق منا الرحمات. فقال له .. نحن في مصر لا نفرق بين شيخ وشاب او ولية. فالحقوق الدستورية. تجعل المواطنين لدينا سواسية. فالشاب مثل الذي شاب. ارجو ان تكونوا فهمتم يا احباب. لا تنسوا انني صممت المبنى بلطف كبير. اذ جعلت له اسانسير. وجعلت استخدامه بمبلغ صغير. رحمة مني بالشيوخ. حتى لا يفطس احدهم او يدوخ.

فضحك السيد سؤ هو لوس وقال بس انت هاتاخد منهم لاستخدامه فلوس. الأسانسير في كل الدنيا ببلاش. وانت بتتعامل مع راجل ع المعاش. فضحك عناني وقرقع وقال ها ها من يستخدم الخدمة عليه ان يدفع.

وسال الاستاذ سوزوكي ياني الأستاذ عناني : وماذا عن تبسيط الإجراءات. فقال بالطبع لدينا تسهيلات. فالمواطن كان يجب ان ينهي الأوراق عند ١٤٥ موظفا. ولكنني بعبقرية مني حذفت منهم ميه. واقتصرت على ال ٤٥ توقيع. كما زودت عدد ماكينات الصرف الآلي. بموسيقى يابانية بصوت عالي. مع خلفية في منتهى الجمال. من أغاني واحد اسمه متقال. حتى ينشكح المواطن اثناء الصرف. ها ها ها هههههه.

ساله السيد اين بين فين . هل ستتبسم وجوه الموظفين للمواطنين. فتوقف الأستاذ عناني عن الشرح. وقال له رجاء لا تزيد الجرح. لقد تأثرت جدا من هذه النقطة التي جابت لي نقطة. لانني بدون تفكير. لا أحب التكشير. لقد انشأت قسما للموظفين المبتسمين المبسوطة. برسوم بسيطة.

ثم جعل ينشد ويقول

سر الادارة في الجسارة

تعصر الناس بشطارة

لِم اكبر قرش منهم

ودخل الواحد في حارة

حارة من جواها حارة

يمشي يحلم باستمارة

واما كيله يفيض ويصرخ

حط له ف بقه خيارة

بس لا تنسى ابتسامتك

سر أسرار الإدارة

وما ان انتهى الاستاذ عناني حتى وجد مديره الياباني يتحدث بالهاتف بالصوت الحياني. وهو يكلم واحد تاني. ويقول ده تسفروه بكره على طول. وترجعوا له جنسيته الحضارية. عشان يروح يمارس هوايته الإدارية العبقرية على الخلايق المصرية.

فرد عليه عناني: نعم نعم يا عنيه. مصر هي امي نيلها هو دمي. داحنا عندنا الاهرام. وابو الهول والفراعنة العظام. على ايه انتكيتكو. ان كنتم وصلتوا موسكو. احنا برضو رايحين موسكو. ان كنتم فلتة. احنا برضو بتوع الكفتة.

وما هي الا لحظات حتى صاحت الزوجة جمالات. اه ياني منك اه ياني انت لسه نايم يا عناني؟ قوم ده انا طابخة لك برياني. على لحمة ضاني. والمدفع صوته هايخرم وداني.

وهكذا انتهت المقامة اليابانية المصروإدارية.في الأيام الرمضانية. ما تصلي ع النبي يا عينيه

المقال يعبر عن وجه نظر كاتبه ولاعلاقة له بسياسة الموقع

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى