ط
مسابقة الشعر الحر والتفعيلى

المنفى والرؤى.مسابقة شعر التفعيلة بقلم / أحمد عبدالرحمن جنيدو من مصر

شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو
خاص بالمسابقة (شعر فصحى تفعيلة)
المنفى والرؤى
شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو
تهاجمُني الرؤى منفى،
وأبقى فوق إيماني وفي لغتي.
ألوّنُ وجهَ أسمائي بمرآتي،
وأفتِّقُ جرحَنا المسمومَ في سمتي.
وأمضي نحو أغنيةٍ،
تضيعُ ملامحي عند الحدودِ،
سأغمسُ المزمارَ بالراعي،
على جهةِ البلادِ أبيعُ أغنيتي.
كأنَّكِ تولدين بلا مدىً،
بأصابعِ التوتِ المغطّى بالدمِ الخمريِّ في جهتي.
أنا الحزنُ القديمُ على صخورِ النورِ،
أفتحُ التاريخَ من صلتي.
تحاصرني الحكايةُ والسلاحُ
وخارقٌ في سجدةِ الإذلالِ عند الخوفِ،
قبل مجيءِ موعدِنا على سرِّ الغيابِ،
لكي تكوني مقصداً،
نذرَ الفصولَ بنظرتي،
وأضافَ شرْعاً في هدى عظتي.
هناكَ، سينتهي التفريدُ بالغيبِ المدمّى للرياح ِ،
ورقصةِ السيفِ القميءِ،
هناكَ، أُبحرُ قربَكِ الأشياءَ،
أتلفُ ضحكتي في زفرةِ الإشباع ِ،
أنفثُ غربةً في وهْنِ أجنحتي.
ستنتشرين في جسدي شعاعاً للحياةِ،
وأنفضُ الإعياءَ من فصلِ الزمانِ،
لتعزفَ الإحساسَ ذاكرتي.
تنامين،
التفاصيلُ الصغيرةُ تعتريني،
كي أعودَ إليكِ منكسراً بظلّي،
كي أصلّي من خداع ٍ صارَ فاصلتي.
وأبكي مرّتين على مساحةِ عمرِنا،
في الرمْس والتغريبِ،
عن شحِّ الهطولِ على نفوسِ الصدْع ِ
في إرضاءِ معركتي.
ترومُ مسافةُ الأشواقِ،
أحضرُها على شفتي.
وألثمُ بعضَنا المنسيَّ في كتبِ النهايةِ،
سطرُهُ الملقى على غيم ٍ تأرْجحَ فوق مقصلتي.
يبوحُ الزهْدُ،
كي أُلقى بلا مأوى إلى المنفى،
وأصفعُ جبهتي بالحُّرِّ،
أنشدُ في صريرِ البهْتِ،
بالزردِ المرقّطِ بالخفايا جوعَ أنسجتي.
لماذا أنتِ غاربةٌ؟!
لأنسى نصفَنا الشمعيَّ في خدع ِ المكانِ،
بشمعدانِ الكهْلِ،
يبرزُ سخْطَهُ المرتابَ،
أرجعُ نحو شرنقةٍ،
أراكِ بزوغَ سوسنتي.
وأحبلُ قطعتينِ من اليراع ِ،
وأبلغُ التكوينَ في كهفِ البلادةِ والبلاهةِ،
أنتمي غرناطةَ الملقاةَ في سفنِ الضياع ِ،
تفرّغُ الإسفافَ شرنقتي.
كفانا نحفرُ التسويفَ بالأوهام ِ،
نبني لوحةَ الأحلام ِ في عينِ اللقاءِ،
نكونُ في وجع ِ البقاءِ،
متاهةَ الأنثى،
ورعشتَها الدفينةَ بين ضلعينِ،
الولادةُ تحتَ خاصرتي.
سيغدو للكمانِ سوارَهُ الشتويَّ،
حيث تثاقلتْ خطواتُنا في حمْلِ أمتعتي.
ويسقطُ برجُهمْ بدمي،
ويشربُ غرُّهمْ طعناتِهُ لفمي،
وتثملُ أمّنا الخرقاءُ من شبقِ الوصالِ،
تعيدُ ملمحتي.
ويُنهكُ كاهلي ظنٌّ،
بأنَّ مسيرَنا النوريَّ،
ليسَ حريقَنا بوعاءِ أزمنتي.
نمارسُ دورَهمْ في البعدِ والجزءَ الأخيرَ،
من الركودِ على مراجيح ِ الخيانةِ،
كنتُ، كنتِ سنا،
أنا أنتِ الغريبةُ والبعيدةُ والقريبةُ،
في زوايانا وفي سكراتِ مقبرتي.
هنا تتشبّثين بأذرعي،
تتسلّقينَ على القصيدةِ في مخيّلتي.
فأكتبُكِ التفاسيرَ العميقةَ في نشيج ِ الصمتِ،
أدفقُ مبتغايَ،
وتكتفي أرباضُ محبرتي.
وتختصرينَ أطيافاً من التلميح ِ،
أصبغُها بآلامي،
وأمشي بَعْدَ بُعْدي،
تسرفينَ بلدغةِ الإشعاع ِ بين غبارِهمْ،
حيث العجاجُ يثورُ في رئتي.
تفورُ سلالةُ الأزهارِ من قحطي،
سأنتقُ نصفَهُ الرمزيَّ
خلفَ مدينةَ الظلماتِ والأمواتِ والأشلاءِ،
والإصرارُ للموتِ المخيفِ ينيرُ في هبتي.
ينادي في قطوفِ النجم ِ شيطانٌ،
ويرمي صرّة ً للذكرياتِ،
أعانقُ اللاءاتِ،
أغدو منهكاً من خيبةِ الكلماتِ،
إنْ تغتابُ مشنقتي.
فأمتشقُ البدايةَ مسرفاً بالحلم ِ،
لستِ أنا على شهبِ الحروفِ،
وإنّما صفتي.
هديرٌ خالصٌ للشوقِ،
في جدْبِ القلوبِ على مدامع ِ أمَّةٍ،
أبقتْ خطاياها بأوردتي.
ونامتْ قبلَ موتِ العهْدِ فوقَ نداءِ ألسنتي.
تُفاخرُ بالرداءِ،
وتبقرُ الإيحاءَ ملهمتي.
أموتُ هنا كثيراً،
كيفما شئتِ،
الحنينُ يعيدُنا منفى،
وأهوى كلَّ معنى،
عندما أنفي رؤىً،
تغني لنا التحنانَ خلفَ قطيع ِ مجزرتي.
تسارعتِ المنايا تنهشُ الأثداءَ قبل قدوم ِ فاتحتي.
هنا يقفُ الزمانُ على المكانِ،
هنا أتوقُ إليكِ رائعتي.

8/11/2015

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى