ط
مسابقة القصة القصيرة

الملاك البرىء.مسابقة القصة القصيرة بقلم / جمالات محمد مصطفى الحميدى من مصر

******قصـــة قصيــــرة ******
***الملاك البرىء*****

هو طفل من أجمل ما خلق كان جماله لا يتصوره أحد كان أبيض الوجه
مدور مثل القمر فى ليلة تمامه والعيون تميل إلى الخضار كلون أوراق
الأغصان فى الربيع وهى ف قمة الإزدهار وشعر بنى اللون مع الميل للإصفرار وناعم كالحرير فلم تتعب والدته أثناء ولادته ولم تتألم كثير وكأن القدر يخبىء شيئا سوف أرويه لكم
وهو فى الرابعة من عمره تعرض إلى وعكة صحيه وهى السخونة الشديدة والحمى فى جسده وما أن نظرت الأم إليه وقلة حيلتها ولكنه طفلها وفلذة كبدها فقررت اللجوء إلى الأب الذى لا يهتم بأولاده
وخلق لكى ينجب فقط
الأم :إن محمد مريضا ولابد الذهاب به للطبيب وإسعافه فأنا أخاف عليه أن يتملك منه المرض
الأب : إتركيه وسوف يشفى مما فيه
ولا تشغلى بالك به
الأم : لالا سوف أذهب به للطبيب كيف لا أشغل بالى به إنه إبنى وسوف أقوم بأسعافه حتى لو لم تذهب معى
الأب : إفعلى ما شئتى ولا تسألينى ف شىء آخر لأنى لن أفعل لك شيئا ,,فى لحظات قصيرة تحول الطفل من مريض بالحمى إلى طفل لا يستطيع الحركة ففقدت الأم صوابها وحملت طفلها على كتفيها وهرولت للطبيب فلحقت بها إبنتها بالدراجة لكى تحمل أخاها عليها لأن الأم كانت متعبه من ليالى كثيرة سهرت على طفلها تبكى من الحزن عليه وحولها الطبيب إلى المستشفى الحكومى فوجدوا وكانت صدمة للأم أن السكوت على الحمى أصيب الطفل بروماتيزم على القلب وأحدث تصلب فى شرايينه
************رحلة العذاب **********
وبدأت رحلة من العذاب للأم والطفل معا وقرر الطبيب العلاج للطفل وكان يصرف من المستشفى الجامعى ف طنطا بعض من الدواء البسيط وكما نعلم حال الشعب المسكين
فكان يذهب به والده للحصول على دوائه من الجامعه وكعادته دائما غضبانا ويخرج غضبه على هذا الطفل ولا يكفيه ما يعانيه هذا الطفل من مرض مؤلم وضربات قلب سريعة وقلب لا يقوى على المشى والحركة ما بالكم هل يقوى هذا الجسد وهذا القلب العليل على الضرب والفزع والخوف من جبروت أب ولكن قدر هذه الأسرة
مرت السنوات وكبر الطفل مع كم من العذاب وتدهور ف الصحة وإنتظار لسرير خالى لإجراء عمليات زرع صمام ولكن إلى متى فى يوم من الأيام أثناء الذهاب إلى صرف العلاج من الجامعة طلب الأب من الإبن
الأب : لإبنه العليل إجلس هنا على مقعد ف الأتوبيس ولا تنزل منه الإ عندما تأتى المحطة وذهب بعيدا عنه بدلا من أن يراقبه ربما تحدث فى الأمور أمور ولكن جاءت محطة تشبه المحطة التى ينزل عندها الإبن
نظر على أبيه فهو أبيه قدره لم يجده أمامه فأحتار ماذا يفعل فنزل
وإذا به وجد ناس غير الناس ومكان يشبه المكان كثيرا لكنه ليس هو
فوقف يبكى فهو وحده ولا يعرف أحدا فإذا رجلا يقول له
الرجل الطيب : لماذا تبكى يا بنى
الإبن : لم أجد أبى ونزلت من الأتوبيس ولا أدرى أنا أين وكيف أذهب إلى بيتى وقريتى
الرجل الطيب : من أين يا ولدى فقال له أسم قريته
الرجل الطيب : أنا أعرفها فلا تقلق يا بنى وتعالى معى إلى بيتى أولا
لأقدم لك التحية وتستريح قليلا ونتناول الغداء وبعدها سوف أذهب بك إلى بيتك فلا تخاف
الإبن : شكرا جزيلا على كرمك لى وحنانك الذى لا أراه من أبى
الرجل الطيب قام بضيافته وبعد أن إنتهوا قال له هل أنت مستعد للذهاب للمنزل لكى يطمئن قلبك وقلب أمك
الإبن : ولكن اخشى من أبى أن يضربنى أو يفعل لك شيئا سيئا وأنت لا تستحق الإ كل الشكر والثناء
الرجل الطيب : لا تقلق إتركها لله وأنا معك لن يستطيع فعل شيئا سيئا لك فلا تقلق يا بنى
فأخذه الرجل الطيب ورائه على الدراجة وذهب به إلى المنزل فوجد قلب الإبن يرتجف
الرجل الطيب : ماذا بك يا بنى ولماذا يرتجف جسدك بقلبك العليل
الإبن قال بخوف هذا أبى وأنا أخاف منه فسوف يضربنى ولن يرق لحالى وقلبى العليل
الرجل الطيب : لا تقلق يا بنى
فإذا الأب يأتى سريعا ويضرب الجسد صاحب القلب العليل ضربه قويه قذفت به بعيدا من قوتها ومن كمية الغضب التى تملكت هذا الأب القاسى القلب المتجبر على جسد مريض
الرجل الطيب للأب : هون عليك يا رجل لماذا تقوم بضربه أولى لك أن تأخذه فى أحضانك على سلامة وصوله وحكى له ما حدث
وقال له لا تضربه يكفى ما به من الآم وودع الرجل الطيب محمد ولكنه فى قرارة نفسه قلقا عليه ولكن قدره
الإبن : ودع الرجل الطيب وتمنى فى قرارة نفسه لو أنه والده أو على الأقل يأخذه مع أبنائه ولكنه القدر
وتمر السنوات والعذاب للأم والإبن والأخت والأخوات وتحدث سكته قلبية لهذا الجسد والقلب المريض ويقذف القلب الدماء كما كان يقذف الحزن والآلآم ويذهبوا به إلى الجامعة ولا توجد غرفة العناية المركزه خاليه بل فيها مرضى ويتناوبون عليها آه لهذا الشعب المسكين الصابر على مرارة الأيام والسنين
وتذهب الأخوات لزيارة الأخ وإذا به قمرا وملاكا كما تعودنا ويطلب من أخته أن تأتى له بكتبه لكى يستذكر دروسه لأنه كان حلمه أن يصبح طبيبا حتى يداوى المرضى لما تعرض له من كم الآلآم وإذا به توعده الأخت أن تأتى بكتبه فى اليوم التالى
وكنها تظر إليه بقلب منقبض وعيون تدور من الخوف وتحس انها آخر مرة سوف ترى فيها أخيها ولكنه القدر وما يفعله بنا وذهبت الخت ووعدت أخاها بالعودة فى اليوم التالى بما طلبه منها
وإذا الأخت فى الطريق لأخيها يأتى الخبر الذى كانت تخشى أن تسمعه وهو موت الأخ الملاك البرىء قبل أن تلقى عليه النظرة الأخيرة فهو لم يكن أخاها بل كان أخت لها تحدثه بما فى صدرها ولكن هو القدر وما يخفى من الآلآم والمرارة وكالعادة الأب يقوم بتجهيزه فى المستشفى الجامعى وحرمنا من إلقاء نظرة وداعه الآخيرة قبل الذهاب للمقابر وذهب الأخ والأخت والملاك البرى عند
ربه يقينا أنه سيعوضه عن الآلآم والحزن وسنوات العذاب وأن يصبر الأم والأخوات والأخت على عزيز غالى راح وكانت مقولته الشهيرة لوالدته وتتذكرها ولن تنساها نظرا لما تحملت معه من الآم مع سنوات المرض(يا أمى لو عملت لك من ظهرى قنطرة تعدى عليها لن أوفيكى حقك ) رحم الله هذا الإبن البار بأمه الملاك البرىء
*************** لبنت الريف
قصة قصيرة حاصة بالمسابقة
جمالات محمد محمد مصطفى الحميدى
دسوق كفر الشيخ بنت الريف

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى