ط
مقالات وأعمده

الملهمه والمبدع – الحلقه 2 من قصة الحب الرائعة بين رامى وام كلثوم يقدمها د. على ابو عميرة

قد يظن البعض ان رامى كان شاعرا نبطيا عاميا نشأ فى حوارى سيدنا الحسين او على مقاهى السيده زينب–يجيد القراءة والكتابه على الاكثر–كلا فرامى كان شاعرا مثقفا متعلما يجيد أكثر من لغه–اتم تعليمه بمصر بعدها سافر باريس في بعثه يتعلم نظم الوثايق و المكتبات و اللغات الشرقيه و أخد شهاده فى المكتبات والوثايق من جامعة السوربون. درس فى فرنسا اللغه الفارسيه فى معهد اللغات الشرقية وهذا ساعده فى ترجمة ” رباعيات عمر الخيام– سمعت صوتا هاتفا في السحر ** نادى من الحان غفاة البشر هبوا املأوا كأس الطلا قبل أن ** تفعم كأس العمر كفّ القدر تركه للشعر من أجل عينيها —————————- وهو فى الأصل كان يكتب الشعر الفصيح ثم تحول الى الزجل او العامى ****وفي تقديم الشاعر صالح جودت (1976) لديوان رامي نجده يحاول لوم رامي عن الانصراف عن الشعر الى الزجل ثم يعزو السبب في ذلك الى شدة تأثير أم كلثوم عليه، فنراه يذكر ان رامي قد «أضاع زهرة عمره في نظم الأغنية الدارجة، وهي ضرب من الزجل، حتى عرفه الناس بها أكثر مما عرفوه شاعراً، على حين ان الله قد خلقه شاعرا وأجزل له العطاء في موهبة الشعر، ولمع اسمه في أواخر العشرينيات حتى خيل للناس ألا خليفة لأمير الشعراء غيره». ثم مضي صالح جودت ليشير الى أم كلثوم بقوله: «ولكن القدر شاء له ان يلتقي أم كلثوم في منتصف العشرينيات، فاذا هو يضعف أمام سحرها وتلين موهبته لألهاماتها فينصرف عن نظم الشعر الى نظم الأغنية الدارجة لها، وتستمرئ عاطفته ذلك الصوت الخصيب حتى يكاد ينسي نفسه وينسي موهبته الأصلية، وينسي ما جبل عليه وخلق له قرباناً لوتر أم كلثوم». ومع ذلك فأن ام كلثوم غنت من القصائدما يصل الى نحو ستين قصيدة، وأن ثلث هذا العدد من أشعاررامى وحده.وهذا يمثل حصة الأسد يقول رامى عنها ——————- “منذ عرفتها أحببتها الحب كله، وكنت أنا الذي أطلق عليها الاسم الذي أحبّته وأحب الناس أن ينادوها به اسم الدلع (ثومة) كانت أم كلثوم تحت أن تنادى بهاذ الاسم من قبل القريبين جداً منها. كما كانت تحب أن تلقب وتنادى باسم الست من الآخرين. وقد أحبت اسم ثومة هذا عندما شرحت لها اسطورة هندية عن آلهة بهذا الاسم محبوبة ومقدسة، هي شهد مصفّى، وخير دائم ونعيم عظيم، وقلت إن هذه الآلهة الهندية (ثومة) تظهر في السماء، بدراً وشمساً وتظهر في الأرض ظلالاً وخصباً، وتحقق لكل من حولها، وكل من يقترب منها الأمن والأمان والهناء، ومع ذلك فإن أيامي مع أم كلثوم لم تمضِ هناء دائماً ولا نعيماً مقيماً فقد كان – وتلك مسألة طبيعية يقع أحياناً ما يكدر الصفو ويحزن القلب كثيراً. غيرته عليها ————— ويعترف أحمد رامي أن أول خلاف كان بينهما سنة (1931) فعندما قابلت أم كلثوم أحمد شوقي ورأته لأول مرة في أحد محلات شارع فؤاد القديم جوار شيكوريل كان معه النقراشي باشا والدكتور محجوب ثابت وفي ذلك اللقاء دعا شوقي أم كلثوم لزيارته في (كرمته) كرمة ابن هانئ لكي تغني له. وذهبت أم كلثوم إلى هناك بالفعل وغنّت وتألقت في مجلس كان يضم إلى جانب شوقي عدداً كبيراً من جلسائه من الباشوات والأدباء والشعراء والكبراء. وفي صباح اليوم التالي والكلام لرامي- ذهب شوقي بنفسه إلى بيت أم كلثوم، وفوجئت به يقدم إليها مغلفاً ويطلب إليها أن تقبله وحسبته أم كلثوم في البداية نقوداً أي أجراً مقابل غنائها الليلة السابقة وترددت في أن تمد يدها إليه لكنه قال لها: “إنها هدية من وحي أم كلثوم” وفتحت أم كلثوم الرسالة لتجد قصيدة شعر كتبها أمير الشعراء لحظة كانت تغني واستكملها في البيت ليلاً ومطلع القصيدة سلو كؤوس الطلا هل لامسَت فاهاً *** واستخبروا الراحَ هل مسّت ثناياها؟ وفي هذه القصيدة الأصل التي احتفظت بها أم كلثوم بخط شوقي ورد فيها أم كلثوم صراحة مرتين، الأولى في بيت يقول: “سلْ أم كلثوم من بالشوق طارحها”—وتبدل بعد ذلك وأصبح : “حمامة الشوق من بالشوق طارحها”. والمرة الثانية ورد الاسم في البيت الذي يقول:-وتبدّل بعد ذلك وأصبح:– يا جارة الأيك أيام الهوى ذهبت *** كالحلم آهاً لأيام الهوى آها وعلى ما يبدو أن الشاعر قد ضاق ذرعاً بذلك ولا سيما أنه لاحظ اهتماماً غير عادي منها تجاه القصيدة فكان نقاش وخلاف فجفوة فصلح. • الخلاف الثاني: أم كلثوم غارت من عبد الوهاب!! ———————————- كانت القطيعة الثانية طويلة ومحزنة وفيها من الألم والمرارة ما يدل على عمق المحبة بين الطرفين ويتابع أحمد رامي قائلاً “ويشهد الله أنه لم يكن لي ذنب فيما جرى ولا جريرة فيما حدث، بل كانت مجلة روز اليوسف بما نشرته هي التي أحدثت الوقيعة بيننا، ففي ذلك الوقت من عام 1932 أقام معهد الموسيقى حفلاً لتكريم أم كلثوم وتسابق الخطباء والشعراء لإحياء هذا الحفل بالكلمات والقصائد وكنت أنا بالطبع من بين الذين حضروا ، ولما طلب مني أن أقول كلمة أخذت إحدى قصائدي القديمة التي يمكن أن تلقى في مثل هذه المناسبات وهي تقول: طرب النفس في سماع الأغاني *** وقعتها مثالث ومثاني ونجّى الأرواج صوت شجي *** يتغنّى بأعذب الألحان وفجأة نشرت مجلة روز اليوسف أنني ألقيت القصيدة من قبل في حفل لتكريم عبد الوهاب، ومن ثم فهي قصيدة عبد الوهاب أصلاً وليست قصيدة أم كلثوم، وتمادت المجلة في إشعال الموقف أكثر من ذلك عندما رسمت مع هذه الكلمات صوراً كاريكاتورية تنذّر عليّ وعلى أم كلثوم، ومن المعروف في ذلك الوقت أن روز اليوسف كانت تقف إلى جانب منيرة المهدية وتؤازرها ضد أم كلثوم التي كانت صوتاً جميلاً هدد عرش منيرة وأسقطه – وفوجئت، والكلام لأحمد رامي، بعد نشر التعليق بأم كلثوم تقابلني وهي في حالة من الغضب، حالة عظيمة، لم أرها غاضبة قبل ذلك ولا بعد ذلك مثلما كانت غاضبة وفي ذلك اليوم قالت لي: ألا أستحق منك قصيدة يا رامي؟ أتريدهم يسخرون مني ويشمتون في أكثر من ذلك. لقد فعلت بي ما لم يستطع كل أعدائي أن يفعلوه.. روح أنا متأسفة اللي عرفتك.. كان يوماً لا يمكنني أن أصفه ولا أريد أن أتذكره ولكنني أيضاً لا أنساه، أحسست يومها أن الدنيا لا طعم لها ولا أمل فيها ولا قيمة، أحسست أنها مثل الجلباب الواسع جداً وأنا تائه فيها كانت الإهانة جارحة والظلم كبير والفراق مراً والكبرياء والكرامة من الأمراض المزمنة.. والى اللقاء فى الحلقة القادمه

أك لثوم ورامى والسنباطى
أك لثوم ورامى والسنباطى

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى